بيت الشورة
عمر الكردفاني
السفير المصري بالسودان هاني صلاح وعلامات استفهام في العلاقات السودانية المصرية
غداة اندلاع الحرب في السودان يمم أكثر من 280الف سوداني إلى جمهورية مصر العربية وانا متأكد ان من وصلوا مصر قبل الحرب لقضاء شهر رمضان المبارك كانوا أضعاف هذا العدد ولكن هؤلاء ال(280) الفا كانوا هم القشة التي قصمت ظهر البعير إذ تم الغاء الدخول بدون تأشيرة للفئات العمرية دون الثامنة عشرة وفوق الخمسين للرجال والنساء مطلقا ومن ثم ظهرت بعض التعقيدات مثل الموافقة الأمنية،كل هذه الإجراءات جعلت الكثيرين يضعون علامات استفهام حول سير العلاقات الاخوية بين الشعبين السوداني والمصري وانا شخصيا اصبت ببعض الاحباط جراء ما جرى إلى أن استمعت بالأمس إلى السفير المصري بالسودان الأستاذ هاني صلاح وهو ما جعل الامور تتضح لي لانه حينما بدأ السيد السفير حديثه في الاحتفال الذي نظمه نادي دبايوا العريق تكريما له لم يتحدث كسفير مصر بالسودان بل كان حديث المواطن السوداني هاني صلاح ،لأنه ابدا لم يقل اثناء حديثه عليكم أن تفعلوا كذا من أجل السودان بل كان يقول علينا أن نفعل كذا حتى لتشعر انك أمام واحد من اشد السودانيين وطنية فقد بدأ حديثه بالقول ان السودان لم يسقط ليقوم بل هو ما زال اقفا وانه ليست هنالك قوة في الدنيا تستطيع محو السودان من خريطة أفريقيا باستيكة لان السودان هو كل أفريقيا وعندما احصى عدد الطائرات الحربية والسفن العملاقة التي حملت خمسمائة طن من الأغذية والأدوية إلى السودان تململت انا فإذا به يقول ولكن السودان قدم أكثر من هذا لمصر وان مصر لا قدر الله لو حدث لها أي أمر لقدم لها السودان عشرات الاضعاف مما قدمت له وحتى عندما قال ان القيادة السياسية في مصر كانت تعليماتها أن يستمر دعم السودان دون توقف قال ان الرئيس عبد الفتاح السيسي لخص العلاقات السودانية المصرية في جملة قصيرة جدا إذ قال (ما لناش غير بعض )
إن الدبلوماسية هي غير ما رأيناه بالأمس في سعادة السفير هاني صلاح لانه ظهر على حقيقته :مواطنا مصريا وطنيا مخلصا لبلديه مصر والسودان ،ووالله لقد محا هذا الرجل النحيل صارم القسمات كل ما كنت أحمله تجاه اخوتنا المصريين من لوم تراكم في الأيام الماضية فهنيئا لشعبي وادي النيل ب(هاني) الذي قال جملة غاية في العمق إذ قال :نحن الآن نمثل جزء صغير من تاريخ العلاقات السودانية المصرية لأننا ورثنا هذه العلاقة المتينة كابرا عن كابر وسنمضي ويرثها أبناءنا واحفادنا من بعدنا وهو بهذا يلخص البعد الاستراتيجي لعلاقة استراتيجية بعيدة المدى بين شعبين تفصل بينهم حدود وهمية
وبقي أن نحمل علامات الاستفهام الماضية إلى السودانيين الذين نزلوا مصر بعد الحرب تحديدا :والله لقد شوه نفر منكم العلاقات بين الشعبين فلتعملوا على إعادة لحمتها لأننا كما قال سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حقيقة (ما لناش غير بعض) فما يجمعنا ينصهر على الحدود فتجد شعبا (سودامصريا) فيه كل ملامح وادي النيل واوصي كل السودانيين بالعزيزة مصر أن شعب مصر يحبكم ويحترمكم فلا تضيعوا هذا الحب من أجل عرض الدنيا واقول للشباب الذين فروا من الحرب في السودان …..جاريين ليييه يعني نحن البيحارب لينا منو ؟بس الحمد لله ما محتاجين ليكم.وحقيقة ما اتخذته السلطات المصرية من إجراءات دخول للسودانيين هو اجراء طبيعي لحماية أمن واقتصاد مصر وهو ما لا يتلاعب فيه الشعب المصري وحق له ذلك .
ثم ماذا بعد؟
نادي دبايوا العريق والذي ارتبطت به قبل عشرات السنين وجدانيا ارتباطي بالبحر الأحمر دائما يقدم مبادرات قل ما توصف به أنها قنابل من ضياء تعم كل الوطن فشكرا أولا أخي موسى علي حسن الذي كان أول من أدخلني هذا النادي العريق وشكرا كابتن محمد حسن مختار ربان النادي الذي لم نفترق معه منذ دخلت النادي وشكرا أخي الأصغر كابتن عبود شربيني ،وشكرا منتخبنا الأولمبي الذي جمل الليلة وشكرا الاتحاد العام لكرة القدم وشكرا بورتسودان ،من الغرائب أن الكاتب الراتب بهذا الموقع أخي الدكتور محمد يوسف إبراهيم(دباب) كتب قبل أقل من أسبوع عمودا باسم مصر يا اخت بلادي يا شقيقة فالتحية له واخيرا شكرا اخي السوداني الأصيل هاني صلاح