Site icon شوتايم نيوز

عمر الكردفاني يكتب….الجنرال وهز ال(شوال)

IMG 20220822 WA0013 3

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

الجنرال وهز ال(شوال)

لا أدري لماذا علقت قصة الفلاح المصري الذي يعمل في بيع الفئران بذهني ،فالقصة الطريفة قرأتها قبل أكثر من عام تقريبا وظلت كالعادة المعروفة لدى وسائل التواصل الاجتماعي تردني كل أسبوع من جهة وشخص مختلف وهي تحكي عن الفلاح المصري الذي يعمل على توريد فئران التجارب إلى المعامل الأكاديمية،وقد لاحظ كاتب المقال أن الرجل يهز الجوال الذي يحمل فيه الفئران بعد كل فترة من الزمن يطول او يقصر وعندما سأله قال الفلاح :إذا تركتها فإنها ستفكر في طريقة للهرب حتى ولو بتمزيق الجوال باسنانها ولكن عندما اهزها فانها تفقد مراكزها واماكنها التي اعتادت عليها فتتقاتل فيما بينها وتنسى قصة الحجز ،لا أدري لم تذكرت القصة والبرهان يفاجئ الجميع مرة أخرى بالتقارب مع دولة الكيان الصهيوني والرجل يعلم علم اليقين انه لو بقي آخر سوداني على قيد الحياة فانه لن يقبل بهذا التقارب ليس عن ذلك الفهم العميق للعروبة ولا حتى لمعاني العدالة ولا حتى بسبب العلم الشرعي وارساء معاني القرآن الكريم (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ولكن لان كره إسرائيل يتشربه السوداني مع لبن امه ويرسخ في ذهنه مع أول حروف الهجاء ويصبح من أركان إيمانه مع أول حصة تربية إسلامية وبعد ذلك يتوزع الجيل المعني ما بين مسلم يكره اليهود دينيا ومسيحي يكرههم ايضا من أجل دينه او حتى علماني او ملحد يكره في اليهود هذا الصلف والعداء المطلق للانسانية ،ولو عن لك عزيزي القارئ ان تجلس إلى السيد رئيس مجلس السيادة وسألته في ساعة صفاء لقال لك عن اليهود ما لم يقل مالك في الخمر ،لذا فاي تساؤل عن هذه الخطوات المتسارعة من البرهان تجاه دولة الكيان الصهيوني يجب أن تكون الإجابة عليه حسب الظرف المفروض على الجنرال وفي كل الحالات تجده مكرها وليس بطلا .
فالبرهان الذي تحدثنا عنه من قبل كرجل استخبارات من الطراز الأول وفوق ذلك عسكري قح ليس له في السياسة الا ما يجود له به مستشاريه ولا اظنهم ذوو باع في السياسة،إذن فالرجل كحاطب ليل ليس له سوى ضوء خافت يتجه اليه كلما ارعبته العتمة ولكن للأسف ذلك الضوء ليس سوى (ابو نويراية) وهو عفريت ينتشر في فيافي كردفان يعتقد أهل المنطقة انه يعمل على توهان من يتابعه وقد يقوده إلى ولاية أخرى او قد يلقي به في أرض لم يسمع بها من قبل .
إذن فنحن أمام حالة فريدة من رجل وجد نفسه رئيسا لدولة مساحتها مليون كيلومتر مربع وسكانه ليس لهم حد أدنى يتفقون عليه فليس امامه سوى الهروب إلى الأمام وهز الشوال كلما ادلهمت به الأحداث منتظرا أن يتفق الفرقاء ولو ضده إلى حين ثم يمضي في طريقه لا يلوي على شئ

ثم ماذا بعد؟

إن السيد رئيس مجلس السيادة ليس رجلا عاديا بل هو قائد عسكري مرموق وصل الى رتبة الفريق أول وهي رتبة تعني في الجيش انه مؤهل تماما لقيادة الدولة وليس لدي أي شك في قيامه بمهامه على أكمل وجه الا ان الوضع في البلاد يحتاج إلى الأكثر من التوافق (القسري) إذا صح التعبير بل هي في حاجة إلى مزيد من جرعات الوطنية ممزوجة بنكران الذات والمكونات الموجودة الآن بعيدة كل البعد عن كل ذلك فهي تحمل جرعات من الكراهية تجاه بعض إلى حد كبير وهز الشوال وحده ليس كافيا ،أخي البرهان المطلوب منك إطلاق هذه الفئران مع كامل الاحترام بل هو تعبير للتشبيه فقط وعليك البحث عن (حيوانات) أعلى رتبة للتعاطي معها فالفئران لا تصلح الا للتجارب وليس لها من تجاربها للشخصية الا (الضرر)

Exit mobile version