جمال الدين حسين يكتب
لقد فشل الإطاري وفولكر ما هو داري
الإقصاء او بالأحرى التنمر السياسي في السودان ليس جديدا ولن ينتهي بفشل الاتفاق الاطاري الخديج،فعلى مر العصور هنالك فئة تظن أنها الغالبة فتنتفخ وتظن أنها الأعلى صوتا والاقوى شكيمة والموكلة بمصير الشعب السوداني ولكن دائما تثبت الأيام عكس ذلك وهو امر متوقع في ظل النخبة المدمنة للفشل والتي تظن أن السودان هو العاصمة المثلثلة وهنالك قصة شهيرة كنت احد حضورها عندما مر علينا شخص يحمل اسرته على سيارته وسألنا عن الكوبري الذي يقوده إلى بحري وكنا جلوس على قارعة الطريق بامتداد ناصر وكان الرجل يقود متوجه جنوبا فوجهناه أن يتوجه شمالا للعبور إلى بحري وسأله أحدنا بعفوية إن كان في زيارة للعاصمة لأول مرة فاكتشفنا أن الرجل من سكان بحري الأصليين ابا عن جد.
القصة ليست قدحا في احد ولكنها تدل على أن بعض السودانيين لا يعرفون عن هذه المليون كيلو مترا الا هذه العاصمة المثلثة وكذلك المسكين فولكر يظن أن ذوي الياقات البيضاء الذين يهرعون اليه في كل صغيرة وكبيرة هم من يمثلون الشعب السوداني وهو لا يدري أنهم من قال فيهم الشاعر:
مما يزهدني في أرض اندلس اسماء معتمد فيها ومعتضد
اسماء مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد.
والان وقد ثبت تماما أن اجتماعات الضرار المدعوة ظلما بالاطاري قد افضت الى (لا شئ)فليس أمام قادة الجيش والدعم السريع سوى إبراز الأوراق الرابحة،واعني من يمثلون السواد الاعظم من السودانيين واعني بهم من يمثلون الشرق وعدد مواطنيه الخمسة ملايين وكردفان ودارفور وعدد سكانها العشرة ملايين ونهر النيل والشمالية وعدد سكانها العشرة ملايين والنيل الأزرق والجزيرة وعدد سكانها السبعة ملايين نسمة إذن لم يبق الا ما يقل عن الثماني ملايين نسمة هم سكان العاصمة وتسعون بالمئة منهم ضد هذا الإقصاء السياسي إذن فإن الفشل الذي حدث اليوم بتأكيد تأجيل التوقيع إلى أجل غير مسمى لهو افصل من رياح الفتنة التي كانت ستطيح بامن هذا الوطن واستقراره
إن المدعو فولكر ليس سوى رجل مخابرات غذته الدول الغربية بالمعلومات الأساسية عن السودان ولكنها لم تحصنه ضد متغيرات المزاج السوداني الذي من أجمل لحظات انتصاره حينما يقول للشخص :يا حليلك يا الماكا داري