لم يختلف الموسم الحالي للعروة الصيفية عن الموسم الماضي كثيراً فما أشبه الليلة بالبارحة وقد أصبحت شكاوي المزارعين من مشاكل الزراعة محفوظة بتفاصيلها لجهة أن المسؤولين في هذا المجال لم يقدموا أي جديد مخطط أو استراتيجيات لنهضة وتطوير الزراعة وقد أبدى عدد من المزارعين قلقهم من فشل الموسم الصيفي للتحديات الكبيرة التي يواجهها الموسم والمتمثلة في شح الوقود خاصةً الجازولين ، وعدم إكتمال تطهير القنوات الرئيسة الأمر الذي أدى لعزوف عدد كبير من الزراعة لهذا الموسم واتجاه معظم المزارعين لأعمال أخرى كالتعدين .
تحضير محدود :
كشف المزارع فتح الرحمن محمد بمشروع الجزيرة مكتب (طيبة) عن تحضير مساحات محدودة للموسم الصيفي، فضلاً عن عدم تحضير القنوات وتطهيرها من الحشائش والإطماء، وأوضح في حديثه لـ (الإنتباهة) أن الآليات التي تعمل حالياً تتبع لشركات معينة ويقوم المزارعين بشراء الجازولين بطريقتهم الخاصة وشكا فتح الرحمن من عدم استلام البنك الزراعي للقمح في ظل حوجة المزارعين الماسة لبيع القمح بغرض إتمام تحضيرات العروية الصيفية وقال إن المزارعين رفضوا تسليم جوال القمح للبنك الزراعي بسعر (43) الف جنيه والبيع بسعر (55) الف جنيه لزيادة التكاليف إلا أنهم تنازلوا عن مطلبهم وقرروا البيع بسعر (43) الف جنيه للجوال إلا أن البنك لن يستلم بحجة عدم إخطارهم استلام القمح، وأشار فتح الرحمن إلى إحتمالية استلام البنك القمح من الحصاحيصا بعد حساب التكلفة أي الفائض، وبالرغم من أن مشكلة إرتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات والتقاوي لم تبرح مكانها لهذا الموسم إلا أن مشكلة شح الجازولين وإرتفاع أسعاره ماتزال حاضرةً كالعادة في كل موسم زراعي ، مبيناً أن ملامح التحضير للموسم الصيفي غير واضحة المعالم وتكاد تكون معدومة، لجهة أن التحضير لم يبدأ إلى اليوم في حين أن الوقت المحدد للبدء الزراعة في الموسم الصيفي الخامس عشر من مايوالماضي.
دون استعداد :
بالمقابل أكد المزارع عمر الجلال بولاية نهر النيل على عدم الاستعداد للموسم الزراعي الصيفي مشيراً إلى أن رفع الدعم عن الوقود الزراعي إثر بصورة كبيرة في عدم التحضير للموسم وعزوف عدد كبير من المزارعين عن العملية الزراعية فضلاً عن إرتفاع أسعار قطع الغيار للآليات مع عدم ضبط السوق الأمر الذي أدى لإتجاه المزارعون لموارد أخرى. مثل التعدين عن الذهب واصفاً الأمر بالخطير لجهة أن ولاية نهر النيل تعتبر ولاية زراعية بحتة بجانب إرتفاع أجور العمال لإعداد الأرض، وطالب الجلال بضرورة كهربة المشاريع الصغيرة أو استخدام الطاقة الشمسية، واستنكر عدم إهتمام الدولة بالقطاع الزراعي والجوانب المتصلة به كالبحوث الزراعية وإعداد المعامل مع عدم توفر وسائل الحركة والوقود فضلاً عن توقف التمويل من قبل البنك الزراعي.
إضراب :
من جانبه قال المزارع محمد إسحق بشمال كردفان أن هناك العديد من المشكلات في الموسم الصيفي موضحاً أن الوقود تحول إلى طلمبات تجارية بعد تحرير سعره وأشار في حديثه لـ (الإنتباهة) أن معظم المؤسسات طبقت إضراباً مفتوحاً بما فيها الإدارة الزراعية بالولاية، منوهاً إلى إرتفاع سعر جوال الذرة إلى (53) الف جنيه.
الانتباهة
استقرار الوقود :
وفي ذات السياق قال المزارع كمال حريز بمشروع الجزيرة القسم الأوسط أن الجازولين بمشروع الجزيرة مستقر بصورة جيدة ولا يوجد به شح في حين شكا حريز من إرتفاع أسعاره موضحاً أن سعر لتر الجاز لين إرتفع إلى (770) جنيهاً موضحاً أن زيادة أسعاره أحبطت المزارعين بصورة كبيرة وجعلت مجموعة كبيرة تعزف عن الزراعة لهذا الموسم مبيناً أن مايترتب على التحضير نجاح الموسم الشتوي.