جمال الدين حسين يكتب/
اتفاقية جوبا……نمر كان ماتت كلو جلدايتو ارقط
إن الأمثال السودانية دائما تختصر الحال بصورة بليغة ،والمثل عاليه يعني أن النمر اذا مات فإن لون جلده لا يتغير اي ان من يراه يصاب بالرعب ،وتحكي جداتنا أنه في سالف الأزمان كانت الأسود تهجم على مناطق الرعي وكانت البهائم اذا سمعت صوت الأسد فانها تصاب بالرعب وقد تجهض اجنتها، سقت هذا المثل وقد رأيت أن الجميع قد انغمس في مسألة تقاسم السلطة والثروة وهو الجدل الابدي ونسوا أو تناسوا أن هنالك جماهير عريضة تنتظر من قادتها في المركز تنفيذ بنودا في اتفاقية جوبا للسلام منها المشروعات الخدمية ورتق النسيج الاجتماعي وغيرها من مطلوبات تنزيل الاتفاقية على أرض الواقع .
إن اتفاقية السلام ليست فقط وزارات ومحاصصات، لان هؤلاء الوزراء الذين بدأ البعض في الإساءة إليهم إنما أتوا يحملون اشواق جماهير عريضة في مناطق بعيدة يسألهم الله عنهم يوم القيامة ،والإساءة لقادة حركات الكفاح المسلح يعتبر نكصا عن اتفاق شهد عليه العالم وبصم عليه الجميع، والأصوات التي بدأت تتعالى الآن ضد قادة حركات الكفاح المسلح نسيت أو تناست أن هؤلاء القادة هم من خلخل نظام الإنقاذ ودق آخر المسامير في نعشها عبر سنوات عجاف من النضال والجراح والبعد عن الاهل والعشيرة.
إن تحديق الأخطار باتفاق سلام جوبا يعتبر خطرا ماحقا على البلاد باسرها وهنالك الكثير من المتربصين بمقدرات السودان اذا ما رأوا أن هنالك ضعفا أو اتجاها لنقض اتفاق جوبا فلسوف ينقضون عليها كما تنقض الكواسر على الفريسة ولات حين مندم.