بيت الشورة
عمر الكردفاني
حميدتي الفصيح وإعلامه الكسيح
إن المرحلة التي وصلت إليها بلادنا والتي تمر بها اليوم ليست سوى صناعة الآلة الاعلامية غير الرشيدة التي قادت الرجل الثاني في دولة السودان والأول من حيث الوضع الاقتصادي إلى أن يقوم بمغامرة غير محسوبة أصبح فيها بين ليلة وضحاها طريدا يبحث عن مخرج آمن من بلد كان يحكمه بالأمس.
وإذا عدنا إلى بدايات القصة فقد بدأ حميدتي كأي واحد من رجال أعمال الغفلة بعد أن جمع حوله مجموعة من حارقي البخور الذين زينوا له انه وبواسطة ماله الذي جمعه من افواه الغلابة من هنا وهناك سيصبح نجم مجتمع وموضع تبجيل الإعلام،ولكن الرجل الذي اتسع طموحه بحسب ذكائه المحدود ظن أن المال والقوة العسكرية ستصنع منه (اميرا) للسودان وذلك بعد أن رأى حياة أمراء الخليج وحياتهم المنعمة خاصة وانه يشابههم في (كونه عربي) مثلهم.
المصيبة الأكبر أن حميدتي اوكل إعلامه وعلاقاته العامة إلى ثلة منتفعة تجيد نشر الاخبار فقط دون صناعتها ،فهم فقط يتبعون الرجل في كل خطواته ويقوموا بنشر ما قام به حقا كان ام باطلا دون حتى أن يوجهوه إلى فعل الصواب او كتابة خطاباته وحتى عند القيام بذلك لا يدربونه على كيفية الالقاء فيصبح مثل تلميذ الابتدائي الذي يقرأ من كتابه الأول ،كما أن مسؤولي إعلام حميدتي ليس لهم هدف سوى تصديق الأموال لحملاتهم الوهمية وتجنيبها لصالحهم وهم الذين يقدم لهم حميدتي خدمات جليلة بفصاحته وكلماته التي يطلقها جزافا فيستفيد منها اعداءه للسخرية منه بينما اعلامه الكسيح يحبو خلفه (يلقط في النقطة)
اما من الجانب الآخر فقد جمع الرجل حوله مجموعة من المستشارين الا انه كان يعاملهم معاملة الأواني المذهبة التي تضعها صاحبة المنزل على مكان بارز فقط للمشاهدة ولا تقدم بها أي نوع من الطعام او الشراب وقد حكى لي أحد أولئك المستشارين انه قد لايرى حميدتي لأكثر من ستة أشهر ناهيك عن أن يجتمع به ليعرف عنه آخر ما قام ويقوم به في مملكة آل (دقلو).
كل تلك العوامل بالإضافة إلى بعضا من مستشاري السوء الذين زينوا لحميدتي انه الفارس القادم من الغرب والذي سينتزع للغرابة حقهم في كيكتي السلطة والثروة غير مدركين انه سيجمعها ولكن لصالح اسرته فقط فمن ليس من آل دقلو فانه ليس من حقه أن يقترب حتى من مكتب الرجل
ثم ماذا بعد؟
إن الفرصة التي اتت لجنرال الغفلة محمد حمدان حميدتي على طبق من ذهب كانت كافية لان تجعل منه احد أبطال السودان إذا قام بمعاملة كافة السودانيين معاملة متساوية وفرض نفسه كرجل دولة وأذا قام بتسخير مليارات الدولارات التي اكتنزها من خلف ظهر الدولة السودانية في مساندة الإقتصاد القومي لكان الآن ليس اميرا فقط بل ملكا على مملكة السودان ولكان بطلا من أبطال السودان وليس متمردا مجرما مطاردا كحاله الآن وما زال اعلامه الكسيح يعمل على الإضرار به وهو يفبرك الانتصارات الكذوب وينشر الفيديوهات الشتراء بدلا من البحث عن مخرج للرجل بمناشدة المجتمع الدولي
ولا نامت أعين الجبناء