Site icon شوتايم نيوز

حمدوك في نهر النيل.. زيــارة بـلا حــشــود

حمدوك

بعد مرور ما يقارب العامين من تسلمه مهامه رئيساً للوزراء، يتوجه د. عبد الله حمدوك في زيارة صباح اليوم الى ولاية نهر النيل في اعقاب زيارات متباعدة لعدد من الولايات كانت آخرها بداية هذا الشهر الى مسقط رأسه في ضواحي مدينة الدبيبات بجنوب كردفان، على ان زيارة حمدوك الى نهر النيل تبدو اكثر اهمية لرئيس الوزراء، خاصة مع تغيير المناخ السياسي بالبلاد، وما تبع ذلك من اجراءات دفعت الولاية ثمنها باهظاً بحسب كثير قيادات الولاية، ومن ضمنها رفضهم مسار الشمال ضمن اتفاق جوبا، في حين اثار تعيين د. آمنة المكي والياً للولاية ردود فعل واسعة بين الرفض والقبول، ومضت الاوضاع اكثر تعقيداً وساءت العلاقة بين الوالي وعدد من المكونات الاهلية، وكذا الناشطين، وصلت مرحلة المطالبة باعفائها بعد حراك شعبي بمحليتي المتمة وشندي واللتين وصفتهما آمنة المكي بأنهما قرنيا شيطان، وكان نتيجة الحراك اغلاق الطريق القومي عطبرة ــ الخرطوم الذي انتهى بتعهدات المركز باعفاء الوالي خلال خمسة عشر يوماً ولكنها مازالت باقية.
ولم تكن الفترة التي اعقبت تلك الاحداث لتغير الواقع الى الافضل، وجرت كثير من المياه تحت جسر حكومة نهر النيل مع تخبط وارتجال في القرارات، فضلاً عن سوء الاوضاع المعيشية وفشل في التعاطي مع الازمات الاقتصادية، كما ان الوالي اثارت جدلاً واسعاً بسبب غيابها عن استقبال رئيس مجلس السيادة الى مشروع (زادنا) بربر، ومن قبله غابت ايضاً عن استقبال نائبه.
ومن الواضح انها تتجه للاسوأ وما لم يكن مرتباً له، وليس تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الى الولاية اليوم يزداد المشهد تعقيداً، فبعد اعتصام ابو حمد منذ اكثر من اسبوع سارعت قيادات محلية بربر باغلاق مكاتب المحلية، بينما تعيش باقي المحليات واقعاً مأزوماً، بحسب ما اشار اليه الناشط عطا محجوب خلال حديثه لـ (الإنتباهة) امس، وقال ان الوالي فشلت بصورة واضحة ولم تكن بحجم المسؤولية ولا مطلوبات الثورة، مبيناً ان زيارة حمدوك للولاية بالضرورة ان تقف على حقيقة الاوضاع، واضاف عطا ان الوضع لا يمكن ان يمضي بهذه الصورة، واضاف انهم كقيادات يشددون على رئيس الوزراء بتعيين الشاب الجعلي عبد القادر لقيادة الولاية، لما يتمتع به من كاريزما وخبرة تؤهله لقيادة الولاية، فضلاً عن القبول الذي يحظى به وسط مكونات الولاية، ودفعاً لمسيرة الثورة وعهداً لدماء الشهداء.
ومن جانب آخر اثار اختبار عطبرة لتكون موقعاً زيارة حمدوك جدلاً واسعا في الاوساط، ويقول الناشط عمر الامين من المفروض ان تتم ضيافة رئيس الوزراء في قصر الضيافة والاجتماعات واللقاءات تكون في أمانة الحكومة، وتساءل اين بقية المحليات من الزيارة؟
