Site icon شوتايم نيوز

بيت الشورة عمر الكردفاني وما الحرب الا ما علمتم وذقتم …..وما هو عنها بالحديث المرجم

كردفاني

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

وما الحرب الا ما علمتم وذقتم …..وما هو عنها بالحديث المرجم

حتى قبل كتابة هذا المقال بدقائق كنت اميل إلى التصديق  أن ما يحدث في بلادنا ما هو إلا (مديدة حرقاني) وهي حيلة لإشعال الفتنة كنا نقوم بها صغارا حينما يبدأ طرفان من اقراننا في الشجار فيقوم أحدنا بحمل تراب في يده ويحركه بين الطرفين منتظرا أن يقوم طرف بضرب يده ليذهب التراب إلى وجه الآخر ثم يبدأ الشجار ،وأذكر مرة من المرات أن قام الطرفان بسكب التراب على وجه الساعي بالفتنة بينهما ،وايضا هذا ما كنت ارجوه من طرفي أسوأ سيناريو نزاع (إذا حدث) بالسودان واعني القوات المسلحة وقوات الدعم السريع .
والحق يقال ان قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو كان وما يزال صاحب التصريحات المتزنة بين الطرفين لولا ما بدر من أخيه عبد الرحيم الذي وجه سهام انتقاد لاذعة لقائد القوات المسلحة بدأت بها هذه الأزمة. وعلى الطرف الآخر نجد أن تصريحات قائد القوات المسلحة الفريق البرهان دائما تأتي متسلسلة عبر منبر القوات المسلحة ولكنها تأتي في شكل كبسولات قانونية مدروسة  لوضع الأمور في نصابها الصحيح من حيث انتشار وحركة وتمركز قوات الدعم السريع ،وهنا بالطبع لا يمكننا المقارنة بين القوتين من حيث القوة العسكرية والانتشار والعقيدة القتالية بالإضافة إلى قاعدة الحاضنة المدنية لان هذه المقارنات والتي تذهب إلى ترجيح كفة القوات المسلحة تضع قوات الدعم السريع في موقع (شمسون )إذ صرخ يوما :علي وعلى أعدائي.
ولكن حقيقة ما يمكن أن نلخص به الوضع برمته هو ان قائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي برغم من محاولات البعض للنقص من ميزاته العسكرية والسياسية الا ان الرجل والحق يقال يمتاز بقدر كبير جدا من الذكاء الفطري والوطنية غير المشوبة باي شائبة انحياز وهو ما يجعله صاحب القدح المعلى في نزع فتيل الفتنة بالمبادرة الفعلية ،اما الفريق البرهان فنجد أن سهام انتقاده التي يراها الناس مصوبة إلى نائبه الا انها في الحقيقة تستخدم ميزة (التنشين بسبب الريح ) لتذهب إلى من يراهم اعداءه الحقيقيين في الكتل السياسية وهي المحرك الاساسي لنيران الفتنة والله اعلم

ثم ماذا ؟

حقيقة لم أكن اظننني يوما ممن سيكتبون مثل هذا الحديث درءا لفتنة لا تبقي ولا تذر ،وبيت الشعر الذي وضعته عنوانا وهو للشاعر الكبير زهير ابن سلمى إنما أعني به حاملي بخور الفتنة و(تراب المديدة حرقاني) مذكرا اياهم أن اي صدام بين القوتين سالفتي الذكر سيكون اكبر ضرره عليهم مباشرة بفقدانهم كل ما بنوه من بناء فكري سياسي وحتى اقتصادي وان الوطن سيتضرر ضررا يحتاج إلى سنين ضوئية لاعادة اعماره وان المواطن السوداني سيكون أثرا بعد عين لانه اصلا جاهز للانتشار لجوءا ونزوحا ولكن القوتين المتصادمتين ستكونان الأقل ضررا لذا سأختم بذات ابيات زهين موجها اياها إلى دعاة الفتنة

:

 وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ

وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

متى تبعثوها تبعثوها ذميــمةً وتضرَ إذا ضرّيتموها فتضْرَمِ

فتَعرُكْكم عَرْكَ الرَحى بثِفالها وتلقــــحْ كِشافاً ثم تُنتِجْ فتُتْئمِ

فتُنــتج لكـم غلـمانَ أشأمَ كلُّـهم كأحمرِ عادٍ ثم تُرضعْ فتَفطِمِ

وعلى الجميع هذه الأيام قراءة قصيد زهير مرتين وثلاثة والتعرف على معانيها

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

Exit mobile version