محمد عكاشة يكتب…….كنا نلقاه بظهر السوق عطاشاً فيروينا من ماء الكلمات……أحوال الصوفيين مواهب

by شوتايم2

 

 

 

 

 

*أحوال الصوفيين مواهب !!!*
____________________
*بقلم🪶محمدعكاشة*
________
في أمريكا، بلد الغرائب والمصيبات العجيبة، انتبذ فيلسوف معاصر مكاناً بعيداً في الجنوب الأقصى واتخذ له ضيعة وارفة الظلال، وموحية ليغرق في تأملات عميقة يغيب عن نفسه والأغيار.
ثم بعد مكابدة لافحة يعود إلى الحياة لينتقر من بين تلاميذه أشدهم ذكاءً وأوفرهم عزيمة؛ ذكوراً وإناثاً، ويجئ بهم إلى معتكفه النائي ويطلب إليهم أن يعيشوا الطلاقة الجامحة يستكثروا من الملذات ويصلوا بها حدها.
ثم بعد فترة، وهؤلاء المنتخبون من الجنسين على شئ من الاستشفاف وخفة الروح، بعد فترة وجيزة تكشّف لهم أن ثمة أمراً هو أبعد من غلظة الحس وربقة اللذائذ..ثم يعودون والفيلسوف يرقب تحولاتهم يعودون في لطافة من الحس والعرفان يذهل لها بعض أفراد المجتمع الأمريكي.
وفي إذاعة البيت السوداني أسرني صوت المذيعة النابهة ريهام وهي تقدم حلقة من فضاءات الكتابة حول رواية (مريود) التي أشار كاتبها الكبير الطيب صالح إلى أن كتابته لها كانت عمداً أقرب إلى (واردات الأوقات) عند العارفين.
تهبط عليه بعض فصولها وعباراتها دون وعي منه في ليل أو نهار.
الطيب صالح يأخذ (الصوفي) في أعماله مكانة كبيرة.
ثم هو في مجلة(المجلة) يكتب ذات يوم عن جماعة (الأكبريون) في أسبانيا وهم مجموعة من المفكرين ضمهم الشيخ الأكبر محى الدين ابن عربي، وقد عثروا على بعض مخطوطاته، وهم لا علاقة لهم به من ذي قبل وليسوا بمسلمين.
في أم درمان.
في مستوصف النيل الأزرق (حضر) الشيخ أحمد عبد الباقي، ابن الشيخ دفع الله الصايم ديمة وخليفته ووريثه في الهدي المحمدي،
حضر الصايم ديمة لعيادة أحد مريديه، التف الناس حول مقدمه…من يعرفه من قبل ومن يراه للوهلة الأولى، من بين الحاضرين أسرة هندية، قام ربها بتحية الشيخ كأنما يعرفه من قديم.
الرجل أحد أعمدة الجالية الهندية وأحد أهم المستوردين ورجال الأعمال في أم درمان.
ثم الأيام تمضي والصايم ديمة ماكث في مسيده بين مريديه فإذا بالرجل يدخل عليه بتحية ندية، شفيفة، ويستأذن الشيخ بأن يقبل هديته إلى طلاب القرآن في المسيد، كمية كبيرة من الأغطية تقيهم لفح البرد، ثم يمضي إلى غايته.
في مطار الخرطوم عند السحر.. كنت في تغطية واستقبال وفد المسرحيين العرب القادمين من دول شتى، حركة واسعة في المطار وزحمة تضيق بها الصالات.
يحضر إلى الوطن الشيخ سيف الدين أبو العزايم من مصر المؤمنة، يزدحم الناس عنده، وزميلنا المصور التلفزيوني البارع جد المية زيادة دون أن يشعر يصوب عدسة الكاميرا نحوه، والفنانون العرب يحسون بخصوصية الرجل ويسألونني عنه أسئلة كثيرة، عميقة، وفي إجاباتي:-

كنا نلقاه بظهر السوق عطاشاً فيروينا من ماء الكلمات

جوعى…فيُطاعمنا من أثمار الحكمة

وينادمنا بكؤوس الشوق إلى العرس النوراني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منشور فى مجلة(اوراق)جديدة

Leave a Comment

4 × اثنان =