Site icon شوتايم نيوز

احمد يوسف التاي : إبراهيم الأمين…نموذج لسياسي مبدئي

image search 1597685617962

(1)

اختلف مع زعيم حزبه بعد التوقيع على اتفاقية نداء الوطن بين نظام البشير وحزب الأمة بجيبوتي في يوم 25 نوفمبر 1999، وظل متحفظاً على بعض النقاط إذ كان يرى وحدة التجمع الوطني الديمقراطي المعارض الذي انسلخ منه حزب الأمة بعد الاتفاقية، وكان يرى أن النظام مخادع ومناور ولايحفظ عهداً ولا ذمة، فكشفت الأيام صدق قراءته للواقع وتنبوءاته..

اختلف مع زعيم حزبه عدة مرات حتى وصل الخلاف إلى درجة تجميد العضوية والاعتزال لكنه لم يتقدم باستقالته كما فعلها أمس الأول..

(2)

بعد عودة قيادات حزب الأمة إلى الداخل في 6ابريل 2000، واستكمالها بعودة المهدي بعد عام من توقيع الاتفاقية، انخرط حزب الأمة في مفاوضات مع النظام، وهنا

بلغت معارضة الدكتور إبراهيم الأمين ذروتها لما كان يجري داخل الغرف المغلقة بين ممثل حزب الأمة مبارك الفاضل وممثلي حزب المؤتمر الوطني الجمهوري، فكان محذرا وناصحا لحزبه من مراوغات النظام ومحاولاته شق الحزب وتقسيمة وتشظي الساحة السياسية، ولكن قادة حزب الأمة لم يستبينوا نصح (الأمين) وقراءاته للمشهد وتنبوءاته إلا بعد ضحى الغد، بعد انسلاخ الفاضل من الحزب ومشاركته النظام في منصب مساعد رئيس الجمهورية.. وتكرر ذات المشهد والسيناريو بين الامين وحزبه في اتفاق التراضي الوطني بين حزب الامة والمؤتمر الوطني في مايو 2008.

(3)

اختلف (الأمين) مع الصادق المهدي، في محطات كثيرة وتم تجميد عضويته بعض الوقت، لكنه لم ينسلخ، ولم يبدل ولاءه للحزب، ولم يزايد وظل على مواقفه المبدئية تلك في صمت ووقار، فلم يثر جدلاً،ولم يداهن ولم يماريولم يغيِّر مواقفه..

(4)

بعد نحاح ثورة ديسمبر ظلت مواقف الأمين متفردة كما كانت، بعيدةً عن التلوين والتقلب والمراوغات، يقول مايقوله دون مواربة او تخفي حول الكلمات حمالة الأوجه، عرفه الشارع السوداني عبر مواقفه المعلنة بوضوح الرأي والطرح المباشر، وقوة المنطق وصلابة المواقف التي لاتتماهى مع المواقف الرمادية والزئبقية..

(5)

المتابع لمواقف الدكتور إبراهيم الأمين يدرك بوضوح تام أن الرجل يتميز عن أقرانه ونظرائه في المسرح السياسي بالمبدئية والصدق والاستقامة، والمواقف الأخلاقية ، وهذه الصفات كثيراً ماتصطدم بمواقف الآخرين الذين يسلكون أقرب السبل للوصول إلى أهدافهم..
الانتباهة
والآن استقالة الأمين لم تفاجيء أحداً، وقد سبقتها، الكثير من المعطيات وقرائن الأحوال، التي مهدت الطريق لجر الحزب إلى خندق السلطة الحالية والتماهي معها

…اللهم هذا قسمي في ما أملك.

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

Exit mobile version