*يهود السودان وأقباطه*
_______
*بقلم🪶محمدعكاشة*
_______
لم تكن الطائفية الدينية في السودان مشكلة تتهدد النسيج الاجتماعي ولم يك تعدد الأديان عائقاً للوحدة حتى قام جعفر نميري ملتاثاً يتظني (الإمامة) أخريات أيامه في الحكم ويستن قوانين سبتمبر لإرهاب أهل السودان ثم لتقوم الإنقاذ على نهجه من بعده قيامة.
من بعدمنتصف التسعينات اختارتني مؤسسة (الرأي العام) للصحافة والنشر والإعلان للعمل مديراً لتحرير صحيفة (الصباحية) مع صديقي الأستاذ نبيل غالي جرس رئيساً للتحرير وهو بخبراته الصحافية الواسعة وتجربته المتصلة تشاركنا إصدار الصحيفة المتخصصة في الثقافة والفنون وقضايا المجتمع.
نبيل غالي شخصية مثقفة ودودة وهو (سمح )في روحانيته و(قديس) في سماحته يكتب ويحاضر ويمشي بين الناس.
علي ايام (الصباحية) أجريت حواراً مع الأب فيلوثاوث فرج حول طائفة الأقباط في السودان ودورهم في الحياة الإجتماعية والثقافية والإقتصادية وهو يذكر أسماء برزت في مختلف المجالات وبرعت في جملة من التخصصات ثم هو يلتفت بطريقته المحببة يقول لي بأن رئيسك = غالي=هو ذاته من أبناء طائفة الأقباط المميزين في مجاله ليضيف مداعباً :-
(بس انا زعلان منه..نبيل ماقاعد يجي الكنيسة للصلاة..الولد ده يا علماني يابقي مع ناس الجبهة) ليثني =فيلو= علي أخلاق صديقنا نبيل غالي ثناء ماطراً .
في تلك الأيام ننشر للمرحوم حسن الرضى سكرتير تحرير صحيفة (الرأي العام) تهنئة بمولود بعثت بها زوجته ليلي سليمان إسرائيل ومن ضمن اللاتي شملتهم التهنئة إحدى قريباتها في مدينة(تل أبيب) ليستشيط بالغضب مجلس الصحافة والمطبوعات وجهاز الأمن والمخابرات وذاك الذي يكذب بالدين.
الصحافي حسن الرضي من مدينة الأبيض وقد تزوج من ليلي سليمان إسرائيل إبنة لإحدى الأسر الامدرمانية العريقة والتي ماتزال تسكن في بيتها شرق قبة الشيخ دفع الله الغرقان وقبالة المجلس البلدي بأمدرمان ولقد استقرت عائلتها التي وفدت ضمن العائلات اليهودية من اسبانيا في القرن التاسع عشر.
أسرة إسحاق سليمان إسرائيل عاشت بأمدرمان إلى جانب العائلات اليهودية الأخرى في سماحة وتفاعل لتنشط في مجالات التجارة والطب والأنشطة الثقافية والإجتماعية دون شعور بالتمييز سودانيون في أبهى صورة.
الدكتور منصور إسرائيل شقيق ليلي أتخذ طريقه إلى العمل الصيدلاني وظلت يافطة صيدليتيه (الأزمنة الحديثه) أثرية معتقة منذعقود طويلة تتلامح مع ساعة المجلس البلدي وهو يهب الدواء بأسعار (مهاودة) ويمحض المرضى النصح بلاثمن.
الدكتور منصور وأسرته كانوا هدفاً لحملات التعذيب الوحشية في بيوت الأشباح من حكومة الإنقاذ بلاذنب جنوه سوى أنهم سودانيون من أصل يهودي.
دكتور منصور إسرائيل لم يك سياسياً ولا مناهضاً للأنظمة ولا يتجر في السلاح أو العملات أو المخدرات.
الدكتور منصوراسحاق استضافه برنامج بيوت الأشباح يحكي تجربته المريرة وعيناه تفيضان بالدمع وقد أبكي كل من شاهده علي شاشة التلفزيون.
الدكتور منصور يحكي تجربة تعذيبه في بيوت الأشباح ويحدد بالاسم من باشر تعذيبه بشهادته :-
(كان يأتي علينا ذلك المجرم الجزار بكري حسن صالح ويصفنا بأفظع الصفات ويمارس علينا قلة الأدب وفقر التربية وإنعدام الأخلاق ويخاطبني بقوله:-
(يا إسرائيل إنت بتصلي عكس القبلة لذلك مكانك في الأدبخانه النجسة).
بيوت الأشباح تجربة باهظة الكلفة ومايزال بعض ضحاياها علي قيد الحياةو(الجلاد) باق صحيح معافي ويحتج على قضاء المحكمة ودولة القانون والعدالة.
_________
صحيفة المواكب
الأربعاء 9يونيو2021م