بيت الشورة
عمر الكردفاني
التربية والتعليم……يا ما في الجراب يا (حوري)
الكتابات الانطباعية عن بعد هي ما يميز صحافتنا السودانية للأسف من قبيل أن ينقل أحدهم صورة سالبة او موجبة عن شخص إلى صاحب قلم وفي الغالب لا يتروى الكاتب بل يبدأ في التشهير بالشخص المعني دون تثبت ،هذا في الغالب وهو ما كاد ان يحدث لي مع السيد وزير التربية والتعليم محمود سر الختم الحوري الذي سمعت وقرات عنه الكثير ولكني أمسكت عن الكتابة ليس زهدا او ادعاء بالعدل بل لأنني لدغت كثيرا من جحر المؤامرات المسبوكة ،ففي إحدى المرات نقل لي أحدهم أن وزيرة الصحة بولاية غرب كردفان قد غضبت من المدير الطبي لاحد المستشفيات وضربته على وجهه (كف) فقمت بصياغة الخبر كما وردني وفي آخر لحظة قبل إرساله للصحيفة اتصلت على الشخص المعني بالاساءة فقام بدحض كافة ما وردني بل اشاد بالوزيرة وقال أنها اعترفت بتقصير وزارتها في حق المستشفى ووعدت بدعمها.وكان أن كسبت ولاية غرب كردفان افضل وزيرة صحة في تاريخها .
ما جعلني أورد هذه القصة هو ما كان يردني دائما عن السيد الوزير الحوري الذي سمعت عنه الكثير من السلبيات قبل الحرب وتابعت عنه بعد هذه الحرب ما يشي بأن الرجل حافظ لوحه ولكني بعد لقائه صدفة وببساطة اكتشفت انه كان حافظا لالواح كثيرة .
فبعد القرارات الصائبة في شأن التدرج بالفصول الدراسية ومن ثم الاستعادة فائقة السرعة لبيانات الوزارة ما يسر عملية استخراج الشهادات والكثير المثير مما قامت به الوزارة اكتشفت ان الرجل يقوم بنفسه بالإشراف على عملية توثيق الشهادات كأي موظف عادي وسط موظفيه الذين يبدو أنهم متعودين على وجوده حولهم بغير ترفع او حتى (كسير تلج).
الجميل في الأمر انني أردت أن اشيد بالموظفين ولكن تشابهت علي ال(الروعة والاتقان) فاردت أن ابدا بصديقي ابوعبيدة البصاص فوجدت الجميع حولي (بصاصين) ولمن لا يعرف البصاص فهو ما شاء الله (حفظه الله ) شخص غير عادي في تعامله ومتابعته لعمله فحينما تلتقيه بمكتبه المفتوح ممرا بإدارة القبول بالخرطوم فإن ما جئت من أجله لابد مقضي واذا قال لك تعال بعد اسبوع فلتأت وستجده متذكرا موضوعك كانك الوحيد الذي يأتيه لقضاء أمر.
السر الأكبر في كل ما سبق يكمن في موظف هادئ الملامح وقور السمت كان له القدح المعلى في استعادة بيانات وزارة التربية والتعليم من1969الى الآن والحمد لله وتلك قصة أخرى سنعود لها في وقتها
ثم ماذا بعد ؟
أكرر أن الكتابة عن الأشخاص أمر عسير ولكن وزارة التربية والتعليم هي امنا جميعا لأنها معنية باساس الانسان السوداني لذا يجب أن تكون على هذا المستوى من الإتقان والسرعة والا فإننا سنجني ثمارا مرة ،ففي حديث جانبي مع السيد الوزير اكتشفت انه يخطط لأكثر من تجاوز آثار الحرب في كيفية بناء الانسان السوداني تربية ومعرفة من التعليم قبل المدرسي الذي يعتبر اللبنة الأولى في بناء الانسان .
شكرا الأخ الوزير وطاقمه المميز شكرا صديقي ابو عبيدة البصاص ما رايته اليوم منكم يعني أن اجيالنا القادمة في أيدي أمينة ومن هنا يجب أن نبدأ البناء…..إلى كافة السودانيين أيديكم مع هذا الرجل لان في جرابه الكثير مما يفيد البلاد في مرحلة بناء ما دمرته الحرب وأوله النشء الذين صمت آذانهم أصوات الرصاص واكرر أسفي للأخ الوزير الذي رفض الادلاء باي تصريح ويبدو انه زهد فينا نحن الصحافيين لذا أردت أن أقدمه للشعب السوداني رغم رفضه ولا اقول أنفه لان الأستاذ السوداني لا يستطيع احد أن يمس أنفه وانفته .