Site icon شوتايم نيوز

بعد اتهام الشيوعي لحمدوك بالوقوف وراء الخطوة.. (الانتخابات المبكرة)..هل تطبخ على نار هـادئـة؟

حمدوك

عقب فض الاعتصام بالقيادة العامة، برزت تصريحات من عدة مسؤولين وسياسيين تلّوح لإمكانية انتخابات مبكرة ، بيد أن قوى انتفاضة ديسمبر ظلت ترفض الفكرة باعتبارها تمثل مؤامرة ضد مسيرة الثورة التي لم تكتمل مهامها ولم تتحقق أهدافها بعد, كما أن العديد من التيارات السياسية من المنتظر أن تقف ضد الدعوة خاصة أحزاب اليسار التي ترى أن الدعوة تكرس لعودة قوى النظام المباد بوجه جديد تتخفى معه قوى طامعة في السلطة .
كما يشيرون إلى أسباب إجرائية تعوق عملية الانتقال لمرحلة الانتخابات المبكرة دون اتباع الآليات الضرورية لتلك الخطوة .
هل جددت الفكرة؟
بالرغم من أنه لم يصرح صراحة حتى الآن أي مسؤول عن احتمال قيام انتخابات مبكرة إلا ان الحزب الشيوعي اتهم رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بأنه يعمل على التخطيط لإجراء انتخابات مبكرة وفقاً لبنود اتفاقية جوبا وبسرية تامة وبخطوات تفتقر الشفافية في موضوع يخص جماهير الشعب السوداني، وهي الانتخابات القادمة، وأشار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، صالح محمود وسكرتير مكتب العلاقات الخارجية بالشيوعي، لدى لقائه بوفد من الأمم المتحدة، قدم إلى السودان بدعوة من حمدوك، أشار إلى أن أجهزة ووكالات الأمم المتحدة المختلفة متفقة على إجراء الانتخابات القادمة وفق بنود اتفاقية جوبا.
وقال إذا كانت الانتخابات القادمة مرتبطة ببنود اتفاقية جوبا وحدها فإن موقف الحزب من الاتفاقية معروف للجميع بأن الحزب لا يقف ضد السلام في السودان ولكن للحزب رأيا في الاتفاقيات الجزئية ومن بينها اتفاقية جوبا.
موضحاً أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في مناطق مختلفة من السودان ستجعل من الصعوبة بمكان إجراء أي انتخابات قومية يمكن أن تؤدي إلى قيام برلمان قومي يحظى بالمصداقية، وأضاف أن هنالك مشاكل تحيط بالعملية الانتخابية من بينها استحالة إجراء إحصاء سكاني يساعد في تقسيم الدوائر الانتخابية خاصة في المناطق المتأثرة بالحروب.
وأضاف إلى أن الإبقاء على القوانين من العهد المباد والتي تتعارض مع الآليات الدولية والإقليمية ومع وثيقة الحقوق من شأنه أن يعيق العمليات المرتبطة بالانتخابات ومن بينها حرية الحركة وعقد الاجتماعات وحريات التعبير.
أحزاب مؤيدة
بالرغم من أن الأحزاب التاريخية ذات البعد الطائفي كحزبي الأمة والاتحادي الأصل لم يدعيا صراحة إلى قيام انتخابات مبكرة لكنهما من المرجح أن يؤيدا الخطوة عندما يتم طرحها رسمياً ، بينما هناك تيارات محسوبة على التيار الإسلامي تؤيد الدعوة لانتخابات مبكرة مثل المؤتمر الشعبي وحزب الاصلاح بالاضافة إلى جماعات اسلامية سلفية مثل انصار السنة ، ومن المتوقع أن تتحد في حلف واحد مع التنظيم الاسلامي للنظام المباد لخوض الانتخابات القادمة .
