Site icon شوتايم نيوز

بيت الشورة ….عمر الكردفاني ….إنه النصر لا طعم الهزيمة

٢٠٢٣٠٥٢٩ ٠٦٤٣٣٩

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

إنه النصر …….لا طعم الهزيمة

ونحن بعد في بداية الخدمة العسكرية وقد حملتنا الشاحنات الضخمة ليال وايام امتدت إلى السبعة إلى من مدينة نيالا إلى  مدينة واو الجميلة بأشجارها الباسقة وشوارعها الواسعة الأنيقة الصقيلة ….نعم صقيلة من النظافة التي يوليها لها والي الولاية وقتها اللواء شرطة جورج كونقور اروب.
هبطنا واو كآخر مدينة في الجنوب الغربي للوطن وتمتد الشوارع منها إلى كوبري البو فيامبيو وانزارا .جنوبا البحيرات المنتهية برومبيك التي نحتاج إلى أكثر من ألف ميل لبلوغها دون إمداد أو صديق أو حبيب بل هي الغابات الممتدة كالجبال الراسيات وما حولنا كله عدو …الجيش الشعبي والطبيعة والهوام والحيوانات والغربة الموغلة في الألم وحسرتك أن تموت هنا وتدفن هنا وقد لا يصل نعيك إلى اسرتك إلى أبد الآبدين .
تحرك طوف العميد عابدين إلى كوبري البو والذي يبعد عنا شرقا تقريبا مسافة اربعمئة ميل وهو طوف قد تم تجميعه على عجل وكانت معظم قوته من المستجدين ولأسباب كثيرة ومرعبة سقط الطوف في كمين استشهد معظم قادته وافراده ،وصلني الخبر مساءا فنمت دون عشاء وأصبحت مرهقا جراء عدم النوم وفي الصباح اعددت كوب مشروبي المفضل من العصير واللبن والسكر ،شربت جرعة فوجدته مرا …..لم يكن طعم العصير …..أنه طعم الهزيمة التي اتجرعها لأول مرة في حياتي .
ذلك الصبح ندم جميع من في منطقة واو العسكرية أنه لم يذهب في ذلك الطوف ليستشهد بدلا من أن يذوق طعم الهزيمة .
خرج الشهيد كاكوم في قوة كانت إلى وقت قريب مرابطة في رومبيك لمدة عامين ،كانوا تواقين للقاء ذات العدو الذي أفنى زملاءهم ،ثم حدث ما حدث ،لقد خرجوا من واو واعينهم تلتهب  شرا ولم يرض أحد منهم أن يمتطي سيارة بل كانوا مشاة معفرين بالتراب أمامهم كاكوم ومهدي الحاج صالح ومجموعة من الضباط الذين لا تستطيع التعرف عليهم وسط الأفراد الا بالرتب اجتاحوا الطريق حتى كوبري البو ولم يتركوا خلفهم ولا أمامهم ولا حولهم حي يتنفس .
وتنفسنا الصعداء ولكنا لم نفرح .
لم نفرح لأننا تعلمنا الدرس الذي ما زلنا نذاكر مواده حتى الآن إن خسرت معركة فتأهب لتكسب الحرب .
الآن الآن الآن يا جيش آن لكم أن لا تتركوا خلفكم ولا أمامكم ولا حولكم من الجنجويد ديارا ،لقد هرمنا ونحن ندافع عن هذا الوطن منذ ربع قرن مضى من الزمان وقد سلمناكم هذا الوطن وكلنا ثقة في أننا تركناه في أيدي رجال ،هم انتم وندري انكم تعرضتم للخيانة من اقرب الأقربين …زملاء وأهل وجيران تسموا بأسوأ الاسماء (مليشيا الجنجويد) قاتلهم الله فلا تأخذكم بهم رأفة أو رحمة ….نعم بعض زملائي عادوا إلى صفوفكم فلتتأسوا بهم في القتال ولا تتأسوا بهم في الرحمة فهذه الشرذمة من كلاب حميدتي لا يستحقون رحمة ولا رأفة .

ثم ماذا بعد؟

أكتب وصدري يمور وانفاسي تصعد وتهبط وانا اتذكر أننا يوما قدمنا فروض الزمالة والأخوة لكلاب حميدتي وجراءه المسعورة ولم نكن ندري أنهم بقدر ما قربناهم الينا بقدر ما  وجدوها فرصة لطعننا في القلب وياله من قلب كان يحمل هم كل هذا الوطن القارة فعم نزفه كل الوطن ،ولكن أشعر وبحس المقاتل الذي وضع السلاح لكنه لم يضع اللامة أن الوقت قد حان ليعمل جيشنا آلته الحربية في كلاب آل دقلو حتى آخر جرو يعوي .
اما المفاوضات فذلك ما لا شأن لي به شخصيا ولا ينبغي لي ووالله لو سالم العالم كله آل دقلوا لاقطعن يدي حتى لا تمتد إليهم

Exit mobile version