ومن جانبه يقول المحلل السياسي والصحفي خالد محيي ان زيارة حمدوك الى نهر النيل ستقتصر على مؤسسات محددة منها شركة أسمنت السلام المصادرة لصالح الدولة والمعطوبة بسبب الإدارة. وزيارة اخرى لمشروع زادي (1) وهو مشروع قومي ضخم نتائجه اكتفاء ذاتي من القمح واللحوم الحمراء والبيضاء بحسب ما هو مخطط له. وبداية حدوث ذلك كان ينبغي ان تكون في ٢٠٠٣م، لكن تأخر بسبب احداث البلاد وما ترتب عنها، وشركة زادنا تتبع للجيش حالياً، لكن وبحسب ما رشح ستتحول للادارة المدنية تحت اشراف وزارة المالية.
اما بخصوص المقابلات الشعبية، فقد اختصر برنامج رئيس الوزراء الذي ترسب للاعلام على لقاءات مع مركزية قحت بالولاية ولجان المقاومة، وذلك طبعاً بعد اجتماعه مع الحكومة واللجنة الامنية بالولاية، وبالتالي حمدوك لن يكون له اية استقبالات شعبية ولا لقاءات عامة ومفتوحة مع المواطنين، وهذا بالتأكيد كما يقول خالد يخصم من الزيارة ويجعلها زيارة خاصة بقحت وحكومتها، دون الاستماع للشعب ولا زيارات المحليات والمشروعات المتعطلة، ومعرفة الاخفاقات الحقيقية على ارض الواقع في مجالات الخدمات والزراعة وخلافه. وللاسف فإن الحكومة المركزية لم تقدم لنهر النيل اي مشروع او خدمات تشفع لها عند مواطني الولاية، واشار محيي الدين الى ان الزيارة لن تتجاوز محيط قحت والاستماع للصوت الواحد، وفي ذات الاتجاه يشدد العمدة محمد صلاح على ضرورة استماع المركز لصوت انسان الولاية، مبيناً ان خيارهم كقيادات ومواطنين انصب في ترشيح القيادي الجعلي لقيادة الولاية في المرحلة المقبلة، بينما تؤكد القيادية المحلية ببربر آمنة حموري ان زيارة حمدوك يجب ان تخرج الولاية من ازماتها، وقالت ان اختيار القيادي الجعلي عبد القادر امر اقتضته ضرورة المرحلة لقيادة الولاية في ظل حالة الشتات التي تعيشها الآن، فيما يري الاعلامي بالولاية جمال مكاوي
ان الزيارة لن تجد الترحيب من جماهير الولاية لتردي الاوضاع المعيشية وندرة الوقود، خاصة جازولين الزراعة الذي تسبب في فشل المواسم الزراعية، ثم كانت قاصمة الظهر قرارات الوالي بحل صندوق التنمية وتوجيه الموارد لدعم دقيق الخبز والخميرة، وتوقفت عجلة التنمية وتدهورت خدمات الصحة والمياه والكهرباء لفشل الجهاز التنفيذي في ادارة الولاية، وعدم استجابة المركز لمطالبة جماهير الولاية باقالة الوالي د. آمنة المكي التي واصلت سياستها الخرقاء في تمكين منسوبي حزبها في الوظائف القيادية ومفاصل الخدمة المدنية بدون خبرات او مؤهلات ليساعدوا في تردي الواقع المأزوم… ولهذا دخل مواطنو قرى التهحير بمنطقة الفداء بمحلية ابو حمد في اعتصام مفتوح لتردي الخدمات، ولحق بهم امس اهل بربر لنفس الاسباب، والاحتقان يسيطر على مواطني عطبرة والدامر وشندي والمتمة… ولكل هذه الاسباب كما يشير مكاوي، حصرت الوالي برنامج الزيارة فقط بين مدينتي عطبرة والدامر وفي اجتماعات مغلقة مع مجلس الحكومة في الدامر، ثم تنسيقية الحرية والتعيير ولجان المقاومة بمقر اقامة الضيف بفندق قراند عطبرة بعيداً عن الجماهير، حتى لا تتكرر حادثة الهتاف المعادي والطرد لعضو السيادي الفريق ياسر العطا قبل اسبوعين بعطبرة.

الانتباهة

Exit mobile version