والعنوان هذا هو شطر من بيت إن أنت أهملته فأنت تعرف حسين خوجلي الذي جعل البيت هذا مشهوراً جداً…. رغم أن شيئاً آخر في البيت له نصيب في الشهرة.
…….. (٢)
وبعضهم أيام المهدية يسمى التعايشي… ود البصير…
والمهدية أذت بعض الناس واحتسبوا إكراماً للمهدي… ولما جاء الخليفة وتابع الأذى لم يحتملوا… وشاعرهم قال
(.. أكان المهدي داك ولداً قدل فوق عزة..
حت ود البصير سوانا في(.. يز) وزة؟
وأضف حرفاً معيناً أنت تعرفه
والبيت المشهور نستعيده أيام فولكر
ونستعيد شخصية أخرى هي المهدي بجانب فولكر.
فنحن يدهشنا الهياج الهائل لطرد فولكر، بينما د. غازى استطاع لوحده وبهدوء كامل طرد سفير أمريكا عام ٩٢م.
وعام ٩٢م غازى يصبح وزيراً للخارجية (وزير دولة).
والرجل في بحثه عن شخص يجيد الإنجليزية وأشياء أخرى يعهد إلينا بقراءة وفهرسة ملفات الخارجية السرية.
ويومها كان سفير أمريكا في الخرطوم أكثر سفهاً من فولكر الآن… والرجل يبلغ أنه يندفع إلى داخل كل وزارة ويملي ما يريد…
وفجأة الرجل يصمت ثم ينقل.
وفي الملفات السرية نقع على… كيف قام غازي بطرد سفير أمريكا…
والملفات السرية نجد فيها خطاباً من غازي لكل مسؤول في الدولة.
وفي الخطاب لكل مسؤول أن…
(جمدوا كل تعامل مع سفير أمريكا…).
والسفير يفاجأ حين يجد نفسه يمنع من دخول أي مكتب من مكاتب المسؤولين.
ويجد نفسه يجلس بالساعات مع السكرتيرات…
والسفير/ وهذا ما نجده في الملفات/ يكتب خطابات الاحتجاج والاحتجاج.. (وإن هذا التصرف يعتبر قطع علاقات مع الولايات المتحدة… و…)
وكل خطاب نجد تحته كلمة واحدة تعليقاً…
(يحفظ..)
والرجل بعد شهور قلائل سحبته دولته…
وهكذا يكون الأدب يا أهل الكوفة…
والهياج الآن الذي يجعل لفولكر حجماً أكبر منه.. هياج يعني أن
الدولة التي تصرخ تحت فولكر هي التي تجعل للألمانى الأبله هذا قيمة
………
والأسلوب هذا أسلوب جهل الدولة للزمان، وأسلوب التعامل هو الآن ما يدير كل شيء.
فالدولة تجهل أن الآن الحرب العسكرية ضد التمرد لم تعد عسكرية، وأن الحرب الآن تنتقل بالأحزاب إلى التغطي بالجريمة والتعاون مع الدولة ضد الدولة.
وأن الأسلوب هذا الذي يقود الآن دول أمريكا الجنوبية يتمدد ليقود السودان.
فهناك في دول أمريكا الجنوبية الأحزاب تتحول إلى أسلوب جديد.. فكل حزب يصبح الجهاز العصبي الكامل عنده هو العصابات… والعصابات تجد أنها تحت الحماية فتندفع اندفاعاً هائلاً.
والأمر الذي/ في السودان/ هو..
خطفوا حقيبتى.. هددونى بالسلاح في الشارع.. اقتحموا بيتى.. اختطفوا عربتى..
الأسلوب هذا هو بدقة… ما بدأت به العصابات هناك وهو…. بالمسطرة… ما ينقل للسودان الآن… ثم شيء آخر يجعل الجريمة أكثر عمقاً وجذورها أكثر ثباتاً وفروعاً..
في السودان الآن جهات مفهومة تعمل للجريمة من داخل عصب وجسم الدولة.
فالجريمة التي تحول الأحزاب إلى عصابات منظمة تستخدم (العنصرية) ومن داخل مكاتب الدولة.
ومن يحاول الإشارة يصاب بالرعب
(وفى أخبار الجريمة/ العمل العسكري/ العنصرية) أن الشرطة تكتشف الأسبوع الماضي (ترليونات) ترليونات.. نعم… مهربة إلى أراضٍ تحت سيطرة الحلو.
وجملة (تحت سيطرة الحلو) جملة هي أخطر من كلمة… ترليونات
والجملة الأولى والثانية والعاشرة جمل ينتهي الجمع والطرح فيها إلى أن من يصرخ من فوق الخازوق هو الدولة التي تحافظ على الخوازيق.
فالدولة من هنا تعلن لجان المقاومة غير شرعية.
والدولة تطلق الأمن والشرطة ضد اللجان هذه… بينما؟
بينما لجان المقاومة مازالت مكاتبها مشرعة تعمل وتعمل…. يقيناً…. مع خلايا الخدمة المدنية المعادية فى مكاتب الدولة.
وهوان إلى درجة أنه لما أعلنت الدولة رفع حالة الطوارئ قال الناس في دهشة..
:: طواري؟ هو يعنى كان في طوارئ؟؟
الآن المرحلة الأعظم في مخطط الهدم..
مخطط أمريكا الجنوبية التي تتحول الأحزاب فيها إلى غطاء للعصابات
ومخطط التدرج فى الجريمة…
ومرحلة جعل القضاء والدولة في عراك (حيث تظل العصابات تكرر وترجع الدولة في جرجرة قضايا لا تنتهي).
ومرحلة السودان الشعبي (مرحلة لا يعرف فيها المواطن المصاب إلى من يشكو.. بعد أن فقدت الحكومة صفة الحكومة).
المراحل هذه هي الآن التي تجعل عشرة.. عشرين.. خمسين.. مائة جهة كل منها يجعل المواطن الآن في (… يز) وزة.
.. ثم لا يعرف عند من يشكو بلاءه.