في مفاجأة من العيار الثقيل …..وثائق عمرها ستون عاما تفصح عن طريقة حل النزاعات الحدودية بين السودان وتشاد
الخرطوم :شوتايم نيوز
حصل موقع شوتايم نيوز على وثائق نادرة توضح طريقة حل النزاعات الحدودية بين السودان وتشاد وتوضح الوثائق التي تعود إلى العام 1960طريقة حل تلك النزاعات بتدخل رجال الإدارة الأهلية وفق صلاحياتهم الواسعة آنذاك وطبقا لما يديرون به حواكيرهم
وقد بدأت القصة بتولي شرتاي ( دار كلي ) الشرتاي عبد الحكم إسحق مقاليد الحكم في حاكورته الحدودية حيث تابع تلك النزاعات منذ العام 1960 وبدأ في تجميع خيوط المشكلة وإرسال العمد والشيوخ للتعرف على عمد وشيوخ الجانب الآخر بدولة تشاد الجارة ومن ثم خاطب المركز عبر إدارة المجلس المحلي حيث جمع الطرفين في قرية فوسا السودانية وقد استضاف الشرتاي عبد الحكم إسحق الطرفين في قرية فوسا عند العمدة محمد دليب عمدة عمودية ورور وقد تكفل الشرتاي بضيافة الوفدين طوال ايام المباحثات وقد كان حدثا فريدا من حيث كرم الضيافة ومراسم ضيافة وفدي حكومتي البلدين ما انعكس ايجابا على سير القضية
استعراض لقضية شهيرة حدثت في الحدود بين دولتي السودان وتشاد حيث تم قتل شخصين احدهما داخل حدود السودان وهو العسكري التشادي (فودي) والاخر الفلاتي ادم ابالي من رعايا جمهورية السودان داخل جمهورية تشاد ونهب 161بقرة وثلاثة فرسات وامتعة اخرى وهي الجريمة التي وقعت في الثامن عشر من مايو1960م
على خلفية تضليل احد الأشخاص واسمه ابراهيم بخيت ابراهيم الجباي للعساكر التشاديين الذين دخلوا إلى السودان وذلك رغم معرفة الجباي بالحدود بين البلدين
نستعرض هذه القضية واطرافها لاهميتها للطرفين على ضوء ما حدث مؤخرا
……وكان الحضور الغفير من الحانب السوداني ممثلا في كل من مفتش الحكومة المحلية بزالنجى السيد محجوب بابكر كرم الله والديمنقاوي سيسي محمد اتيم ورئيس محكمة قارسيلا الشرتاي طاهر النور والشرتاي عبد الحكم إسحق رئيس إدارة (دار كلي) والعمدة محمد دليب عمدة عمودية ورور.
والشيخ آدم مصطفى عبد الرسول شيخ حلة فوسا
وملاحظ بوليس زالنجى السيد حيدر ابو زيد وشرتاي جلدو الشرتاي ابو البشر يوسف وعمدة امبلا العمدة علي هرون
وعمدة (تنكو)عبد الله محمد احمد تمبور وباشكاتب المجلس السيد تاج الدين أفندي عثمان
كما حضر من دار مساليت كل من السلطان عبد الرحمن محمد بحر الدين سلطان دار مساليت وضابط مجلس الجنينة عبد الفتاح صالح القباني وحكيمدار مجلس الجنينة جبريل طلبة وفرشة فور برنقا اساغة نهيض حقار
وعضو مجلس الجنينة ابراهيم حقار
في العام 1960 وقع حادث نهب لعدد 161بقرة وثلاثة فرسات وامتعة أخرى وقد تم اغتيال كل من العسكري التشادي فودي بداخل الحدود السودانية والفلاتي آدم أبالي بداخل حدود جمهورية السودان
ومن الجانب التشادي كان الحضور:
السيد تام مانقى….مفتش منطقة قوز بيضة التشادية
السيد اساغة مصطفى
الجباي ابراهيم بخيت
عبد الله إبراهيم بخيت
ابراهيم فضل
محمد صيام
بحضور الجانبين توصلت المحكمة للاتي :
ثبت عدم اعتراف الجباي ابراهيم بخيت بالحدود الدولية التي اقرت في اجتماع الحادي عشر من ابريل 1951حسب المذكرة الموجودة بدوسيهات الدولتين
ثبت أن الجباي ابراهيم بخيت هو الذي ضلل العساكر التشاديين عمدا بادخالهم داخل الحدود السودانية ما تسبب في مقتل العسكري التشادي والفلاتي آدم أبالي ونهب الأموال موضوع البلاغ
وقد انعقدت المحكمة بالحضور المذكور أعلاه حيث تم التداول حول المسألة رغم أنها عبر حدود دولية الا ان المحكمة قضت فيها بالاتي :
إدانة الجباي وتحمله مسؤولية ما حدث
ومطالبة جمهورية تشاد باسترداد الأموال المنهوبة وهي 161بقرة وثلاثة فرسات .
كما تمت مطالبة حكومة تشاد بدفع دية لورثة المقتول الفلاتي آدم أبالي
كما اقرت المحكمة أن حكومة دولة تشاد هي المسؤولة عن دية العسكري التشادي الذي قتل داخل الحدود السودانية
وقد اقرت المحكمة أن دية الفلاتي آدم أبالي هي خمسون بقرة برغم مطالبة اهله بمئة بقرة
كما اوصت المحكمة بوضع علامات ظاهرة في الحدود الدولية بين البلدين حتى تكون ظاهرة للشخص العادي
قرأ وأعلن القرارات أعلاه السيد تام مانقى مفتش قوز بيضة ،وتمت كتابتها بقرية (فوسا) يوم الأربعاء الحادي عشر من مارس 1964
من المحرر:
على إثر تتبعنا للوثائق وحسب افادات من عاصروا هذا الحدث الكبير اتضح لنا جليا أن الإدارة الأهلية هي اللبنة الرئيسية لبناء المجتمعات والدول
بحكم معرفتهم للحدود الدولية والاعراف المتبعة ،لذا وجب على الدولة أن تنزل رجال الإدارة الأهلية منازلهم
وحل المشكلة التي استعرضناها هنا توضح دورهم الكبير ،لذا وجب على الدولة الأخذ بما دار وان تتبع الوثائق وصولا إلى ذات النتيجة او ما يقاربها، وهي سابقة يمكن اعتمادها قضائيا خاصة في ظل المشاكل الحدودية الحالية مع الجارة تشاد او الجارات الآخر من الدول الشقيقة والصديقة
وهذا التحقيق والمستندات المتوفرة مهداة إلى من يقومون على حل المشاكل الحدودية بين دولتي السودان وتشاد ،ونخص بالذكر السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو للافادة من هذه الوثائق والمستندات المتوفرة لدى افراد من الطرفين علهم يكونوا فاتحة خير لاعادة المياه إلى مجاريها بين الدولتين الشقيقتين