يبدو لنا والله أعلم ان ملف معتمدية اللاجئين بات من الملفات المستعصية على وزارة الداخلية باعتبارها جسما يقع ضمن مهام واختصاصات الوزارة، فهذا الملف الكبير والشائك تتخلله الكثير من الثغرات وفيه عتاة الموظفين الذين خرج بعضهم عن سيطرة الوزير واصبح يكسر قراراته فى حين ان الوزير نفسه يقف متفرجا دون ان يحرك ساكنا، فماذا يحدث ياترى ده شغل سحر وشعوذة ؟؟ ولا تدخلات جهات عليا؟؟ أفتونا لان كل الحلول عندنا متوفرة ولو الحالة استعصت برضو في مرحلة اسمها الكي، و الله لا وراكم نار الكي والكيتة ..
تخيلوا سادتي بريطانيا قبل ايام أعادت اول رحلة لاجئين الى رواندا وطبعا حدث هذا بعد صفقة (مجنونة جن) بين الطرفين افضت الى اتفاق بين رواندا والمملكة المتحدة تعطي بموجبه الاخيرة للأولى اموالا طائلة نظير استقبال اللاجئين بأراضيها (شفتو الدول الرشيدة لمن تفكر تبيع القضية بتبيعها بفهم كيف)، وما لايعلمه الكثيرون فان إعادة اللاجئين يعتبر امرا مخالفا وضد قوانين الأمم المتحدة وقوانين اللجوء ويعتبر ايضا من الأساليب المحرمة دولياً ولكن رغم ذلك لجأت اليه بريطانيا للتخلص من الأعداد الهائلة للاجئين بأراضيها والذين كادت أعدادهم تفوق أعداد أصحاب الارض او الشعب البريطاني .
إزاء ما يحدث يتضح لنا جليا الفرق بين دول المؤسسات ودول العصابات والانظمة الإقطاعية، وبناء على ما ذكرنا نحن نتساءل عن موقف معتمدية اللاجئين من ملايين اللاجئين في أرض السودان الذين تنصلت عن دعمهم الامم المتحدة وعلى رأسها بريطانيا ، فأعداد اللاجئين الآن تجاوز حاجز الاربعة ملايين لاجئ في حين ان الإعانات التي تصل عبر المندوب السامي لشئون اللاجئين لاتغطي حاجة مليون لاجئ فقط وهو العدد المسجل ومعترف به رسمياً لدى الأمم المتحدة، أها شن قولكم والحل شنو ياترى ؟؟
معتمدية اللاجئين رغم انها الجسم الذي يعتبر بمثابة ومقام الامم المتحدة إلا انها تفتقر لأشياء كثيرة وأبرزها العمل بمهنية وكفاءة وتخطيط مدروس علما بان عصابات البيت الواحد بالمعتمدية حولت وظائفها من خانة الكفاءة الى خانة الوراثة والتوارث وهنالك الكثير من الإخفاقات يدور حولها لغط كثير ، ولكن رغم ذلك عجز وزير الداخلية عن حسمها .
سادتي لماذا حتى الآن تتغاضى وتتباطأ الجهات المعنية والنيابة المختصة في اتخاذ الإجراءات اللازمة وإخراج الملفات المطمورة الى العلن ونفض الغبار عنها لمحاسبة كل من يثبت تورطه في تلك الملفات .
وبالمناسبة وين ملفات الوظائف الوهمية ووين ملف كوشايت ووين ملف مباني كوستي وغيرها من الملفات وأين موقع المراجع العام مما يحدث؟؟ وتوبة توبة لا معسكرات ولا خدمات ولا جرورة ولا هم يحزنون.
الانتباهة
مازلنا نطلق الصرخات للحد من هذه الإخفاقات التي تقود البلاد الى نفق مظلم حيث اللاعودة ولا نقطة ضوء ولا بصيص أمل .
ان لم تفيقوا وتقفوا جميعا يدا واحدة لتحريض الغيورين الحادبين على مصلحة الوطن فإننا حتما سنستيقظ يوما ونجد أنفسنا اننا نحن الغرباء والدخلاء وعندها سيفوق عدد أولئك اللاجئين الاربعة ملايين وسيقارب أعداد السودانيين وقد يتراجع نسلنا وعندها نصبح نحن السودانيين أقلية تتخطفها بغاث الطير .