أعلن تمسكه بالحوار الشامل دون أي تحالف ثنائي المكون العسكري .. هل تراجع عن تفاهماته مع المجلس المركزي للحرية والتغيير؟

by شوتايم3

منذ أن اجتمعت اللجنة العسكرية الثلاثية بالمجلس المركزي للحرية والتغيير الخميس الماضي بمنزل السفير السعودي بضاحية كافوري، لم يصدر من المكون العسكري تصريح يؤكد أو ينفي ما تسرب من أنباء تفيد بأن الاجتماع توصل إلى مراحل متقدمة لتجاوز الأزمة السياسية بين الشريكين السابقين، ومنها أن الأطراف اختارت ممثل عنها للتواصل بعد إجازة الرؤية التي عكفت عليها قوى الحرية والتغيير، والتي قالت بأنها خارطة طريق لإنهاء الانقلاب والعودة إلى مسار التحول المدني الديموقراطي. والخارطة التي أجازتها الحرية والتغيير، جاءت عقب الاجتماع كأحد مطلوباته.

ومن المؤشرات التي تؤكد هذه التفاهمات، تأجيل انعقاد جلسة حوار السلام روتانا التي قاطعتها الحرية والتغيير المجلس المركزي ووقفت ضدها بقوة، وقالت بأن أحد اهدافها من الاجتماع مع المكون العسكري هو ايقاف حوار السلام روتانا الذي تسهله الآلية الثلاثية المشتركة، وقد أكد القيادي في الحرية والتغيير والأمين العام لحزب الأمة القومي، الواثق البرير في حواره مع “الانتباهة” بأنهم نجحوا في ذلك.

المكون العسكري يؤكد دعمه لحوار الآلية

ومن جديد، عادت اللجنة العسكرية الثلاثية في اجتماعها مع الجبهة الثورية أمس الأول لتؤكد على دعمها للحوار الذي تسهله الآلية الثلاثية، على أن يكون سودانيا سودانيا مباشراً، برئاسة لجنة وطنية من كل الأطراف المشاركة.

وامس أعلن البرهان خلال تنوير له مع ضباط القوات المسلحة والدعم السريع، أن موقف القيادة الثابت تجاه قضايا أمن واستقرار البلاد، مشددا على تمسك قيادة القوات المسلحة بالحوار الشامل الذي تسهله الآلية الثلاثية الذي لا يستثني احد عدا حزب المؤتمر الوطني.

وقال الفريق إبراهيم جابر عقب اجتماعه مع الجبهة الثورية إنه تم التأكيد على إتفاقية السلام الموقعة بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلح، وعلى مواصلة الحوار والإجتماعات للدفع بعملية الحوار.

وأكد ذلك الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية السودانية أسامة سعيد، مشيراً إلأى أن الحوار يجب أن سودانياً شاملاً كل الأطراف والموضوعات. وأضاف سعيد، إن ماتم الاتفاق عليه يتسق مع ما ورد في مبادرة الجبهة الثورية السودانية التي تمثل أحد أطراف الحوار، وجسم سياسي مستقل ولديه رؤية واضحة حول كيفية التوصل إلى حل للأزمة السياسية السودانية. وأوضح أن الإجتماع أكد على ثوابت أساسية متمثلة في أهمية الدعم المتواصل للآلية الثلاثية بإعتبارها ميسرة ومسهلة لعملية الحوار. وأشار إلى أن الجانبين أكدا إلتزامهما بدفع عملية الحوار وإنجاحه وان يكون شاملاً لكل الأطراف، وإتفقا على مناقشة كل قضايا الحوار عبر لجنة مشتركة بين الجبهة الثورية السودانية والمكون العسكري.

عدم الوفاء بالعهود

واعتبر القيادي في الحرية والتغيير، عادل خلف الله أن لقاء المكون العسكري بالجبهة الثورية نشاط داخل المكون العسكري الذي وصفه بـ”الانقلابي” وأضاف خلف الله في تصريح لـ”الانتباهة” بأن المكون العسكري منذ أن وقع على الوثيقة الدستورية لم يلتزم بأي شيء، ومن غير المنظور أن يلتزم بأي شيء لعدة أسباب. وأضاف خلف الله بأن أبرز هذه الأسباب أنه لم يعد للمكون العسكري مركز واحد في اتخاذ القرار، وأنه في كل قضية يكون هناك موقف حسب المصاللح وتوازن القوى.

وأوضح خلف الله بأن ما سمي بالحوار المباشر بمن حضر وصل لطريق مسدود، وأن كل الأطراف أكدت أن ما جري في روتانا لا يمكن أن يطلق عليه حوار، وتابع: “هذا لقاء مجموعة مصالح، ولا يوجد ما تختلف حوله إلا المصالح وبالتالي لا يمكن أن نطلق عليه حوار، وفشل هذا الاتجاه”.

ويقول القيادي في الحرية والتغيير إنه وبحضور أمريكي سعودي استمع المكون العسكري لوجهة نظر الحرية والتغيير في الأزمة التي تسببوا فيها ورؤية حلها، وأكد بأنهم مع مخاوفهم ومصالحهم لا يمكن أن يلتزموا بها، وأضاف: “وبالتالي الخطوة هذه جزء من محاولات توفيق أوضاعهم المتناقضة التي ظهرت في الفترة الاخيرة، بعد أن أكدت الـ”8″ شهور الماضية أنهم فشلوا في كل شيء وعجزوا عن إدارة البلد، ومركز السلطات الآن تهيمن عليه المؤسسات المليشاوية والأمنية والعسكرية، وعجزت بالرغم من ذلك في توفير الأمن والاستقرار”.

