Site icon شوتايم نيوز

عمرالكردفاني يكتب …..بيت الشورة…(لبانة) التسوية ومآلات ما بعد اقتسام ال(كيكة)

IMG 20220822 WA0013

 

 

 

بيت الشورة
عمر الكردفاني

(لبانة) التسوية ومآلات ما بعد اقتسام ال(كيكة)

 

في مدينتنا  الهادئة (الدلنج) كنا نكسر رتابة يومنا في الإجازات بأخطر ما تتخيله! إما أن نصعد الجبل او نذهب إلى صيد الأرانب في البرية (لم اكن من هؤلاء ولكن كان نصيبي يأتيني في المنزل…..شكرا الخير ابو طنطرة ورمضان سرقو) ولكن اخطر ما كنا نفعله هو مشاغبة المجانين اي نعم فكل من به لوثة او حالة نفسية فهو احد اعداءنا بالتأكيد(غفر الله لنا) المهم قد نقضي سحابة يومنا في الجري والتخفي ومشاغبة المسكين الذي يقع في ايدينا إلى أن يلفنا الظلام او يتعب المسكين فينهار.
في احد الايام إحدى المجموعات الشرسة(اولاد حي الرديف بقيادة الاخ الفاتح علي ادم) لم تجد من تشاغبه ولسوء حظه مر أحدهم ممن كانوا يعاقرون الخمر ولكنه سوي العقل وفي ظل انعدام المساكين الذين يطاردون هذه الثلة اقترعوا ووضعوا له اسم (سكران درب) وهكذا صنعت هذه المجموعة ثورا هائجا جديدا وبدأت المطاردة.
إن ابتداع الأسماء وخلق المشاكل ومن ثم إيجاد حلول لها هي صناعة سودانية اصيلة فنحن شعب لا نعيش بلا مشاكل فلو قلت لأحدهم والله امس رزقني الله ابنا او مالا او سيارة يبادر مباشرة بالقول (والله مشكلة ياخ) ومن ثم قد يتراجع ويبارك لك وهكذا نصنع مشاكلنا لإيجاد حل لها وكل ذلك هروبا إلى الأمام لان من لديه مشكلة ليس مسؤولا عن إنتاج او نظافة او تربية او دفاع عن وطن فما دامت المشاكل ماثلة فسنظل هكذا عطالى نسأل الدول أعطتنا او منعتنا .والله العظيم أخجل عندما تحتفي وسائل الاخبار بقرض او منحة من دولة انه الذل بعينه .اليابان عندما اجتاحها التسونامي أغلقت اي باب للمساعدات حتى المساعدات الفنية لمعالجة مشكلة المفاعلات النووية وخرجت من الأزمة بسلام ولكن للموضوع وجه آخر لقد قبلت اليابان دعما واحدا من دولة واحدة هل تصدقون أنها السودان !لقد جمع ابناءمنطقة الشريف حسب الله بولاية القضارف محلية الفشقة خمسمائة وعشرون دولار(520) فقط وهو ما استطاعوا جمعه وذلك عرفانا لما قدمته لهم منظمة روشينانتيس اليابانية والوكالة اليابانية للتعاون والتنسيق (جايكا) فقام رئيس منظمة روشينانتيس بتكوين وفد من عشرات الأطفال وقام باجراءات سفرهم التي كلفت آلاف الدولارات ليسلموا مبلغهم الزهيد للحكومة اليابانية ،انظر أخي القارئ كيف تتعامل الشعوب مع مشاكلها …..تقبل خمسمائة دولار من قرية بسيطة  أرادت رد الجميل وترفض مليارات الدولارات من الدول ذات الغرض

ثم ماذا بعد؟
إن ما يسمى بالتسوية ما هو إلا إنتاج للازمة الأولى منذ فجر الإنقاذ التي كانت تفتعل الاتفاقيات مع الكيانات الهشة غير ذات الجماهير وتترك جموع الشعب السوداني للجوع والمسغبة حتى تمتلئ جيوب السماسرة بالمال ويشبع الطفيليون ويتسنم الجرابيع كراسي السلطة ولا احد يابه بالشعب ولا احد يلتفت للشهداء ولا احد (يرضع جهال او يرتع بهم ) ويستمر السيناريو البغيض دون حل للمشكلة الأساسية….إنتاج وفير وشعب فقير

 

Exit mobile version