ومن جانبه اشارت مدير الجهاز الفني للموارد المائية م. ميسون عادل الى خروج عدد من محطات الشرب عن الخدمة في يوليو الماضي بسبب الاغلاق المفاجئ لابواب سد النهضة، واضافت ان اثيوبيا قامت بتخزين أربعة مليارات ونصف المليار من المياه في العام الماضي، الا ان وزارة الري توقعت في العام الحالي ان تقوم اثيوبيا بتخزين (١٣) ملياراً ونصف المليار، اي ثلاثة اضعاف كمية المياه التي قامت بتخزينها اثيوبيا العام الماضي، واكدت أن المشكلات المتوقعة من جراء هذه العملية ستكون ثلاثة اضعاف المشكلات التي حدثت في العام الماضي، واوضحت ان وزارة الري حاولت التحسب للملء الثاني مما ادى لتكوينها لجاناً فنية متخصصة في إجراءات تخفيف الملء الثاني، وقالت ان التعقيد في المنظومة النيلية داخل السودان يقتضي ان تتم استشارة عدد كبير من الخبراء في مجالات مختلفة، ونوهت باستخدامهم برامج محاكاة حاسوبية تمثل منظومة النيل داخل السودان بما فيها سد النهضة وسد الروصيرص وخزان سنار وخزان جبل اولياء وصولاً الى خزان مروي، اوضحت ان الأنموذج المحوسب يراعي المشروعات الزراعية والقطاعات المائية والزراعية لمعرفة المناطق الاكثر تأثراً بسد النهضة، وقالت ان هذا البرنامج تم البدء فيه في شهر ديسمبر من العام الماضي، لجهة عدم وضوح معلومة ان البناء لن يصل للمنسوب الذي خططت له اثيوبيا وهو (٥٧٥) متراً، الا ان التخطيط في الاول تم على (٥٩٥) متراً، اي على (١٣.٥) مليار متر مكعب من المياه لضمان عدم حدوث اية مشكلات، واكدت الانتهاء من الملء الثاني، موضحة عدم وجود مخرج للمياه الا عن طريق البوابتين المخصصتين والتوربينتين، واوضحت ان البحيرة قبل بداية الخريف توقفت في (٥٦٠) مليار متر مكعب، وابانت أنه اتضحت لهم معلومات أخيراً عن عدم مقدرة اثيوبيا على إدخال وحدات التوليد مبكراً، مما ادى لتقليل السيناريوهات من قبل وزارة الري، وهل سيتم فتح البابين فقط ام سيتم فتح التوربينات والعكس، وقطعت بأن آخر ما تم التأمين عليه بأنه سيتم فتح البابين فقط لخروج المياه، ولمعرفة كيفية تغيير النظام نجد ان نقطة التغير الاولى هي محطة القياس المعروفة (الديم) في النيل الازرق، وببداية شهر يوليو يتم قياس المياه بمليون متر مكعب في اليوم وتزداد الى نهاية الخريف، واضافت ان العام الحالي يختلف لجهة ان سد النهضة سيعمل على حجر المياه في شهري يوليو واغسطس وخروجها عن طريق بابين فقط، اي ان المياه التي تأتي للسودان عن طريق هذين المنفذين فقط، وبذلك نرنو الى معرفة الاضرار المتوقعة لهذا العام، وتابعت قائلة: (ان الاماكن الحرجة التي تحدث فيها الازمة قطاع الخرطوم ــ عطبرة، لجهة انها تحتوي على محطات شرب كثيرة)، واوضحت ان المشكلة تكمن في ان اقل مياه يمكن ان تكون منسابة في النظام لضمان تشغيل الطلمبات، وجزمت بأنه من بداية شهر يوليو الى بداية اغسطس خرجت المحطات خارج الخدمة، وتحسبت وزارة الري لهذا الامر لتغطية العجز المتوقع بالاستفادة من مواعينها التخزينية، واوضحت ان السدود في السودان ستكون في مناسيب عالية، بحيث ان البحيرة بنهاية يونيو تكون في ادنى منسوب لها، وزادت بانه يتم استقبال الخريف عادة بفراغ البحيرات، مما ادى لتغيير التشغيل لخزان الروصيرص، وما حدث في العام الحالي بالمقارنة مع المنسوب الذي يكون فيه السد والذي توقفت فيه البحيرة يعتبر كبيراً، الا ان الفرق يبلغ حوالى مليار متر مكعب وهي الكمية المطلوبة لدعم النظام.
الانتباهة