عمدان النور
مصر يا اختي بلادي ياشقيقة
د محمد يوسف إبراهيم
شذاذ الآفاق دائما ما يسقطون في مستنقع اللا عقلانية خاصة أعداء السلام والمحبة والإخاء والإنسانية وللأسف تراهم ينشطون هذه الأيام ويوزعون التهم يمينا وشمالا وينبرون باسفاس على كل من ينطق بقول الحق تجاه العلاقات السودانية المصرية فتاراة يصفونه بالعميل وتارة أخرى بالخائن.
ولكن يا أيها الناس اسمعوا وعوا فإن الكتابة عن جمهورية مصر العربية ليست بخيانة ولا عمالة ولكن الخيابة هي أن تعرفون الحقيقة ثم تنكرونها لأن العلاقات السودانية المصرية علاقات ازلية راسخة ومتجزرة كانت وسبتقي قوية ومتينة ومعززة بتداخل الشعبين منذ وقت بعيد.
تعود هذه العلاقات والتاريخ المشترك للعام 1820م يوم ان كانت مصر والسودان بلدا واحدا ووجدانا واحدا ضارب في عمق الجزور.
نال السودان استقلاله في 1956م إلا أن ذلك لم يغير شيئآ في التاريخ الأخوي المشترك بين الشعبين الشقيقين.
تاريخيا تعود هذه العلاقات إلى العهود الفرعونية القديمة والوسطى.
وبدخول الأتراك في العام 1820م بدأت تترسخ العلاقات السياسية مابين شعبي وادي النيل فيما يعرف بالعصر الحديث.
الجميع يعرف موقف السودان تجاه مصر بعد هزيمة 1969م إبان حكم رئيس الوزراء الراحل محمد احمد المحجوب الذي أعلن وقوفه بجانب مصر وبل قطع علاقاته مع كل من وقف إلى جانب الكيان الصهيوني ووضع كل إمكانيات السودان تحت خدمة مصر وشعبها.
السودان استضاف كذلك قمة اللاءات الثلاث بالخرطوم لمواجهة الصلف الإسرائيلي وكان لذلك دورا كبيرا في تصعيد العلاقات بين البلدين.
والمشاهد كثيرة وعظيمة؛ لذلك اقول لهؤلاء وأولئك موتوا بغيظكم لأن صراخكم هذا سوف لن تصغي له أذن واعية،
اليوم السودان يمر بأزمة تعد هي الأخطر في تاريخه الحديث وذلك بتمرد قوات الدعم السريع ومحاولتها لأخذ السلطة بقوة السلاح ولازالت الحرب تدور رحاها.
كثيرة هي المبادرات التي انطلقت بغرض إيجاد الحلول لأزمة السودان وإيقاف الحرب منها مبادرة جدة شراكة مابين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، كذلك مبادرة الايقاد، صحيح حركت المبادرتين الساكن وألقت حجرا في عمق المياه الراكدة الا ان الوجدان السوداني بصورة عامة لم يكن مرتاحا لكلا المبادرتين بنسب متفاوتة.
وحينما تحركت مصر وجمعت دول جوار السودان في قمة الخميس الماضي فسرعان ما هب الشعب السوداني معلنا تأييده المطلق للمبادرة المصرية بل كان الترحاب بها رسميا وشعبيا،
فهذه هي مصر ياهؤلاء لم ولن تتخلى عن السودان مهما كانت الأسباب واقول للمتشككين كفوا أيديكم وامسكوا عنا حلاقيمكم لأننا على ثقة بأن هذا الطريق سيوصلنا إلى مبتغانا الأخير والي ما نريد وستظل مصر هي مصر بذات الهمة والعقلانية والدراية بمزاج الشعبين الشقيقين وأننا على ثقة في أنها ستمضي بعيدا في هذا الاتجاه وبهذه المبادرة.
الجميع يسعى الان للتنسيق مع مصر الايقاد، الاتحاد الأفريقي، جامعة الدول العربية ، جدة ، كل هذه المنابر في النهاية ستلحق بالمبادرة المصرية وستذوب فيها وتنصهر هذا سأكتب فيه لاحقا.
عاشت مصر وعاش شعبها الأبي وستظل علاقاتنا ممتدة ومتجزرة ومتوارثة جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض و من فيها.