والمقال نعيده للغة النقاش والتعليق الهادئ العقلاني الذى تلقيته من قراء اعزاء . و ما كنت اتوقع ان يلامس هذه الاوتار الحساسة من الصحوة والندم وقرع السن بالظفر والتأمل . لم نقصد به الشاب الكريم (خالد عمر يوسف) بقدر ما قصدنا منه توصيف تجربة (قحت) البائسة عبر اسلوب حوار سهل اشركنا فيه القارئ الكريم فى استخلاص الاجابة على اسئلة ظلت حائرة منذ ثلاث سنوات الى اين يمضي السودان ؟ وما هو مقدار الكذب والخديعة التى قادت الوطن الى شفا الانهيار ؟ من يدعم ؟ و من يطبل؟
و من هو الاطرش داخل هذه الزفة؟
حاولنا ان لا نسيء لشخص بعينه لقناعتنا ان الوطن يحتاج للجميع ولصفحة بيضاء ناصعة من التسامي والتصالح . فدعوة خاصة اوجهها لشبابنا و شاباتنا وحتى الكبار الذين غابت عقولهم يومها وفقدوا الوقار اترككم جميعاً مع هذا المقال :
ولقد سمعتك ذات مرة تستوقف من كان يحاورك وتقول له بان اسمك خالد عمر يوسف وليس خالد (سلك) لذا وضعناها بين قوسين حتى لا تتوقف عندها كثيراً فانا اعلم انك خالد عمر يوسف . و من اقاربك من الجهتين من زاملني بالدراسة و يعرفونني جيداً كما انا فخور بهم لذا واستناداً على هذه (المخدة) والمعرفة القديمة . دعني احاورك بهدوء كجوار قريتينا الوادعتين العيكورة وفداسي الحليماب .
يا سيدي ليس من العيب ان تفشل الحرية والتغيير فى مرحلة ما ولكن العيب هو محاولة تسويق هذا الفشل مرة اخرى وعرضه على قارعة (فريشة السياسة) فالانسان يا سيدي لا يعيش عمرين حتى تجربوا فى احدهما وتعالجوا اخطاءكم فى العمر الاخر .
حديثك المنشور امسية الاثنين الماضي عبر صحيفة [متاريس] يذكرني بخطابات الرئيس السوري بشار الاسد بها كثير من فلسفية الطرح و بعيدة عن ملامسة الواقع والحقيقة .
وبها لمسة موغلة من التطواف ولغة اركان النقاش تستحوذ على جل المعنى والخيال الواسع .
يا خالد …
لماذا تختشون من نطق كلمة (عمالة) وتسمونها (التضامن الدولي) ؟ ولماذا لا تستهلوا حديثكم الا بعبارة خروج الجيش عن الحياة السياسية وانتم تعلمون جيداً ما حل بالعراق يوم ان خلع جنوده شرف (الكاكي) فهل تريدون للسودان ذات المصير يا خالد؟ ونحن نعلم جيداً من اتى بالجيش لحظة التغيير هم انتم ومن تغزل فى الجيش هم انتم ومن رفض ابن عوف وغنى للبرهان هم انتم فما الذي تغير؟ ولماذا الان صعب الامر عليكم و الآن تبكون حظاً كالدقيق المنثور كما بكاه الشاعر ادريس جماع
يا خالد ….
تتحدث وكأنكم زاهدون فى السلطة وقد مارستموها لقرابة الثلاثة اعوام بلا صندوق وبلا تفويض بل وبسرقة كانت فى وضح النهار والناس سكارى بنشوة التغيير قبل ان تنزع منكم كسنة من سنن الله الباقية فى عباده.
يا خالد …
لم يرد فى حديثكم كلمة (انتخابات) ولا مرة واحدة بل سميتموها (حلاً سياسياً) . وحلاً سياسياً بتدخل الخارج اظن لا تعريف له سوى (الارتماء فى احضان …..) واترك لحصافتكم ان تكملوا الجملة وباي دولة تختارون فأنتم وآخرون وحدكم من تعلمون كم سفارة دخلتم فى جنح الظلام .
و دعني (افلسف) لك المعنى بعبارة اخرى من يسعى جاهداً ان يجلسك على الكرسي هل سيكون ذلك بلا مقابل يا خالد ؟ كن صريحاً مع نفسك وأجب على السؤال فى سرك واحتفظ بقائمة الوعود فلسنا فى حاجة لمعرفتها .
وأترك لك حرية الاجابة والتفكير او مواصلة القراءة . فقد يصحو الضمير !
يا خالد …
هل تذكر يوم ان كنت تخطب فى جمع ما فى لحظة صفاء وبراءة سياسية يوم ان قلت ان (الانتخابات ما بتجيبنا)؟ اتذكر ذلك ؟ والان اظن يمكن للقارئ الكريم ان يعذركم لم تحاشيتم ذكر هذه الكلمة (المخيفة) فى مقالكم المشار اليه فعن اى ديمقراطية ستولد خارج الصندوق تتحدثون ؟
أتذكر يا خالد …
عندما قلت انكم اتيتم لتحرروا السودان من الاسلام السياسي ؟ اتذكر ذلك؟ وانتم خرجتم (كما نعلم) من بيت علم ودين وكرماء يتلون الاية الكريمة (قل ان صلاتى ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين …) و لك إن استطعت ان تخرج (السياسة) من صياغ الآية الكريمة فافعل !
