Site icon شوتايم نيوز

فوبيا الكيزان وإنفصال دارفور بقلم /النذير إبراهيم العاقب

Screenshot ٢٠٢٣٠٦١٧ ٠٩١٤٣٣ Google

 

 

 

 

فوبيا الكيزان
وإنفصال دارفور

النذير إبراهيم العاقب

لعلنا ومنذ بداية شرارة الحرب الدائرة الآن في قلب الخرطوم ومن ثم انتقلت إلى كردفان الكبرى ودارفور والنيل الأزرق، وربما تتوسع لتصل عمق الولايات الشمالية إن لم تسارع القوات المسلحة السودانية الباسلة بدحر مليشيا الدعم السريع المتمردة والقضاء عليها تماماً.
الملاحظ، كما بدأنا حديثنا هذا أن فوبيا الكيزان صارت هي البعبع المرعب للكثيرين جداً من مناصري مليشيا الدعم السريع المتمردة، وخاصة المنتمين للعملاء من قوى الحرية والتغيير، فضلاً عن دمغهم بأنهم أساس بلاء الحرب السودانية الحالية، وذلك الاتهام الباطل القصد الأساسي منه تفكيك وتدمير الجيش السوداني، بحجة أن جل قادته من فلول الكيزان، وهو اتهام باطل ولا أساس له من الصحة.
نعم، لا ننكر أن الكيزان هم من صنعوا مليشيا الدعم السريع، أشعلت دارفور وزعزعتها عن بكرة أبيها، وانتهكت حرماتها وأبادت ثلاثة ملايين بالتمام والكمال من سكانها، وذلك باعتراف الرئيس عمر البشير بنفسه، وأن الكيزان هم الذين مكنوا مليشيا الدعم السريع بحجة أنها تابعة للجيش من هذا التسليح النوعي والعددي الهائل، وهم يعلمون أنها تدين وتستمر بأمر قائدها وليس قائد الجيش الفريق البرهان الذي كان يعلم هو ومن معه في كابينة القيادة أنهم لا يستطيعون أن يحركوا جندياً واحداً منها، بحكم أنها كادت أن توازي الجيش في القوة والعتاد والتسليح بأعتى وأحدث الأسلحة المدمرة المتقدمة، بجانب تزايد أعدادها بأكثر من عشرة أضعاف ما كانت عليه في عهد حكم الكيزان.
وللأسف، تلك هي الحقيقة الدامغة،
بيد أن هذا ليس ما نقصده هنا، وإنما القصد يبين أن هناك مخطط خارجي أعد في الخفاء من قبل اللوبي الصهيوني وبمؤازرة الأمارات العربية المتحدة، والتي للأسف، ورغم أن السودان والسودانيين ومن كل التخصصات، كانوا هم سبب نهضتها ونماءها وعمرانها الحالي، إلا أنها صارت الآن ألد أعداء السودان.
بجانب اليهود ودل الغرب
الطامعين في ثروات السودان الكامنة، والذين بالطبع لا يعرفون من هم الكيزان، أو القحاتة وهؤلاء القحاتة استغلتهم الأمارات لتحريض حميدتي زعيم مليشيا للانقضاض على قادة القوات المسلحة والاستيلاء على السلطة، كأولى خطوات احتلال السودان من قبل القوى الخارجية المذكورة أعلاه. كل أولئك لا يعرفون الكيزان، بقدر ما إنهم يعرفون فقط أن هناك شعبا له موارد نادرة مثل اليورانيوم والذهب والبترول، لا يستحقها هو، وأن هناك خونة وناشطين سياسيين أسهمت الآلة الإعلامية الغربية في تلميعهم، وتم شراؤهم بالمال والسلطة وصولاً لغايتهم النهائية، وهي فصل الإقليم الغربية، نيل أزرق وكردفان المأهولة بالذهب، ودارفور الغنية باليورانيوم، الذي وبلاشك، سيكون مستقبلاً المصدر الأساسي للطاقة البديلة في الغرب الذي ليس له طاقة شمسية كافية.
وللأسف الأشد، أن من يعتقدون أنهم قادة الأحزابن السياسية السودانية، لم يعوا الدرس، ولن يعوه حتى ضحى الغد، ولم يتعلموا من تجارب احتلال العراق وإجتياح سوريا وزعزعة استقرار ليبيا حتى الآن، ولم ينظروا بعين ثاقبة لمغزى إجتياح الغرب وزعزعة استقرار تلك الدول، ولن يستوعبوه، بل إنهم لم يتعلموا حتى من تجاربهم الذاتية، لأنهم في الحقيقة أحزاب ليس لهم هدف سوى الجلوس على سدة الحكم في القصر الرئاسي السوداني وبأي شكل من الأشكال، دون رؤية، دون خطط ولا أهداف.
