Site icon شوتايم نيوز

البرهان للإمارات.. سد النهضة والوضع السياسي على الطاولة

عبد الفتاح البرهان

تعتبر دولة الإمارات العربية بحسب المراقبين، من أكثر الدول حماساً لإنشاء علاقة مع السودان وفق مفاهيم وخطوط سياسية محددة ، وربما كانت أكثر من القاهرة اهتماماً بالشأن السوداني ، فعندما تولى المجلس العسكري السلطة بعد سقوط نظام الجبهة الاسلامية في الحادي عشر من أبريل 2018 ، كانت الإمارات والسعودية الأكثر حماساً للتقارب مع النظام الجديد وقدمتا له دعماً مالياً وشحنات من الدقيق والوقود .
غير أن تطورات الأوضاع في البلاد بعد فض الاعتصام وتكوين حكومة مدنية لاحقاً برئاسة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك وبروز أصوات راديكالية تحذر مما تصفه بالمحاور العربية، جعل الدولتين تعلقان بقية الدعم المالي المتفق عليه البالغ ثلاثة مليارات منها 500 مليون دولار تم إيداعها في البنك المركزي ، بيد أن بعد ما يقارب العام من تجميد العلاقة دعت الإمارات كلا من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ود. عبد الله حمدوك إلى زيارة الإمارات في خطوة تشير إلى أن الإمارات لا تعادي الحكومة المدنية الجديدة في السودان، حيث قاما بالزيارة في الثامن من أكتوبر 2019 .
غير أنه لم يتم إعلان عن دعم جديد أو حتى تقديم قسط جديد من المبلغ الذي اتفقت عليه الدولتان السعودية والإمارات سابقاً .
ثم كرر رئيس مجلس السيادة زيارة ثانية للإمارات في الحادي والعشرين من سبتمبر 2020 حيث أجرى مباحثات مع القيادة الإماراتية، تتناول الأوضاع في السودان وعدداً من القضايا الإقليمية، فيما أجرى الوفد الوزاري المرافق له مفاوضات مباشرة مع مسؤولين أمريكيين بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول
الراعية للإرهاب، يرافقه وفد وزاري رفيع المستوى وعدد من الخبراء والمختصين في قضايا التفاوض، مباحثات مشتركة مع القيادة الإماراتية تتعلق بالقضايا الإقليمية المرتبطة بالشأن السوداني كافة، فيما قاد وزير العدل نصر الدين عبد الباري المفاوضات مع فريق الإدارة الأمريكية.
حيث انخرط الوفد الوزاري والخبراء في تفاوض مباشر مع فريق من الإدارة الأمريكية الموجودة آنذاك في الإمارات، حول حذف السودان من قائمة الإرهاب، ودعم الفترة الانتقالية، وإعفائه من الديون الأمريكية، وحثّ الدول الصديقة على اتخاذ خطوات جادة في إعفاء الديون.
وأتت الزيارة بعد أيام من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي في عهد ترامب مايك بومبيو، ورجّح فيها رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قبل نهاية أكتوبر 2020 .
وكانت المصادر أشارت إلى أن الإمارات لعبت دوراً في التقارب السوداني الإسرائيلي الذي توج لاحقاً بتطبيع العلاقات من غير إجراءات رسمية معتمدة من البرلمان .
وهو أمر يثير حفيظة معارضي التطبيع مع إسرائيل في السودان والذين ينتمون للتيار اليساري القومي والشيوعي بجانب تيارات إسلامية مثل المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح وحزب التحرير الإسلامي اضافة إلى حزب الأمة القومي بزعامة الراحل الصادق المهدي ، إذ يعتبرون أن ما اسموه بسياسة المحاور هي التي قادت إلى جر السودان لاتخاذ قرارات تتصادم مع مرجعياته السياسية المعروفة .
الزيارة الرابعة
وصباح أمس، بدأ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان زيارته الرابعة للإمارات في زيارة رسمية تستغرق يومين منذ توليه الحكم في أبريل 2018 ، ويرافق رئيس مجلس السيادة خلال الزيارة وزير رئاسة مجلس الوزراء خالد عمر يوسف .
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب التطورات في قضية سد النهضة الإثيوبي الذي تطالب كل من السودان ومصر، اثيوبيا بعدم اتخاذ إجراء أحادي حول عملية الملء الثاني للسد دون الوصول إلى اتفاق قانوني مكتوب وملزم ، بجانب التطورات على الحدود الشرقية للسودان التي تشهد عملية انتشار بدأها الجيش السوداني منذ عدة أشهر لاستعادة منطقة الفشقة السودانية التي تحتلها مليشيات ومزارعون إثيوبيون مدعومون من الجيش الأثيوبي يقومون بفلاحة الأرض منذ خمسة وعشرين عاماً ، حيث حملت الأنباء مؤخراً تقديم الإمارات مبادرة لحل النزاع بين البلدين إلا أن السودان تحفظ عليها، فهو ينادي برسم الحدود رسمياً وفق الحدود القانونية التاريخية والتأكيد على أحقيته وسيادته على تلك الأراضي قبل الجلوس لأي مفاوضات .لا تخصم منه هذه الحقوق المكتسبة .
والمتوقع كذلك أن تتناول الزيارة ملامح مبادرة جديدة للإمارات حول أزمة سد النهضة، ومن ثم التنسيق مع الجانب المصري للوصول لحل يرضي الأطراف الثلاثة .
أما من ناحية الأوضاع الداخلية في السودان، فمن المتوقع أن تطرح على طاولة التفاوض، وربما تبدي الإمارات رغبتها في استئناف الدعم السابق وإضافة آخر في اجتماع نادي باريس المتوقع قيامه قريباً والمعني بدعم السودان ومعالجة ديونه الخارجية.
ويرى المراقبون أن التقارب بين المكونين العسكري والمدني مع تحولات هيكلية في الحاضنة السياسية للحكومة المدنية الحرية والتغيير، من شأنها أن تشجع كلا من دولتي الإمارات والمملكة العربية السعودية للتقارب مع السودان بلا تحفظات وتوجس، سيما بعد الانفتاح الدولي على السودان من جانب الولايات المتحدة ودول الغرب الكبرى .

الانتباهة

Exit mobile version