يا خالد …
لا اظن ان اعتى دول العالم بامكانها قهر ارادة شعب وتنصيب حكام عليه هو كاره لهم وقد جربوها فى افغانستان والصومال ولن تنجح فى السودان بعد ثورة الوعي التى انتظمت صفوفه و أفاق على سلطة سرقته حتى (رغيف) الخبز فى طيش مارستموه فى ابشع صور التشفي و(القلع) والنهب والسرقة لا يحكمها قانون ولا مؤسسية ولا عدل .
انتم يا سيدي اول من وطأتم على شعارات الثورة المسروقة (حرية . سلام و عدالة) وعجزتم حتى عن مواجهة بعضكم البعض وعفواً عندما اقول (انتم) لا اعنى شخصكم النبيل .
و لا احسبكم الا يافعاً سياسياً بريئاً مازال يحتاج للمزيد من القراءة والاطلاع و بعضاً من كتب التاريخ .
يا خالد …
اغرب ما استوقني قولكم انكم لا تريدون العودة لما قبل (٢٥) اكتوبر فهل هذا يعني ان نضجاً سياسياً قد تشكل لديكم ام ان تجربة سجن (سوبا) قد اعادت لكم بعضاً من الرشد المفقود .
أراك يا خالد …..
تتحدث عن ديكتاتورية الانقاذ و ديكتاتورية انقلاب (٢٥) اكتوبر (كما اسميتها) وقفزتم عمداً عن ثلاثتكم العجاف ! الم تكن كلها ديكتاتورية و(قلع) وتشفٍ وظلم ؟ كم هم الذين أزهقت ارواحهم داخل سجونكم بلا محاكمة وبلا قضاء وكم هم الذين منعتم عنهم الدواء والطبابة وكم هم الذين صادرتم املاكهم بلا قضاء …!!
يا خالد …
أين ذهبت الاموال المستردة بوصفكم كنتم وزيراً لشؤون مجلس الوزراء (الدينمو) الفاعل فى قلب كل حكومة او هكذا كان يجب ان يكون ! اين ذهبت اموال واصول منظمة الدعوة الاسلامية (يا خالد) ولماذا توقف التسليم فجأة بعد صدور قرار البطلان ؟ بالطبع لا تعلم شيئاً وساقول لك !
ان العقل والتحليل السليم يقول ان الغنائم قسمت بين قبائل (قحت) ولاستعادتها يجب ترتيب البيت القحتاوي من الداخل فالقضية ستطول ! وحسناً فعلت (رجاء نيكولا) …!
أعلمت يا خالد كيف كانت تعمل حكومتكم؟
فلماذا هكذا وبسرعة (قلبتم الصفحة) بين ديكتاتورية الانقاذ وديكتاتورية البرهان ولم تحدثنا عن رخاء حكومتكم الذي جلبته لشعبها فإن كانت لكم حسنة واحدة فاذكرها يا خالد ولا تستح اما سواءتكم فقد احصاها الشعب وعدها عليكم عداً .
لن نسألك يا خالد عن الخبز و عن المحروقات وعن المستشفيات التي اغلقتموها عجزاً وجهلاً ولا عن التعويضات التى سقتموها قرباناً لذوي ضحايا المدمرة (اس كول) و لا عن …و عن
فقط سنسألكم عن الارادة والسيادة الوطنية وعزة الوطن اين ذهبتم بها ؟ نسألكم عن رحلاتكم التى لم تتوقف للامارات بماذا اتت للسودان؟ وعن تطاول السفارات وجلسات الشاهى والبنابر واطفاء الانوار والحديث الهامس ! نسألكم عن (التغافل) المتعمد لفظائع لجنة وجدي صالح وعدالة (الحبر) فاين كنتم يومها يا خالد ؟
يا خالد ….
هل حدثتكم نفسكم يوماً ان تزوروا الخطوط الامامية تؤازرون قواتنا المسلحة ب (الفشقة) يوم ذاك . اقول حديثاً فقط ومن حدثته نفسه بالجهاد فقد غزا ..
يا خالد …
لا تسوّقوا للشعب بضاعة كاسدة فاسدة لفظها وعافها وكرهها .و لا تحدثوه عن (فلسفة) كلمات وسياسة لن تشبع جائعاً قد مل الشعب سماعها
يا خالد ….
ما كشفته قرارات المحكمة العليا باعادة مظاليم حكمكم لخص الحكاية وابان غايات المخطط الذي تساقون اليه علماً او جهلاً منكم .. حقيقة لا اعلم أأيقاظ امية ام نيام !
ختاماً …
الانتباهة
أنصحك ان تتجة نحو قواعدكم ان كانت لحزبكم قواعد وتعملوا على استقطاب المزيد من العضوية فهذا ليس عيباً فى حقكم بل انفع لكم ولحزبكم فعسى ان تنفعوا السودان يوماً ما …
اما الان فقد (قضي الامر) و لن احدثك عن توافق قد لا يحدث بالسودان و للاسف ولكن احدثك عن (انتخابات) ترونها بعيدة ونراها قريبة
ولكم خالص الود لما تكرمت به قيادة حزبكم من ادخال ثقافة المتاريس واللساتك وتمجيدهما (عبقرية فذة) لن ينساها لكم الشعب .