عمدان النور
صراع المحاور يعسكر القارة الأفريقية والنيجر ليست الأخيرة
دكتور محمد يوسف إبراهيم
Drdabab2@gmail.com
احتدام الصراع واشتداده بين دول المحاور المختلفة جعلت من القارة الأفريقية مسرحا لعملياتها غير المعلنة
واستخدام الجنرالات وفقا للمصالح وإحداث التحولات في مسار التوجهات السياسية والعسكرية
حيث لا يخفى على أحد تلك الصراعات والمنافسة ما بين الروس والفرنسيين حول دول الساحل غرب وجنوب أفريقيا والتي تعد ضمن المستعمرات الفرنسية التاريخية والتي كانت تحت سيطرتها انطلاقا من التاريخ الاستعماري لفرنسا
لكن المنهجية الفرنسية القائمة على نهب الثروات وإشعال الفتن والتدمير الاقتصادي والاجتماعي في محيط سيطرتها ارغمت العديد من الدول للتفكير الجدي في محاولة التخلص من تلك الوضعية التي تطاولت وبلا جدوى وخلال الفترة القليلة الماضية فقدت فرنسا ما لايقل عن ثلاث أو أربع دول كانت تدين لها بالولاء المطلق وهي جمهورية مالي والسنقال وأفريقيا الوسطى وبقت بهم النيجر ولا أعتقد بأن أحداث الجمعة والتي أطاحت بالرئيس محمد بازوم من قبل الجنرال عبدالرحمن تشيانتي ستكون الأخيرة خاصة وأن بروز روسيا وجدتها في مد جسور التواصل ما بينها والدول الأفريقية بات يشكل خطرا على مصالح فرنسا التي وجدت نفسها عاجزة أمام هذا المد الروسي العاتي الذي أوشك على الاحتلال الكلي للقارة الأفريقية.
وجود مجموعات مسلحة محترفة مثل فاقنر بالقارة يسهل من الخطة الروسية للاستيلاء على دول القارة وبالتالي تغيير ولاؤها.
الغرب يعرف مرامي وأهداف روسيا خاصة الولايات المتحدة الأمريكية لذلك نجد مواقفهم ضعيفة ومترددة تجاه الأحداث في النيجر حيث اكتفوا فقط بالإدانة وذلك لأن الجنرال عبدالرحمن لربما يكون على صلة أو علاقة بهم خاصة وأن مبررات ازاحته للرئيس المنتخب بازوم تركزت على مخاوف المهددات الإرهابية بالمنطقة في ظل التردي الأمني بالنيجر حسب قوله وهذا هو موال وفزاعات الغرب
الوضع في النيجر لا يتحمل أي تدخلات عسكرية لإعادة الديمقراطية لأن التدخلات العسكرية ستجر المنطقة باجمعها لمواجهات دامية لا يضمن احد عواقبها خاصة وأن النيجر تعد من أفقر دول المنطقة لأن دول الايكواس التي تعقد اجتماعاتها بدولة نيجيريا الان تضع من ضمن أجندتها التدخل العسكري في النيجر لإعادة الأمور إلى نصابها الديمقراطي.
القادة الأفارقة لازالوا يرزحون تحت وطأة الدول العظمى وأنهم غير قادرين على تغيير المشهد السياسي والتحول إلى دول ذات قرار تستطيع حماية شعوبها ومواردها من السرقة والنهب المتواصلين.
الآلاف من الشباب الأفريقي بات اليوم مشردا فإما أن يكون طعما لأسماك القرش أو لحيتان البحار والمحيطات في ظل غض الطرف من الدول التي أدمنت نهب موارد الدول الأفريقية
كل المؤشرات تؤكد بأن فرنسا باتت معزولة في منطقة الساحل بعد فقدانها لنيامي وربما حاولت فعل شيء يغير الموازين على الأرض إلا أن ذلك سوف لن يجدي نفعا لأن الخيار الوحيد هو التدخل العسكري ولكن كما اسلفنا فإن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على كل دول القارة.
الكثير من المراقبون يربطون ماجري في النيجر بالذي يجري في السودان الان من أحداث.
وذلك باعتبار ان الرئيس المحتجز بازوم تربطه صلة قرابة بقائد قوات الدعم السريع المتمرة محمد حمدان دقلو.
المهم في الأمر أن الذي جرى في النيجر سيفحز بلدانا أخرى للسير على ذات النهج سيما وأن المناخ أصبح مهيئا في معظم دول القارة للسير على خطى مالي والسنقال والنيجر ولا ندري إلى أي اتجاه تمضي رياح التغيير هذه لأننا على يقين تام بأن الأمر سوف لن يتوقف عند هذا الحد وان النيجر ليست الأخيرة