فى ضاحية امبدة حيث ضريح الشيخ (…)، هذا الضريح انقسم حيرانه الى قسمين بعد وفاة الولى الصالح وتولى احد ابنائه الخلافة، قسم مؤيد لخلافة الخليفة الجديد وقسم معارض يرى انه كان من المفترض ان يتولى الخلافة الابن الآخر لاعتبارات ذهب اليها كل من الطرفين، ولسنوات عديدة ظل ضريح الولى الصالح مسرح حرب واقتتال، ودرجت الصحف على تناول الخلافات والاشتباكات فى كل عام عند اقتراب المولد النبوى الشريف وعند اقامة (الحولية) السنوية، واحياناً فى حلقات الذكر تدب المشاجرات التى لا يتجرأ أحد على التدخل فيها لاحتوائها سوى الشرطة التى تتدخل بقواتها وعتادها ومكافحة الشغب وتحتوى الطرفين، وظل هذا المنظر يتكرر مراراً ويخلق حالة من الفوضى واللاأمان في المنطقة، واصبح الضريح هاجساً للشرطة يؤرق مضجعها.
ومما حدث الآن يبدو لى انه فى المولد القادم ستبدأ حرب اهلية شرارتها الاولى امبدة انطلاقاً من ضريح الشيخ، وستكون هذه الحرب الاهلية مسلحة تستخدم فيها الدوشكا والمدافع، وستسيل الدماء بحوراً وتعجز القوات المسلحة عن احتواء الموقف نسبة لأن قواتنا المسلحة تفتقر لمهارة خوض حرب المدن، ولم تنل قواتنا تدريباً في هذا المجال، ولعل القوة الوحيدة التى نالت التدريب العالى في مجال حرب المدن هى قوات العمليات التابعة لجهاز المخابرات التى نالت فيه تدريبات عالية خارج السودان، وحرب المدن لمن لا يعرفها من اصعب الحروبات نسبة لان الأبنية والمنازل تشكل عائقاً فى دحرها، كما انها تتميز بطول الأمد وتتسبب غالباً فى وفاة اعداد كبيرة من المدنيين العزل من الشباب والاطفال، وتتسبب فى تشريد الاسر واللجوء، وتصعب السيطرة عليها لذلك استعدوا.
لم نقل ما قلنا من جزافاً، فقد علمنا ان المدعو (خ) قيادى باحدى اكبر الحركات الموقعة على اتفاق السلام قام بتنفيذ مخطط خبيث، حيث قام بتسجيل زيارة للضريح وزار احدى الفرق المتناحرة ووضع يده على يد زعيمها ووعدهم بضمهم للحركة، وتردد أنه ابلغهم رسمياً بانه سيقوم بتدريبهم ومدهم بالسلاح والكاكى قبيل موعد انطلاق المولد النبوى الشريف، وهذا الرجل قصد بهذا الحديث ان يسلح طرفاً دون الآخر، خاصة انه يعلم تماماً انه حينما يعلم الطرف الآخر بالمخطط سيلجأ الى قوة مسلحة اخرى ويحتمى بها ويتسلح، ومن ثم ستكون هنالك مواجهات عسكرية مسلحة داخل امبدة، وستشهد هذه المدينة اضخم حرب عصابات وحرب (شوارع) فى تاريخ البلاد.
ما حدث مخطط عالمى لتفتيت وحدة البلاد بدءاً بالخرطوم قبل الاقاليم، وما حدث يؤكد ايضاً ان هنالك دعماً مسبقاً يأتى لهذه الحركة لصالح انفاذ هذا المخطط، وتقف خلفه ذات الدولة التى أوعزت للمنافقين بتفكيك هيئة العمليات، وستذكرون ما قلته لكم حينما يشتد البأس ويحمى الوطيس، ولكن قبل ان يحدث ما قلته اعتقلوا هذا الرجل واحيلوه الى المعتقلات.
الانتباهة