ولعل محاولة إنقلاب الجنرال، خلا، حميدتي بعد إقناعه بهذه الفكرة العقيمة وبواسطة من تسمي نفسها بأحزاب الحرية والتغيير اللجنة المركزية كانت خير دليل على خيانة هذه الأحزاب للوطن والوطنية، وتأكيد على خواء عقول قادتها من الفكر الوطني العميق، لاسيما وأنهم كانوا خارجين للتو من مؤتمر جامع وبمشاركة كل فئات الشعب السوداني، وأفضى إلى توقيع الاتفاق الإطاري الذي كان فحواه الأساسي تسليم السلطة للمدنيين في مدى محدد، ولكن.
ولعل كل ماسبق لا يخرج من دائرة المخطط اليهودي الغربي الهادف لتفكيك دولة السودان، بالتآمر مع أولئك القادة المزعومون، والذي يمضي بسرعة لاستكمال المرحلة الثانية منه بعد فصل الجنوب، ويتبعه بلاشك فصل دارفور، ومن ثم المنطقتين، وكذلك شرق السودان، وكل ذلك باستخدام كل الوسائل المتاحة لإنفاذ هذا المخطط الخبيث على الأرض، وذلك عبر إستخدام عملاء الدعم السريع وقحت لتحقيقه واقعا ملموساً، طال الزمان أو قَصُر.
ولعل الفوضى الخلاقة التي حدثت في العاصمة الخرطوم، كان الهدف الأساسي منها تهيئة الرأي العام السوداني في المركز والولايات لفصل المنطقتين ودارفور، ومن ثم إشعال الحروب فيها، وللقضاء على مواطنيها الأصليين وإحلال عرب غرب أفريقيا مكان سكانها الأصليين.
وليس أدل على ما سقناه أعلاه، حرب الإبادة الجماعية للمساليت في الجنينة، وتهديداتهم المتواترة لإبادة قبائل الولايات الشمالية في السودان، والتي تعتبر المؤشر المؤكد لذاك المخطط القميء.
ولا نستبعد البتة، ووفقاً للتحرك الدولي الخبيث، سواءاً من قبل مجلس الأمن، أو الأمم المتحدة، أو محكمة الجنايات الدولية، وتركيزهم الأكبر على ما يدور الآن في دارفور، والتغاضي المخزي والمحزن عن الانتهاكات الجسيمة التي حدثت من قبل مليشيا الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، من اغتصابات وقتل ونهب وترويع وتهجير وإحتلال لمساكن المواطنين وطردهم منها، وأمام نظر كل العالم، وجهاراً نهاراً، ماهو إلا تمهيد قاطع لفصل دارفور بحجة أنها إلتحقت بالسودان عام ١٩١٦م، وبحجة أنها كانت ولا زالت السبب في كل مشاكل السودان، وأنها لم تصدر لهم سوى ثقافة العنصرية والكراهية، دون النظر في أن النخب السياسية في المركز والحركات المسلحة الإنتهازية في دارفور هي السبب الرئيسي في تدمير مواطن دارفور الذي أصبح ولا يزال الضحية لتلك المخططات الإنفصالية الخبيثة.
ولا يظنن أحد أن حلقة التآمر الرامية لتفكيك السودان لعدة دويلات ستتوقف هنا، لاسيما عقب المجاهرة الصريحة من قبل الكثيرين جداً من أبناء دارفور بدعم من الآلة الإعلامية الغربية، بفصل دارفور جراء ما حدث في الخرطوم، وتزامناً مع نشوء مكونات سياسية وفصائل عسكرية، وللأسف تشارك الآن في السلطة المركزية السودانية، والتي وبكل صفاقة وإتساقاً مع الحملة الدولية تلك، تطالب الآن بإنفصال دارفور، وهو الأمر الذي وبلاشك سيقود المجتمع الدولي لإجبار الحكومة السودانية لفتح ملف إجباري للتفاوض حول دارفور، ومن ثم الوصول إلى مرحلة إعطائه حق تقرير المصير، ومن ثم صولاً لمرحلة إجراء إستفتاء وسط سكان دارفور بهذا الخصوص، وبذات كيفية تطبيق بند تقرير المصير لجنوب السودان، والمفضي بلاشك للانفصال، حيث لم يثبت لنا التاريخ أن هناك شعب ما منح حق تقرير المصير وإختار الوحدة في الدولة الأم. وللأسف نستطيع أن نؤكد، أن إنفصال دارفور سيكون أسرع من فصل جنوب السودان، وذلك بسبب الهشاشة الكبرى التي تعيشها الدولة السودانية الحالية، فضلاً عن عمالة من يفترض أن يكونوا بالفعل نخباً سياسية وطنية حقيقية، تدافع بشراسة عن وحدة وطنها الأم، ولا تفرط في شبر منه ولو على أشلائها، ولكنها، والأسف نفسه هنا يتبرأ من هذه النخب، بسبب خبثها وعمالتها وتآمرها وبيعها لوطنها في سوق النخاسة الدولي، وإن غداً لناظره أقرب من حبل الوريد.

Exit mobile version