عمدان النور
خطاب الكراهية الخطر القادم
د محمد يوسف إبراهيم
drdabab2@gmail.com
بادئ ذي بدء لابد من الإعلان الجماعي والمجتمعي لنبذ خطاب الكراهية وإثارة النعرات أيا كان شكلها، لان السودان الان مهيئ تماما نفسيا في أن يكون مسرحا للحروب الأهلية البغيضة وهذا ماتسعي إليه الكثير من دوائر الخراب والفتن والدمار في الداخل والخارج وبالتالي حريٌ بنا كشعب سوداني تفويت هذه الفرصة على المتربصين بأمن وسلامة هذا الشعب المعطاء.
إن علو كعب الجهوية والقبلية ومانراه هذه الأيام من تنابز وخناق جهوي وقبلي وعرقي من خلال منصات التواصل الاجتماعي ينم على خطر داهم قد يصيبنا في مقتل خاصة ونحن لا نزلنا تحت مرمى نيران الحرب الدائرة الان.
رسالتي إلى كافة أبناء الشعب السوداني في الداخل والخارج بأن المرحلة حرجة جدا ونحن جميعا في مفترق الطرق في أن نكون أو لا نكون وبالتالي لابد من الحفاظ على بيضة الوطن ،
فكم من كلمة واحدة تنشب حربا وتزهق أرواحا وتخلف اشلاءا وخرابا ودمارا شاملا.
المطلوب منا جميعا الكف عن استخدام المصطلحات التحقيرية والتي غالبا ما تسبب التوترات وبالتأكيد هي كثيرة ومتنوعة ومختلفة والكل يعرف مغذاها.
مترادفات الجلابة والغرابة وأصحاب البلد والعبيد والعرب والزرقة والزرقاي والانباي والغرابة والشماليين كلها مصطلحات سمجة ووقحة يراد بها تدمير الأمة السودانية وهنالك من يجيش لها الأقلام والحلاقيم من أجل اثارتها واندياحها وسط المجتمع كي تشكل بؤرة للصراع الداخلي والصدامات الدامية والمميتة.
وعليه لابد من قبول الأخر والايمان بالتنوع والاختلاف في البلد ومناشدة السلم المجتمعي والمحافظة على العلائق والوشائج التي تجمع بين الشعب السوداني ولا تفرق بينه. لأننا الان نعيش في هشاشة أمنية بالغة وظروفنا الاجتماعية معقدة جدا بسبب تسميم الأجواء الاجتماعية من قبل أعداء السلام والمحبة.
كذلك علينا أن ندرك جيدا بأن الأوضاع لا تتحمل أكثر من ذلك ولابد من تحكيم صوت العقل وعدم الانجرار وراء أصحاب الهوى والاغراض كي نحافظ على لحمة الوطن لأننا جميعا شركاء فيه.
هذا والله المستعان