أم أحمد….
مثل أم سمير تسألين… والحديث معك يشبه الجلوس على العنقريب الهباب والراكوبة والجبنة… والدجاجات…. وهل العيش إلا ذاك؟
والإجابة بعضها هو…
توفيق الحكيم الذي يموت في ذي الحجة ….. ودكتور غازي الذي يحدث (طيبة) مساء الأحد كلاهما يقدم جزءاً منها….
من الإجابة
والحكيم الذي عاش بعيداً عن الإسلام ثم مات لما مات وهو يختصر تفسير ابن كثير( حتى يجعله في متناول الشباب) توفيق هذا يقدم صورة رائعة لهدم الإسلام والقانون… وكيف فعل الإنجليز ذلك دون أن يشعر المصري بشيء…
وعلى العكس فقد كان من أساس الهدم أن يقدم الإنجليز صورة بائسة ليقولوا للناس إنها الإسلام
والحكيم كتابه (يوميات نائب في الأرياف) يحكي فيه قصته لما كان هو نائباً في شرطة الأرياف… وهناك يحكي كيف أنه
(…لما يأتي إلينا بلاغ عن مواطن مصاب بطلق ناري في أي مكان كنا نذهب وهناك كان علينا../ حسب القانون الصارم الدقيق/ أن نبدأ بتسجيل المكان وما حول المصاب الراقد وهو يئن وأن نسجل بعدها وصفاً للمصاب ورجل هو أم امرأة وحجمه وطوله وعرضه وقميصه وسرواله وتكة سرواله… نسجل هذا أولاً حتى إذا جئنا نسأله … من قتله… نجد أنه قد مات…)
والطريق الطويل هذا…. هو طريق يطبق القانون… نعم لكن بطريقة تجعل القانون ذاته هو القاتل الأول…
والأسلوب هذا هو ذاته ما يستخدمه البرهان الآن…
فالبرهان يريد السلام للسودان ولأنه حريص علي تطبيق السلام فإنه يبدأ بالبحث عن طريقة لجعل قحت تقف عند شيء… تحاور أم لا تحاور… وقحت محاورها الذي تتحدث بلسانه من هو…. وما إذا كان هو الدقير أم فولكر أم وجدي أم الأمة أم الشيوعي أم.. أم..
حتى إذا نجح البرهان هناك في ما يبحث عنه للحوار كان الشعب قد مات….
والإنجليز الذين فرضوا( الأسلوب…. وخطوات التحقيق هناك كانوا يريدون أن يلتفت القانون إلى المصاب ليجد أنه قد مات…. ومثلها من يدير أمر الحوار هنا يديره بحيث إن البرهان حين ينتهي من العثور على المحاورين الآخرين يلتفت إلى الشعب ليجد أنه قد مات…. مات وفقاً للإخلاص في تطبيق خطة إنقاذه..)
………
توفيق الحكيم يرسم كيف يمكن لتحوير الإصلاح بحيث يصبح هو الهلاك ذاته
ودكتور غازي في طيبة مساء الأحد يسألونه عن الخلاص والعلاج…. كيف يكون….
والدكتور يقول
ونحن نفاجأ….
فنحن ظللنا نتتبع دكتور غازي منذ أيام دار الهاتف…
ونعجب بشجاعة عند الدكتور وذكاء سياسي وإخلاص….
وغطرسة عند الدكتور تجعلنا ننكمش
وما يجعلنا ننكمش هو أن من يحمل غطرسة مثلنا لا يحتمل غطرسة من مثل دكتور غازي…. فما يغتفر للعامة مثلنا لا يغتفر للخاصة مثل غازي…
وغازي يقول إن الإسلاميين فوجئوا وأنهم لم يخطر لهم حدوث شيء مما حدث( يعني وجود قحت)
ونحن نسمع…
ونحن يعجبنا ويحزننا أن يتفق غازي مع قولنا إن الشعب جرى نهبه تماماً… وإلى درجة…( الدرجة التي يجدها الناس اليوم بعد وقوع الفأس في الرأس)
………
وفوجئوا…. هي كلمة تعني أن الإسلاميين ظلوا يجهلون أن كل شيء يتبدل… ويجري تزييفه بعنف…
وحتى الآن ما يغرق فيه الإسلاميون هو التزييف هذا
فالآن ما يجري هو…
ضجيج في كل ركن
وتزييف…
ومن التزييف تحويل كل سؤال يقدمه الإسلاميون عن الإصلاح إلى سيل من الشتائم…. والشتائم هدفها الوحيد هو الهرب من السؤال… و…
بعض التزييف هو
الإسلامي ينتقد الخراب ويطلب الإصلاح…
وصاحب قحت يصرخ
:: انتو تلاثين سنة… عملتوا شنو؟
وفي لحظة يتحول البحث عن العلاج إلى البحث عن…. من أصاب المطعون؟
والجدال المنحرف ينسى/ عمداً/ أن وجود المتهم لن يرد الطعنة التي وقعت…. ولا صاحب قحت يريد رد الطعنة…
وآخر وصاحب الوطني يجادل حتى جفاف اللسان يريد إقناع القحاتي أنه/ صاحب الوطني/ على صواب
وصاحب الوطني ينسى أنه بهذا قد نصّب ( بتشديد الصاد) الآخر حكماً يطلب هو رضاه وجعله صاحب العقل الذي هو السيد الذي يقبل ويرفض… و
والأمثلة لا تنتهي والعالم قواعده تتبدل…
وشيء يكشف أكثر
فالرجل/ دكتور غازي/ يوجز ما وصل إليه الأمر من الخراب بقوله إن
الحوار الآن… وابتكار الحلول شيء في أيدي المجموعة الثلاثية التي تصنع مصير السودان الآن…. وقال
:: إنك إن انفردت بكل واحد من الثلاثي هذا( فولكر والأفريقي…والثالث) وسألت كل واحد عما عنده لم تجد شيئاً…. إذ ليس هناك شيء عند أحد….
الانتباهة
والرجل بهذا يكشف كيف أن
:: الشعب يصل إلى هذا الهوان
وأن الهوان والخراب هذا هو بالضبط ما تريده قحت وفولكر
وأن الهوان والخراب هذا هو ما يشهد على الجيش أنه…..
أنه شنو؟؟؟؟