أنواء
رمضان محجوب
شيخ الامين..!!
أعود بعد توقف عن الكتابة منذ بدايات شهر رمضان الماضي لاسباب عديدة ابرزها انقطاع شبكات الاتصال والانترنت عن المنطقة التي اقطن بها “الصفوة” غرب ام درمان بسبب الحرب اللعينة التي فرضها علينا زعيم التمرد والمليشيا حميدتي.
مكثت في ام درمان في منطقة تسيطر عليها مليشا التمرد سيطرة كاملة نحو ثلاثة اشهر قبل ان اغادرها ونجلي بمغامرة معلومة لدي البعض بعد الاعتقال والتهديد بالتصفية الجسدية لي ولنجلي من قبل استخبارات مليشيا بسبب اتهامهم لي بالتجسس عليهم لصالح القوات المسلحة ومد الطيران الحربي باحداثيات عن مواقعهم.
خلال الثلاثة اشهر التي مكثتها في ام درمان عانيت مثلي ومثل غيري من ويلات الحرب وتبعاتها العسكرية والإقتصادية والإجتماعية والمعيشية وكيف أن الفرد من القابعين والعالقين بالخرطوم يموت في الساعة الف مرة ليس بسبب المقذوفات العسكرية فحسب بل بأسباب عديدة منها صعوبة حصوله على “لقيمات” يقمن صلبه أو حصوله على سقف آمن يقيه زخات رصاص الاشتباكات أو “روايش” دانة سقطت على مقربة منه.
تذكرت هذه المعاناة والأهوال التي عايشتها أمس وأنا اطالع الهجوم الشرس الذي تعرض له الشيخ الأمين عمر الامين شيخ الطريقة القادرية المكاشفية بأم درمان بسبب زيارة قام بها قادة من مليشيا الدعم السريع لمسيده وهم مدججون بالسلاح والدوشكات يمتطون الياتهم العسكرية ويحملون معهم مواد تموينية قالوا انها تمثل دعم منهم للمسيد الذي ظل ياوي اليه كل خائف يبحث عن الزمن وكل جائع يبحث عن لقيمات يقمن صلبه بعدما تقطعت بهم السبل.
سبب الهجوم ان البعض يري انه ما كان ينبغي لشيخ الامين استقبال هذه السرية المتمردة المدججة بالسلاح وهو الأعزل وحواريه وضيوفه ممن لجأ الي مسيده بحثا عن الطعام والامان والعلاج و الا من ايمانهم ، أراد هؤلاء ممن توسدوا الباردة وغادروا الخرطوم من “دغيشن بدري” وتركوا “امامهم” وليس خلفهم ممن يكتوون بجحيم الحرب وويلاتها.
ماذ كان يريد مهاجمي شيخ الامين من الرجل وقد أحاط بمسيده أكثر من عشر سيارات المليشيا المتمردة وهي مدججة بالسلاح ومحملة بمواد تموينية ” غض الطرف عن مصدرها” وفرضتها القوات الغازية علي المسيد وشيخه فرضا؟!
هل كانوا يريدون من شيخ الامين وحواريه والذين آوا الي المسيد بان يقوموا بطرد هذه القوة الغازية المدججة بالدوشكا والرباعي والثنائي وغيرهم ومواجهتها بالعصى والحجارة؟!
يا هؤلاء… قولوا خيرا او اصمتوا.. ففي هذا المسيد مئات الباحثين عن الطعام والامان فلا تثقلوا عليهم بهجوم غير مبرر علي شيخ المسيد… اقلاها ” ان لم تفعلوا ولن تفعلوا ” وتقدموا لهم بعض ماعندكم مما تيسر وايصالها اليهم في تلك المنطقة يحصرون بها.. لذوا بالصمت وان بدت لكم خطوة شيخ الامين عسيرة الهضم فافرغوها من جوفكم لكن لا تلقوا بها علي طرقات الراي العام فان ذلك يؤذي من تركتموه أمامكم يواجهون ويلات الحرب في” مسيد شيخ الامين” وغيره من من مناطق الشدة الاخرى في الخرطوم.