Site icon شوتايم نيوز

محمد عكاشة يكتب:واشنطن والخرطوم …..نحو افق جديد

IMG 20210123 WA0140

 

واشنطن والخرطوم..نحوأفق جديد؟!
____
محمدعكاشة
_____
إنتخابات الرئاسة الأمريكية ملأت الدنيا وشغلت الناس ليؤكدالناخب خلالها علي حرص الشعوب الأمريكية علي تعزيز النموذج الأمريكي الملهم لدولة المؤسسات والديمقراطية والحرية والعدالة القضائية التي تحفظ لرجل مثل دونالدترامب يتخبطه الشيطان من المس حقه في التقاضي يقوم ينقض عري نتائج الإنتخابات الصحيحة غير أنها في ذات الوقت تضعه وفق سيادة (القانون) تحت دائرة الإتهام علي ذمة قضايا أخري.
دونالدترامب يتسلل لواذاً من المكتب البيضاوي إلي مقر إقامته الدائم في ولاية فلوريدا وهو لايقبل من الهزيمة بالإياب لتشيعه لعنات الأمريكيين علي أربع حجج خلون يعدونها سنوات عجاف في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية وهم يترجون بولاية الرئيس المنتخب جوبايدن إستعادة الوضع صورته المثال وماأفسدالعطار.
الرئيس ترامب رغم سياساته التي اتسمت بالرعونة وتغريداته الملتبسة بالحماقة إلا أنه لم يك يقضي ثمت أمر خارج دائرة الاستراتيجيات العليا التي تترسمها الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها التشريعية بالنظر إلي اهمية الأمن القومي الأمريكي خصوصاً السياسات في الشرق الأوسط وخارطته والتي ترتفق بالموقف الأمريكي من التهديدات الإيرانية وهو موقف ثابت يتدرج صعوداً وهبوطاً كل حين يدعمه المسعي الأمريكي لجعل التفوق الأمني لدولة إسرائيل هو سنام الأمر في الشرق الأوسط ولذا فإن رعاية إدارة ترامب لاتفاقيات السلام التي أبرمت مع بعض الدول العربية كانت خطوة مؤكدة من أجل شرق أوسط جديد ضمن السياسات الكلية لرعاية المصالح الأمريكية في العالم فعشية إعلان التطبيع بين تل أبيب وأبي ظبي أكد مايك بومبيو علي التفوق الأمني والعسكري لدولة إسرائيل في إشارة متضمنة لموقف واشنطن من رغبة دولة الإمارات واستحقاقاتها في إمضاءصفقة مقاتلات إف 35التي تعتبر من أكثر الأسلحة تقدماً في الترسانة الأمريكية كإحدي ثمرات التطبيع مع الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية.
إدارة دونالدترامب في ذات الإتجاه قامت ترهن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بجدوي التطبيع مع تل أبيب وهي تستشفع بالتحول الجديد بسقوط نظام البشير الاسلاموي وتعتبره شرطاً بعد دفع (غرامة) تفجير سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في نيروبي ودار السلام والمدمرة كول تعويضاً لأسر الضحايا الأمريكيين وعلي الرغم من أن رفع العقوبات الأمريكية عن الشعب السوداني إستحقاق تشاركه السودانيون بدماء الڜهداء وجهود دولة رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك وعلاقاته الكونية غير أن دونالد ترامب تخذه ذريعة يلوح بين يدي الناخب الأمريكي بأنه حامي مصالحه ثم هوموقف يتسق إستراتيجياً يدعم دولة إسرائيل التي ترغب بصورة جدية إلي علاقات طبيعية مع خرطوم ( اللاءات الثلاث) بغرض أكدته في تصريحات المسئولين الإسرائيليين بأن الإتفاق مع السودان ينطوي علي بعد مصلحي راجح.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام في أكتوبر الماضي بالتوقيع علي الأمر التنفيذي برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ثم تبعه موافقة الكونغرس الأمريكي بإعادة قانون الحصانة السيادية للسودان يقفل الباب أمام من أي دعاوي محتملة أمام القضاء الأمريكي وكلا الخطوتين تعتبران بمظنة مسارات جديدة للسودان لإستعادة مكانته في المجتمع الدولي وتحسين إيجابي لعلاقاته مع واشنطن بعد قطيعة دامت نحواً من ثلاثة عقود غيرأن ذلك لا ينفك عن الإطار العام للسياسات الأمريكية فالمشرعان الأمريكيان ضمن قانون الانعاش الاقتصادي والتمويل الفيدرالي الأمريكي يمرران تشريع إعادة الحصانة السيادية للسودان بالتشديد علي أهمية العلاقات السودانية الأمريكية وهما يؤكدان علي أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية ومصالح الأمن القومي تكمن في دعم العملية الإنتقالية والتحول الديمقراطي في السودان.
العلاقات السودانية الأمريكية المتطورة تلقي دفعاً أكبر بولاية الرئيس المنتخب جوبايدن فهو وحزبه يعملان علي دعم الديمقراطية ورعاية حقوق الإنسان وتحفيز مصالح الشعب الأمريكي فالسودان محط للمصالح الاقتصادية الأمريكية فضلاً عن إطمئنان أمريكا وحليفتها إسرائيل إلي خلو سجلاته من الأنشطة المعادية لهما ففي ظل نظام البشير كان السودان مسرحاً تنطلق منه إيران تعمل علي تهريب السلاح إلي قطاع غزة وكانت دولة تركيا تتخذ من منطقة شرق السودان بؤرة للتخابر ضد دول الخليج بمايشكل تهديداً للمصالح الأمريكية وهما بطي صفحة نظام الإنقاذ أخذت الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع لإستعادة نشاطها الاستثماري في السودان بعد خروج الشركات الأمريكية التي كانت تعمل في البترول والزراعة والصناعات المختلفة وهو ما حدا بوزارة الخزانة الأمريكية وكبريات الشركات الأمريكية بإدارة حوارات مع حكومة حمدوك بغرض التعاون مع وعود بمحاولة جدولة ديون السودان وإعفاء بعضها.
الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سوف يؤكد بالعمل الخطوات الأمريكيةالموجبة لدعم الحكومة المدنية في الخرطوم بماخوله له مشروع القانون الخاص بدعم السودان الذي أجازه مجلس النواب الأمريكي وفقاً لتشريع المساءلة والشفافية المالية بما يدعم الإنتقال الديمقراطي بإنهاء سيطرة الجيش علي الشركات الاقتصادية لتعزيز سيطرة الحكومة المدنية علي الاقتصاد القومي وبالسيطرة علي الأجهزة الأمنية حتي لا تعمل علي الإنقلاب علي الديمقراطية أو الوقوع تحت براثن القوي الإقليمية للعودة القهقري بكفكفة الحريات المدنية للمواطنين السودانيين.
العلاقات السودانية الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة سوف تشهد تطورات مضطردة تنعكس علي الاقتصاد السوداني الذي يشهد تردياً كبيراً بسب أعراض الإنتقال من نظام شمولي قام بنهب مقدرات البلاد ومايزال يمسك بمفاصل الإقتصاد وموارده وموازناته ويبسط سيطرته علي السوق ومعاش الناس ولذا فإن الإشارة إلي إعتزام الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن زيارة السودان ضمن جولاته الخارجية أمر متوقع يعزز أهمية العلاقات بين البلدين بمايرعي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والإقليم.
makasha141@gmail.com

Exit mobile version