Site icon شوتايم نيوز

بيت الشورة عمر الكردفاني رمضان في السودان بين الكوجا والبمبان

IMG 20220822 WA0013 2

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

رمضان في السودان بين الكوجا والبمبان

في العام 1986 وكنت في رحلة عودة من مهمة طويلة وشاقة إلى ولاية جنوب دارفور عن لي أن أزور خالي إسماعيل (ابو ليلى) بمدينة بابنوسة الحميرة وقد نسيت ان شهر رمضان على الأبواب ولحبي للمغامرة فقد سافرت مع خالي جنوبا إلى مدينة (ابيي) وكانت رحلة شاقة والصيف في أوجه ولا وجود لأي وسيلة لتبريد الجو لا في السيارة ولا بالمحطات التي مررنا بها وكنا صياما كعادة أهلنا في كردفان ودارفور حيث لا يفطر البالغ ولو كان مسافرا على رجليه وهي على ما اظن عادة معظم السودانيين وبرغم المشقة فقد استمتعت بالرحلة التي الهمتني فيما بعد مقالي ذائع الصيت(الشبرية تتهادى بين الواكات) لاني لاول مرة ارى (الواك) وهو مبنى ضخم من القش يستوعب الاسرة كاملة ومعها ابقارها ولعلم القارئ فان الواك قد يصل ارتفاعه مبنى من ثلاثة طوابق ،لقد صمنا ثلاثة أيام اصبحت من صعوبتها ثيرموميترا اقيس بها أيام صيامي في كافة الأماكن والازمنة فأجد نفسي في نعمة مهما كانت المشقة ،وهكذا مرت بي إيام الصيام في محطات أخر ،بحر العرب (سماحة) والتي قضينا بها شهرا كان من أروع شهور صيامي ولا زلت اذكر استمتاعنا بكوب العصير الوحيد والعودة الى الكوجا وراجا الرائعة ثم واو التي صمت بها اكثر من موسم وكلها محطات حيث الإفطار بال(كوجا) على تخوم الخنادق وبين ارتال الأسلحة والذخائر ،هكذا يمر هذا الشهر الفضيل علينا في العاصمة الوادعة بين مكيفات الهواء بالمكاتب والسيارات والمنازل،بل حتى الفصول اصبحت تتضامن مع الصائمين فقد اختفى موسم الصيف الغائظ تماما واصبحنا ننعم بفصلين فقط ….الصيف الممطر والشتاء قارس البرودة وهكذا على الناس أن يتزودوا من هذه النعم وان يشكروا الله الذي ساواهم مع أوروبا وآسيا في الأجواء اللطيفة وانا أحمد الله الذي من علي بالافطارات المنعمة بالمأكولات العصرية حتى أن ملاح الويكة أصبح بقدرة قادر يسمى بال(نعيمية) فوداعا للسخانة والكوجا.

ثم ماذا بعد ؟

يسرح خيالي ايضا إلى التروس والثوار الذين قضوا أربعة سنوات مضين ما بين ترس وبمبان وكر وفر حتى أن اعتصامهم تم فضه في (الشهر الفضيل ….حتوهم زي كفار قريش) وتكتمل دورة الثورة وتكاد تفضي إلى تكوين حكومة فينهض مارد شيطان التفاصيل فيركم كل ما تم بناؤه ونعود مرة أخرى إلى المربع الأول والمشكلة أن كل الدوائر التي تعصف بالفرقاء تكتمل في شهر رمضان الذي تصفد فيه مردة الشياطين فعل يا ترى من يفعل بنا الافاعيل هم صغار الشياطين ام أن هنالك عون لهم من شياطين الانس؟
الله اعلم

Exit mobile version