أمسكت أياما طويلة عن الخوض في أحداث كرينك ،والسبب الرئيس أنني لا احب الحديث عن حدث لم اشهده أو أشاهد آثاره،والسبب الثاني هو أن الجاني معروف لدى الجميع ولا يحتاج إلى تعريف والمتسترين على الجريمة أيضا معروفين، والادهى والأمر أن هذا الأمر الجلل سبقته إشارات وكتب عنه حادبون بأن هنالك أمر يحاك بليل ،وقد وصلتني للأسف إحدى هذه الرسائل ونشرتها ولكن لا حياة لمن تنادي،إن ما يحيرني في هذا الوطن المسمى بالسودان أن جل رجاله أصبحوا شوارب بلا رجولة مع الاعتذار الشديد ،إذ لا يعقل أن تهاجم قوات معروفة مرتدية ازياءا معروفة للقاصي والداني ،تهاجم قرى وتحرقها وتذبح سكانها وفي الآخر ننسب الأمر إلى مجهول ،نعم هنالك تبرير أن هذه القوات انسلخت من عقيدتها القتالية وانحازت إلى قبيلة ما لسبب ما أو لاستفزاز قد حدث فلماذا لم يعترف قوادها بذلك ويتحملوا مسؤوليتهم بكل رجولة ونزاهة ويحاسبوا قواتهم على ما حدث ،هنالك واحد من امرين :اما أن هؤلاء القادة لا يستطيعون السيطرة على قواتهم أو أنهم يرون ان قواتهم فوق المحاسبة واكبر من القانون ،وفي كل الحالتين هنالك مصيبة وكارثة يجب الانتباه لها الآن قبل الغد الا وهي اننا الآن الآن الآن قبل الغد يجب أن ننحاز تماما لقواتنا المسلحة ،لا تقل لي برهان أو حميدتي أو ياسر العطا أو شمس الدين كباشي ،هؤلاء ليسوا سوى ساسة وما عادوا عساكر أو قادة للجيش السوداني ،وهذه ليست مذمة لهم حاشا لله بل هذا قدرهم بعد أن وضعوا يدهم في يد المدنيين وقادوا العمل السياسي فمع احترامنا لهم عندما نتحدث عن الجيش والقوات النظامية فإننا نعني أن حديثنا موجه إلى السيد وزير الدفاع والقادة الكبار في القوات المسلحة وعندما اقول ننحاز اقصد نحن كمواطنين سودانيين ،يجب أن نعلن نفرة كبرى الآن قبل الغد ،نفرة من أجل إعادة روح التكاتف بيننا وقواتنا المسلحة وان نستنفر جهودنا من أجل نفض الغبار عن شعارين لا ثالث لهما :شعار الجيش …..الله والوطن وشعار التلاحم :جيش واحد شعب واحد ،وعلى القادة الذين اضحوا ساسة أن يمضوا في طريقهم في ادارة الدولة مع الإشراف السياسي المعروف على القوات النظامية،وعلى القوات المسلحة أن تمضي في طريقها المرسوم والمعروف والمدروس منذ إنشاء قوة دفاع السودان ،وعلى الشعب السوداني بناء الثقة في قواته المسلحة ومنع المساس بها بأي طريقة كانت ولو على سبيل المزاح.
كل ما تقدم لسبب واحد لا ثاني له ،اننا أصبحنا في بلد كثرت فيه الجيوش غير النظامية شاء شاء وأبى من ابى وان هذه الجيوش بناء على أحداث كرينك ستكون نواة متفجرة لاحداث جسام وحرب قبلية لا تبقي ولا تذر، وبلا قوات مسلحة مدعومة بشعب يثق في قدراتها ويضع كل ثقته فيها فإن هذا الوطن سيصبح مقبرة كبيرة تضم رفاة شعب كان اسمه الشعب السوداني.
ثم ماذا بعد؟
انا لا اهاجم أحدا ولا احب الإساءة لاي انسان لان الكمال لله ،ولأن الكمال لله احب النظر من منظار شامل يوضح لي ما استطعت استيعابه من أحداث ومناظر ،فإن اصبت فذلك من توفيق الله وان أخطأت فمن نفسي الإمارة بالسوء وهنا اعتذر لكل من مسه قلمي بأي نوع من الإساءة ظاهرة أو مستترة ،وهذا العمود ما كتبته الا لان الساكت عن الحق شيطان اخرس وان الحقيقة الواضحة يجب أن لا يتغابى الناس عنها خوفا من بطش أو طمعا في عطية ،فما عندكم ينفد وما عند الله باق وأعتقد أنه بعد أن يصل الإنسان إلى مشارف الستين من عمره يجب أن لا يخشى الموت ولا يطمع في رفاه بل هي بضع أعوام أن أطال الله في العمر لا تقرب من جنة ولا تبعد من نار إذن فالمهم هو رضا الله عل وعسى أن يحقق ذلك القرب وان يثبت ذلك البعد
والله ولي التوفيق
1 comment
لا لديهن أن تقوم قوات الشعب المسلحة بمحاكمة القتله ومحاكمتهم عسكريا