بيت الشورة
عمر الكردفاني
بالعيد والقيمه المضافه لجمعيه الهلال الأحمر السوداني
في إحدى زياراتي المتعددة لولاية البحر الأحمر التي احبها (وتحبني) كما اظن ،كنت اجلس على زاوية طريق رئيس واظنه جوار فندق اولمبيا فضايقني وجود القليل من الذباب حولي (ايام كانت بورتسودان خالية من الذباب ) فتلفت حولي وفي بالي ان اتواصل مع احد منسوبي وزارة الصحة شاكيا ووالله سمعت صوتا اعرفه يأمر سيارة رش المبيدات أن تبدأ وعندما دققت النظر وجدته أخي وصديقي عبد الرحمن بلال بالعيد وزير الصحة شخصيا ،ووصفي له بالصديق أمر اعتز به لامور كثيرة اقلها أن الرجل الذي تسنم عدة مناصب ولائية وقومية منها منصبا رفيعا بوزارة الصحة الاتحادية الا انه ظل كما هو تواضعا وتواصلا وبيتا مفتوحا للجميع
ومما اتذكر عنه انه يوما ما كان وزيرا بولاية أخرى وحدث أمر غريب من وزير آخر إذ اختلس ذلك الرجل مالا كان مخصصا لبالعيد للسفر إلى دولة عربية لحضور محفل مهم ولكن ألغيت الرحلة فاعاد بالعيد اموال الرحلة الا ان زميله لم يعيدها إلى الخزينة فقام المراجع بالاتصال ببالعيد وقال له بالحرف :لاني اعرف تقواك وقد أحببت أن انهاك عن المال الحرام ولكنه عندما اكتشف مكان المال حمد الله أن ظنه كان في محله وقام بالعيد بمتابعة الأمر حتى عاد المال إلى خزينة الدولة ،وانا كصحفي اعتز بأن معظم اصدقائي من الدستوريين هم من الغبش كبالعيد وسبحان الله معظمهم من البحر الأحمر….بالعيد ،عيسى حمد شيك ،مجذوب ابو علي ،شريف المليك ،د .احمد عبد ربه وموسى علي حسن ببنك السودان وعلى رأس هؤلاء شيخي وابي الروحي رحمه الله الشيخ أبو علي مجذوب ابو علي الذي كان سببا في تعرفي عليهم جميعا.
نعود إلى سيرة صديقي بالعيد الذي تسنم الكثير من المناصب ولائيا واتحاديا ولكنه ظل كما هو تواضعا وسعة صدر و(سترة اقتصادية ان لم اقل فوق مستوى الفقر بقليل).
لم أكن اريد قصم ظهر الرجل الذي اعلم مدى حيائه وعدم حبه للاعلام ولكن حضوري للولاية غداة انشغاله بجلب المعينات الغذائية والدوائية للبلاد في هذا الظرف الحرج من عمر البلاد جعلني ادلو بدلوي في الإشادة به خاصة بعد ان وصلتني دعوة رقيقة من جمعية الهلال الاحمر السوداني
لتكريمه من قبل الجمعية لتواصله وحدبه للحصول علي ٤٠٠٠ طن اغذيه من المانحين وتوصيلها لمستحقيها بارياف البحر الاحمر ولايات الجزيره والشماليه ونهر النيل واثارها الايجابيه من مواد غذائية ممتازة وحسنة التعبئة وتوصيلها إلى مواقع المحتاجين والتوزيع بسلاسه مع السلطات المحليه تنسيقا وترتيبا مميزا وبحمد الله تابعت شخصيا عمليات التوزيع (خلسة) ليس شكا في العاملين على هذا الأمر المهم ولكن لاقسم للقارئ العزيز انني والله لم اشهد اي نوع من انواع الخلل من القائمين على توزيع المواد الغذائية الا ما تم رصده في مناطق التوزيع وهو امر قد يكون متعلقا بالتخزين المحلي وليس بالضرورة فسادا وهذه شهادتي للتاريخ
شكرا د سربل لاختيار الدكتور عبد الرحمن بلال بالعيد لإدارة الجمعية في هذا الظرف الدقيق والحمد لله قد اخترت للغبش اغبش مثلهم
ثم ماذا بعد؟
الكتابة عن الأشخاص تتطلب الكثير من المحاذير ولكن رجالا مثل شيخ ابوعلي ووريثه مجذوب وبالعيد وعيسى حمد شيك وشريف المليك والكثيرين من أبناء هذه الولاية المعطاءة هو أمر يسير لان الجميع يعلم سيرتهم العطرة ولا احد يستطيع الإشارة إليهم باصبع من فساد والله اعلم
هذا لا ينفي أن هنالك عدد كبير من أبناء هذا الوطن الشامخ ممن لا تشوبهم شائبة فساد لذا يجب الاهتمام بهم والاستعانة بهم في كل مفاصل الدولة من لدن رئاسة الوزراء إلى المناصب الولائية
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل