بيت الشورة …عمر الكردفاني….الجمارك ….والكيل بمكاييل عدة

by شوتايم2

 

 

 

 

 

لا ادعي المعرفة الوثيقة بما  سيلي كما أنني اوضحت في عمود سابق اننا معشر الصحافيون لسنا علماء لنكتب عن دراية تامة عن أي حدث كان ولكنا معشر لنا حظ في ان الجميع يفتح لنا الأبواب لنتعرف عليهم وعلى علمهم،بالتالي فإن الكتابة الراتبة  لئن لم تستند إلى قائل من ذوي الدراية فانها محض خطرفات لا ترقى إلى درجة الموثوقية، والكتابة عن الجمارك شأن شائك لانه وكما اسلفت في عمود سابق أن الجمارك لديها ثلاثة محاور تحميها وتذود عنها  وتجود عملها وتلقي بالفاسد من منسوبيها إلى عرض الشارع أو إلى مقصلة الشارع ،الشارع الأول هو الطريق والثاني هو المشرع،والجمارك لديها ثلاثة نظم تحمي افرادها منها وتحميها من افرادها ،فالجمارك تعتمد على النظام المحاسبي والحاسوبي  والقانوني، وكلها نظم لا يتم اختراقها الا لمدة زمنية وجيزة ومن ثم يسقط الذي اخترق النظام

اما حدث ويحدث في مسألة تهريب الذهب كتبت عنه من قبل وشرحت أن المسألة لا تتعلق بفساد أو موظف مرتشي أو حتى شركة طيران متواطئة ،الأمر أكبر بكثير لانه مرتبط ببساطة بأكبر كتلة رأسمالية وفي ذات الوقت أكبر كتلة اجرامية في العالم الا وهي منظومة غسيل الأموال، فغسيل الأموال يرتبط بأكبر كتلة نقدية وهي أموال الدعارة والسلاح والمخدرات وترتبط مباشرة بالمافيا التي لها اليد الطولى في كل أنواع الجرائم في العالم ،إذن فعندما نريد سبر اغوار قصة تهريب الذهب من السودان علينا البحث عن ايدي المافيا التي تعمل في غسيل الأموال حول العالم ،إذ أن هنالك عائلات من عصابات المافيا تعمل في مجالات المخدرات والسلاح والدعارة حول العالم ويتكون  لديها رأسمال ضخم يصل إلى تريليونات الدولارات وهي موزعة في مصارف بدول لا تكترث  بالطريقة التي وصلت بها إليها هذه الأموال ويكون اقتصادها كاملا معتمد على هذه الأموال القذرة إذا صح القول ،تلك العائلات صاحبة هذه الكتلة النقدية وبعد ان تقوم بتنظيف سجلها القانوني ويصبح افرادها مواطنون إشراف  تبدأ في سحب تلك الأموال لادخالها إلى دولها التي لا تسمح بدخول هذا النوع من الأموال فتلجأ إلى دول فقيرة وضعيفة الرقابة فتقوم بتسليف بعض ضعاف النفوس أموال طائلة (مليارات) شريطة أن تتم إعادتها عبر النظام المصرفي في مدة زمنية تزيد عن العشرة أعوام مثلا (إعادة ثلث المبلغ أو يزيد قليلا فقط)،وبما ان التحويل يكون مراقبا فيفضل توريد سلع نقدية وليس افضل من الذهب ،إذن وبعد كل ذلك الشرح عليك عزيزي القارئ ان تتخيل شخص مطالب ان يعيد اربعمئة مليون دولار من أصل مليار ،وذلك خلال اكثر من  عشرة سنوات ،هنا يمكنك تخيل مثل هذا الشخص!هل يضيره مصادرة عشرة كيلو جرام  من أصل (طن) تم تهريبه بسلام إلى دولة المعبر توطئة لغسله في طريقه إلى صاحب القرض الملياري ،إذن فصاحب الذهب لا يهمه ان يسقط جوكي أو يتم فصل ضابط شرطة أو تتلوث سمعة شركة طيران ،عليه إن يوسع دائرة البحث عن محتاجين أو مرتشين محتملين (وما أكثرهم في البلاد) فينجح عشرة ويسقط واحد فنحتفل نحن ونضحي بعشرات الضباط من الجمارك والمباحث بلا ذنب جنوه سوى أنهم كانوا يؤدون واجبهم فتسرب (زميل) من بين يديهم حاملا بضع كيلو جرامات من الذهب، وقد سبقه آخرون بعشرة أضعاف هذه الكمية

ثم ماذا بعد؟

اخي سعادة مدير عام الشرطة ،إن الموضوع اكبر مني ومنك ومن وزير الداخلية ،الموضوع يخص الدولة التي يجب أن تبحث في سجلات اثرياءها عن أناس كانوا بالأمس لا يملكون شروى نقير وهم الآن يتحدثون بالملايين من الدولارات ،أناس ذمتهم واسعة وجلابيبهم بيضاء نظيفة تخفي قلوبا اقذر من بالوعة السوق العربي اعزكم الله ،هؤلاء هم مربط الفرس وأصحاب الذهب المهرب ،وضباط الشرطة لا ذنب لهم فهم (زي ابل الرحيل شايلة السقى وعطشانة).

لا ادافع عن احد ولا ابرئ ساحة احد ولكن ان تلقي اللوم على ضابط استلم مهامه مديرا للمطار قبل شهر وآخر اصلا هو في اجازة، وأن تلقي اللوم على ضباط الجمارك والمتهم من وحدة أخرى فهذه إذن قسمة ضيزى وهو ذر للرمال على العيون ،إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

 

 

 

 

Leave a Comment

16 + عشرين =