شوتايم نيوز

د.اسامة الاشقر ينعي الشيخ محمود اسطى افندي

 

 

 

 

منذ فجر هذا اليوم الجمعة، وآلاف الناس يفترشون الأرصفة بانتظار تشييع جثمان الشيخ محمود أسطى أفندي، هذا الرجل التسعيني الفذّ الذي لم ينس الناس فضله في تثبيب قيم الدين في أحلك الظروف التي مرّت به الجمهورية التركية، ورغم أنه وجماعته ممن ينصرفون عن السياسة ويشتغلون بسلوك طريق الدنيا نحو الآخرة، ولا ينتظمون في سلك وظائف الدولة، ولا يجعلون أولادهم في مدارسها العامة، ولهم طريقتهم في لباسهم وهيئاتهم في رجالهم ونسائهم، وبيعهم وشرائهم، واهتماماتهم، فإنهم كانوا يتخذون لأنفسهم مساراً تفاعلياً يحافظ على خصوصية التزامهم، ويفتحهم بحذر على مجتمعهم المفتوح جداً من حولهم، وتمكّنوا أن يشكّلوا خصوصية ثقافية عُدّت من قبيل التنوّع الثقافيّ الهادئ، وكان لهم موقفهم الحاسم في انقلاب تموز الذي كان سيعيد تركيا إلى الوراء، فنزلوا بكل قوة لمواجهة هذا الانقلاب.
كان أول تعرّفي عليهم عام 2017 حيث زرنا جامعهم العامر “إسماعيل أفندي” في ناحية الفاتح في إسطنبول القديمة، برفقة أستاذنا وشيخنا الدكتور الفاتح علي حسنين نائب رئيس جمهورية البوسنة والهرسك في أوائل التسعينيات، وتشرّفنا بتناول العشاء على مائدة الشيخ محمود ورفاقه، وحظينا بصحبة طيبة ما تزال ذكراها الحلوة تقتحم عليّ عيني وأنا أشاهد هذه الآلاف المؤلفة التي لم أرَ مثيلا لها إلا في موسم الحج خرجوا في وداع الشيخ الراحل إلى الملكوت الأعلى.FB IMG 1656100000907

Exit mobile version