وبحسب مراقبين أن الدعوة لقيام انتخابات مبكرة تجد سنداً من الولايات المتحدة واسرائيل التي تهدف إلى الإسراع بتطبيع العلاقات مع السودان والذي بات صعباً أن يتحقق عبر بصم المجلس التشريعي له في ظل تخندق اليسار مدعوماً بحزب الأمة وقوى شابة رايدكالية إذا ما تم تمثيلها داخل البرلمان .
بيد أن دول الاتحاد الأوربي ربما لا يتحمسون للدعوة الانتخابات المبكرة لأنها ترى أن الحكومة بتشكيلتها المحافظة حالياً من الأفضل أن تبقى على سدة الحكم مع مشاركة رمزية للعسكر مدعومة من المجتمع الدولي حتى يتحقق الاستقرار في السودان والمنطقة ، وربما يرون أن الانتخابات المبكرة قد تأتي بتحالفات متنافرة قد تعيق الاستقرار والتنمية وتحقيق الأمن ويعرض مصالح الدول الغربية التي تتطلع للدخول في شركات اقتصادية واعدة مع السودان للخطر وهذا من المؤمل أن يكون متاحاً في ظل الحكومة الانتقالية التي بدا الانسجام سائداً بين مكوناتها .
بينما قد ترى الولايات المتحدة أن خروج اليسار من سدة الحكم المتوقع في التحالفات القادمة من شأنه أن يمهد الطريق للبلاد في الانخراط مع منظومة المجتمع الدولي والانسجام مع سياسة الولايات المتحدة باعتبار أن التيارات الإسلامية لن يكون لها تأثير كبير حتى وان كانت حاضرة في التحالفات القادمة مع وجود أحزاب محافظة ناهضة مثل المؤتمر السوداني وتيارات عريقة مثل الاتحادي الاصل اضافة إلى وجود الحركات المسلحة منصهرة مع تيارات سياسية وبروز جديد لكيانات أهلية برجماتية قد تكون جزءاً من التحالفات القادمة.
قانون الانتخابات
ولأنه من الصعب قيام المجلس التشريعي القادم فمن المتوقع أن تسارع الحكومة بشقيها المدني والعسكري بدفع قانون الانتخابات وقرار التطبيع مع اسرائيل إلى منصة المجلس مما يعني بأن منتصف العام القادم ربما تجري انتخابات عامة في حالة الإسراع بعملية الإحصاء السكاني المدعوم من الامم المتحدة .
غير أن مراقبين يرون أن قيام الانتخابات المبكرة قد تجد معارضة قوية من قوى المقاومة التي كانت شعلة الثورة تتمثل في تنظيم العديد من التظاهرات بالخرطوم والولايات ، غير أن أنصار الانتخابات المبكرة الطامحين في مستقبل سياسي في الفترة القادمة يرون أن معاناة الجماهير المعيشية في ظل الأوضاع الاقتصادية الحرجة قد تجعل من اصطفاف الكثير من الشباب للدفاع عن الفترة الانتقالية يشوبه عدم الحماس وربما عدم اللامبالاة مما يجعل من رفض وغضبة لجان المقاومة محدودة وربما معزولة آنذاك .
في حين أن الدعم الأمريكي للحكومة المحافظة التي ستفوز في الانتخابات القادمة من شأنه أن يجعل الأوضاع الاقتصادية في تحسن بعد انفتاح الشركات الأمريكية الكبرى في مجال البترول والصناعات المختلفة ودعم النهضة الزراعية مع حث الدول العربية الثرية بدعم السودان بجانب الدعم العسكري الكبير المتوقع في ظل تحقيق السلام مع كل الحركات المسلحة بعد توفيق أوضاعها قبل الانتخابات العامة .
كما من المتوقع أن تشهر الولايات المتحدة سيف العقوبات على كل التيارات السياسية الإسلامية الرايدكالية في حالة خروجها على الحكومة المنتخبة أو تجاه الحركات المسلحة في حال بروز أي كيانات جديدة .

الانتباهة

Exit mobile version