Site icon شوتايم نيوز

زاد الشجون ….حين يطرق اليتم ابواب القصيدة

٢٠٢٣١١٠٤ ٠٩٥٧٠٨

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

زاد الشجون

ونحن بعد على أعتاب الثانوي بداية الثمانينات بمدينة الدلنج  كنا مجموعة متفردة من التلاميذ هوايتنا القراءة وتبادل الكتب التي نقراؤها وفي بعض الأحيان كنا نبتدع إسما وهميا لقصة لم تكتب بعد ليبدأ كل منا محاولة صياغة قصة تناسب العنوان،نعم كنا مجموعة من المثقفين الصغار ولأن الجغرافيا تلعب دورا بارزا في صداقتنا اليافعة فقد تقلصت المجموعة التي تجتمع كل نهاية يوم دراسي إلى حوالي الاربعة فقط بسبب توجهنا جميعا الى ناحية الغرب حيث منازلنا ….يوسف مساعد الفضل وعادل علي تية  وليد ابو قرجة وشخصي على ما اعتقد ولكن بعد أن يصل وليد وعادل إلى منازلهم نبقى وصديقي يوسف إلى أن يدخل منزلهم لاواصل المشوار وحدي إلى آخر المحطة منزلنا بالحلة الجديدة مدينة الدلنج .
احد الأيام أسر لي يوسف وقد انفردنا أن هنالك حدثا كبيرا  قد حل …لقد وصله شريط كاسيت جديد للفنان محمد الأمين يحوي اغنية واحدة فقط اسمها زاد الشجون.وكانت هذه حالة فريدة لم تحدث او قل لم نرصدها نحن حتى تلك اللحظة .
اتفقنا وقد كانت العطلة المدرسية قاب قوسين أن نهتبل فرصة التيار الكهربائي النهاري للاستماع للأغنية بمنزل الاخ يوسف (رحم الله والدته التي كانت تبارك الجلسة وتمدنا بالاكل والشرب )،وبدأنا يوميا بعد بدء العطلة دخول صومعة ود الأمين والاستماع إلى الياذته زاد الشجون في تسجيلها الأول.
يوميا إلى أن انقضت الاجازة كان هذا حالنا وبعد ذلك كان هذا حالي حوالي الثلاثة واربعين عاما استمع إلى زاد الشجون على الاقل مرة في الشهر اما خارج السودان فعدة مرات في اليوم الواحد ،لم تأسرني اغنية ولم اتعلق ب(نص) ولم امنح عواطفي كلها لفنان كما افعل مع زاد الشجون ومحمد الأمين.
أخي يوسف مساعد هكذا يا صديقي انقضت حقبة رائعة من حياتنا وهكذا مضى الباشكاتب الذي شكل وجداننا وهكذا تيتمت حبيبتنا زاد الشجون وقد فقدت أباها الذي رعاها تحت اسماعنا وداخل قلوبنا التي كانت غضة حتى شاخت او تكاد وهي معلقة بها .
مضى أكثر فناني السودان احتراما لنفسه وفنه وجمهوره وحبا لوطنه ،لحق بتوأمه محمد وردي وهكذا فلنعلم اننا قد شخنا وان أياما نضيرات من اعمارنا قد ولت دون رجعة وهكذا قطعنا الأوتار وحطمنا الكمان ولبسنا الحداد وقد تحولت زاد الشجون إلى مرثية بذات طولها وكلماتها الشجية ولحنها الحزين .
ثم ماذا بعد؟

وداعا محمد الأمين وداعا أيها الشفيف الشريف المحترم وداعا أيها الباشكاتب وداعا أيها النبيل يا من شكلت وجدان أجيال أصبحوا الآن اجدادا أجيال من مختلف السحنات الاعراق والألوان والالسن تجمعهم اغانيك فقط والنشيد الوطني .
نعم نحن جند الله جند الوطن
إن دعا داعي الفداء لم نخن

نتحدى الموت عند المحن

نشتري المجد بأغلى ثمن

هذه الأرض لنا فليعش سوداننا

عاليا بين الأمم

يا بني السودان هذا رمزكم

يحمل العبء ويحمي ارضكم

نعم نحن

وين حنهرب منو وين ؟
الهوى الباعث الليالي العامرة بى زاد الشجون
يفتح قلوبنا ديار محبة ديار حياة  للعاشقين وين حنهرب منو وين

Exit mobile version