تمايز

وكشف عادل خلف الله عن تمايز في الجبهة الثورية، وقال إنه منذ الجهود التي قامت بها الحرية والتغيير في تقييم التجربة وإعادة تصور لعلاقتها مع السلطة ومع الشعب، هناك فصائل لم تكن جزء من هذا الأمر، بغيابهم عن اجتماع الحرية والتغيير يوم 8 سبتمبر، رغم التأجيل المستمر ليحضر جبريل ومناوي، لكنهم لم يحضروا. وتابع: “هناك تمايز قديم داخل الجبهة الثورية، أما الهادي والطاهر حجر حضروا المداولات وكانوا جزء من الحرية والتغيير، بعكس بقية القيادات، واصطفاف مناوي وعقار وجبريل سابق لانقلاب 25 أكتوبر، ولم يكونوا مع الحرية والتغيير، الهادي وحجر جزء من رؤية الحرية والتغيير ولا يوجد جديد في هذا الاصطفاف، لكن هناك تمايز داخل الجبهة الثورية، جبريل ومناوي شاركوا في التحضير للانقلاب وشاركوا فيه”.

رؤية الجبهة الثورية

وقال القيادي في الجبهة الثورية والناطق الرسمي باسم تجمع قوى تحرير السودان فتحي عثمان بأن لقاءهم مع اللجنة العسكرية الثلاثية جاء ضمن الحوار الذي يدور الآن حول حل المشكل السياسي الراهن في البلد، ووصف عثمان اللقاء بالمثمر، وقال عثمان لـ”الانباهة” :”أمن اللقاء على أهمية الحوار الشامل دون إستثناء أحد، عدا النظام البائد وشركاءه، وأكدنا على أن يكون الحوار سوداني سوداني بتيسير من الآلية الثلاثية الدولية”.

وأضاف فتحي عثمان، بأنهم على مبدأ التنازل والحكمة والحوار وأن قبول الآخر هو الوسيلة الانجع لتحقيق الإستقرار في البلد، وأضاف: “أيضاً قدمنا رؤية الجبهة الثورية للجنة الثلاثية العسكرية حول الأطراف الأساسية للحوار، وهم أطراف العملية السلمية والحرية والتغيير المجلس المركزي ولجان المقاومة والحرية والتغيير الميثاق الوطني وبقية الأجسام الثورية الأخرى بما فيهم الحزب الشيوعي السوداني”.

وأكد الاجتماع على أن يكون الحوار مربوط بفترة زمنية محددة لأن الوضع في السودان الآن لا يتحمل أكثر من ذلك كما يقول القياديي في الجبهة الثورية السودانية.

الحوار السوداني

يؤكد فتحي عثمان بأنهم مع الحوار السوداني السوداني بتسهيل وتيسير من الآلية الثلاثية الدولية، وتابع: “كنا مشاركين في الحوار الذي بدأ في السلام روتانا وكان أسامة سعيد وابراهيم زريبة وبثينة دينار ممثلي الجبهة الثورية، حيث حددت الآلية فيها حضور 3 ممثل لكل كتلة، واختارتهم الجبهة الثورية برئاسة أسامة سعيد، والنقاش الذي دار بين اللجنة الثلاثية العسكرية والجبهة الثورية في نفس المحاور، وأمّنا أن لا سبيل ولا حل سوى الحوار السوداني السوداني، وندعم الآلية الثلاثية المشتركة للتسهيل والتيسير، ومبادرتنا في الجبهة الثورية تتفق تماما مع هذا المبدأ والفكرة”.

مبادرة توافق

وكان الجبهة الثورية قد طرحت مبادرة متكاملة لحل الأزمة السودانية تهدف إلى التوافق بين الفرقاء وتحتوي على خارطة طريق و مصفوفة للتنفيذ عبر حوار من مرحلتين: أولاها معالجة الوضع الحالي ومالآت قرارات 25 إكتوبر و التي بموجبها تم الإستيلاء علي السلطة ، لخلق حوار بين شركاء الفترة الانتقالية المنصوص عليهم في الوثيقة الدستورية بهدف التوصل الي تشكيل حكومة تدير الفترة الإنتقالية، واستكمال وهيكلة مؤسسات الفترة الإنتقالية وإعادة تعريف العلاقة بين المكون العسكري والمدني و دورهم في الفترة الانتقالية، والتركيزعلي التشريعات السياسية والتنفيذية للفترة الانتقالية
الانتباهة
أما المرحلة الثانية فهي خلق شكل من أشكال الحلول التوافقية بين الفرقاء لاحداث التحول المدني الديمقراطي و بناء دولة قائمة علي سيادة حكم القانون و العدالة الاجتماعية و التنمية المستدامة و الامن الاجتماعي والمواطنة بلا تمييز للفترة الانتقالية وهذا بحوار بين كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني و لجان المقاومة ما عدا المؤتمر الوطني يفضي الى إنتاج مقاربة في الموضوعات التي تختص بنظام الحكم والدستور والانتخابات.

Leave a Comment

2 × أربعة =