عمدان النور
الي بريد (الفاشراوي)
الحياد لا يلغي الانتماء – وجبريل لا يخاف ولا يتردد
دكتور محمد يوسف إبراهيم
Drdabab2@gmail.com
كتب الأخ الأستاذ عيسى الطاهر الملقب (بالفاشراوي) تمينا بفاشر السلطان مقالا بعنوان أرحنا بها يا جبريل.
أشار الكاتب إلى أن حركة العدل والمساواة لازالت تلتزم الحياد وهذا الأمر لابد له من أن يتغير لأن المعركة في نهايتها.
اولا لك الشكر أيها الفاشراوي القح على ما تناولته من حديث قيم تجاه حركة العدل والمساواة السودانية حيث انك أكدت تماما بأنها حركة كبيرة وواسعة ومنتشرة وناضجة سياسيا وفكريا وتتمتع بجماهيرية مطلقة كما وأنها تملك قوات مدربة ومؤهلة ولها رصيد نضالي كبير ومشهود يعرفه القاصي والداني في الداخل والخارج، ولها قيادة واعية وواعدة .
نعم سيدي أن كل ما ذكرته في حق الحركة صحيح بنسبة مية في المية ثم انك ذكرت بأن للحركة كارزمة في القيادة حيث أنها يمكن لها التأثير على بقية الحركات الأخرى في السودان والكثير من تلك الحركات تتبع خطوات العدل والمساواة في حلها وترحالها وحتى في هذه الحرب حينما اتخذت الحركة موقف الحياد تبعتها بقية الحركات واتخذت نفس الموقف
سيدي الفاضل قد لا اختلف معك كثيرا ولكن الحركة ليست لها السيادة الا على نفسها ومنسوبيها لكنها بالتأكيد تعمل في تنسيق وتناغم مع الآخرين فيما ترى فيه المصلحة العليا للبلاد والعباد.
انت تطالب قيادة الحركة المتمثلة في المكتب القيادي وعلى رأسه الدكتور جبريل ابراهيم محمد رئيس الحركه بأن يغيروا من مواقفهم تجاه الحرب وان يتركوا خيار الحياد وان يدفعوا بقواتهم للقتال جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة.
لك الشكر الجزيل على هذا الاحساس النبيل وعلى هذه الوطنية القحة وصدقني لا أحد يقف ضد القوات المسلحة في هذه الحرب ولكن وانت في مقدمة الحديث تحدثت بأن الحركة لديها قيادة واعية ومدركة وهذا صحيح لذلك ياسيدي الفاضل فإن هذه القيادة هي من اتخذ هذا الخيار وهذا الموقف المحايد وللحقيقة والتاريخ أن هذا الموقف كان معلنا حتى قبيل اندلاع الحرب ومنذ بداية استفحال الاذمة والتنابز بالألقاب مابين كل الأطراف سرا وعلانية ومنذ وقوع الخلافات بين المكون العسكري كان موقف الحياد حاضرا على طاولة الحركة وبل كانت الحركة مصرة على نزع فتيل الاذمة وسعت ما بين كل الأطراف بالحسنى حتى لاتقع الحرب ولابد من إيجاد الحلول المرضية لكل الأطراف ومعها آخرين بالطبع الا ان إرادة الله كانت أقوى.
رئيس الحركة دكتور جبريل حاول أن يريح الشعب السوداني حتى يوم الجمعة 14 أبريل اي قبل ساعات قليلة من نشوب الحرب حاول أن يريحنا جمعا من ويلاتها وعذابها لأنه كان يعرف مألاتها وما ستحدثه من خراب ودمار وكل مخاوفه وقعت وحدثت بالطبع.
سعي جبريل ومعه رفاق آخرين سعيا حثيثا ومشى بين الجميع بالحسنى يحمل غصن الزيتون ويناصحهم ويذكرهم بافرازات الحرب ومخلفاتها لكن قدر الله وماشاء فعل.
سيدي الفاضل انت ذكرت في ذيل مقالك بأن الموقف الحيادي للدكتور جبريل قد يكون هنالك أشياء يراها هو والآخرين لا يرونها ولعمري هذا ملخص كامل وشامل لموقف العدل والمساواة الحيادي وفعلا انها كانت ترى ما لايراه الآخرين في حالتي الحرب والسلم وانت تعلم ان الحركة ومنذ نشأتها كانت تقاتل بصدق من أجل تحقيق أهدافها في الوقت الذي لم يكن فيه الحرب الخيار الأول لها إلا أنها قاتلت مجبرة لأن النظام وقتها لا يعرف غير لغة الحرب والجميع يعرف مواقفها المعلنة لذلك فإن جبريل ليس من شيمه الخوف أو التردد ولكن هذا موقف القيادة وهذه قناعة راسخة وليس معنى ذلك أن الحركة تقف ضد القوات المسلحة أو تناصر الطرف الآخر هذا غير وارد وصدقني أن هذا الموقف كانت له منفعة يعرفها الجميع كما وان خيار الحياد لا يلغي الانتماء لأي سبب من الاسباب لأن الانتماء ليس ثمنه الدخول في الحرب أو عدمه وان خيارات الدخول في الحرب تتخذه القيادة وفقا لقناعات وتقديرات تعرفها هي.
عليه لابد من احترام رأي الآخرين ونظرتهم للأمور وتقديراتهم مع كامل الاحترام والتقدير لآراء من يخالف الحركة المواقف أو الرؤية وان اختلاف الآراء احيانا له ثمرات تجنيها الشعوب .
هذا والله المستعان