عثمان برسي يكتب ………
صفقة السماد ….
خطبوا (زبيدة) وعرسوا (خجيجة)
كتلة نقدية ضخمة ومؤثرة (400) مليون دولار مخصصة للسماد، فجأة تقلب نواميس (العقيدة الإقتصادية) عند حمدوك وعند مدير محفظة السلع الزراعية وأيضاً عند مدير البنك الزراعي وعند وزير الزراعة حربي وتجعل الصورة كالآتي حسب تصريح مدير البنك الزراعي :
((سنشتري السماد من الأسواق الداخلية في السودان)).
طاقم إقتصادي كامل بقيادة الخبير الإقتصادي حمدوك وقطاع مصرفي كامل بقيادة البنك الزراعي ومحافظ مالية كبرى للسلع الاستراتيجية وأخرى للزراعية وأكبر سلطة قانونية لمراقبة الأموال هي لجنة إزالة التمكين ووزارة سيادية تحوز على اخصب وأوسع رقعة جغرافية في العالم. .كل هذا الاحتشاد الضخم من الكوادر، والرؤية الإقتصادية لإدارة الإقتصاد مفقودة. .
… والمضحك (المبكي) إنهم يجتمعون وينفضون. .يقيمون مزادات العملة. .يضعون السياسات المالية. .تارة أخرى يعبثون بالسياسات النقدية .. يصرحون بمعادلاتهم التي ستجعل التضخم رقم فردي. .والعملة المحلية رقم وردي. . والعجز الموازني ماضي مأساوي. .كل ذلك بطريقة اليوم خمر وغداً أمر. .
أجمل مافي (زبيدة) أنها بدون قصد اخترقت اللاوعي في (شلة) صندوق النقد الدولي الوزارية، وأكدت لهم أن وعد الجميلات الشقراوات هو كسراب الصحروات.. زبيدة التي هللوا لها وتغنوا لمفاتنها وغنجها ودلالها والتي جسدت عندهم شخصية نيكول سابا في التجربة (الدنماركية) هي ذاتها (مجسدة) بإغرائها وانوثتها ومفاتنها سياسات إجماع واشنطن، ووعود زبيدة السمادية هي نفس وعود هيبيك وصندوقها. .
مفاتن زبيدة الأشد إغراء هو نقطة ضعف أنصار الخارج،المربللون المحليون . . الذين يهيمون برقصات المدرسة الكلاسيكية في ملهى لاس فيغاس فيسيل لعابهم في كراسيهم، ويتمايلون وسط وعود الدفع الآجل، ووعود الضمان، ووعود الشحن. .زبيدة ترقص والوعود يتم قبولها وعد وراء وعد…. (فالمزادات) في أجواء لاس فيغاس تجعل الأجواء دون (رؤية) دون حسابات. .ولكن زبيدة كغير عادتها رفعت يافطة صغيرة مكتوبة دائماً ماترفعها الجميلات الفاتنات في مؤتمرات (دافوس) الإقتصادية المشهورة للسبع (الكبار)، تخبر فيها المجتمعون من نخب الرأسمالية (المتوحشة) المعولمة أن الوقت المسموح به للتحدث دقيقتان فقط. . ولايسمحن ل بيل غيتس ولا لموردوخ ثري الإعلام، بالتحدث أكثر من وقته المسموح، فالحديث للمال فقط #…
يافطة زبيدة، (الوحيد) الذي استوعبها هو مدير البنك الزراعي والذي قرأ فيها( المنحة في المحنة )..ففهمها ووعاها في دقيقتين. .بينما لاتزال شلة الصندوق تحتاج لثورة جديدة ولزمن يمتد عقود لكي يستوعبوا ماهو مكتوب في يافطة زبيدة الفاتنة، أو ربما أنهم ينظرون إلى غير ماهو مكتوب داخل اليافطة …!!!!..
عندما نظر مدير الزراعي إلى اليافطة أدرك أن حل الأزمة هو فسخ خطوبة الغانية زبيدة والزواج من خجيجة لالوبة بلدنا. .استوعب إيماءات وإيحاءات زبيدة بالإتجاه (داخليا)ً لحل الأزمة..قرر شراء السماد من الأسواق (الداخلية) … قرر عندها المدير المصرفي، أن زبيدة (محنة) وأن خجيجة (منحة). .
نتمنى لك شهر عسل مثير في (كسلا) وليس في (باريس). .
((يجب أن تدرك الدول الفقيرة أن الإزدهار الإقتصادي للأمم متشابه بينما قصص النمو الإقتصادي مختلفة))….