Site icon شوتايم نيوز

تحول المواقف.. (الحرية والتغيير) والحوار مع (العسكر).. ماذا دار داخل الغرف المغلقة؟

164147360418222700

على نحو مفاجئ، شهد موقف ائتلاف الحرية والتغيير المتمسك برفض الانخراط في اي عملية سياسية مع ما يصفه بالسلطات الانقلابية لحل الازمة السياسية، تغيراً، حيث رضخ الائتلاف للجلوس والحوار مع وفد الالية الثلاثية الاسبوع الماضي، بل وطالب بالانتقال الى مربع جديد يضم الجيش والقوى المدنية والسياسية للوصول الى شراكة حقيقية، الامر الذي يطرح حزمة تساؤلات حول ذلك التغيير المفاجئ لموقف الائتلاف، هل ثمة تسوية سياسية تمت داخل الغرف المغلقة ام هناك مربع جديد لحل الازمة..؟
دراسة الدعوة
يأتى ذلك في وقت ذكرت لجان المقاومة في الخرطوم انها تدرس دعوة وصلتها من الآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية لاجتماع مزمع عقده امس.
والسبت” شدد القيادي البارز بائتلاف الحرية والتغيير، وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر، بضرورة التفاوض والحديث بين المكون العسكري والمدني، لجهة ان ذلك امر سياسي وليس قصة حب، وزاد” القصة ما علاقة حب الناس انفصلوا وخلاص وما بتكلموا تاني مع بعض، لازم الناس يتحدثوا مع بعض”.
متطلبات السياسة
وطالب عمر، كل من لديه الية دون التفاوض المباشر او غير المباشر بين العسكر والمدنيين ان يدفع بها، لا سيما في عملية الاصلاح الامني والعسكري ودمج الدعم السريع في القوات المسلحة.
ومضى متسائلاً: ” السبب شنو انو المدنيين ما يتحدثوا مع العسكريين ويتفاوضوا في قضية الاصلاح الامني والعسكري بصورة مباشرة او غير مباشرة”.؟
ودلل القيادي البارز بائتلاف الحرية والتغيير، بان روسيا غزت اوكرانيا وشردت اكثر من 5 ملايين شخص الى جانب احتلالها مدناً كاملة وقتل الالاف، وان رئيسها يتحدث بانه مستعد لملاقاة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في اي مكان للتفاوض معه، واردف:”السياسة كدا ده”.
مربع جديد
كما مضى القيادي بذات الائتلاف ياسر عرمان، بانه يتوجب على الشعب والجيش والقوى السياسية والمدنية الانتقال الى مربع جديد، يجنب البلاد شرور ما جرى في ليبيا والعراق واليمن وسوريا .
وبحسب عرمان بان ذلك لن يأتي الا بتنفيذ شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة، لجهة ان استعادة الوضع القديم مدعاة للانقسام، وانه يتطلب وضعه خلف الظهر والوصول الى شراكة حقيقية قوامها اجندة ثورة ديسمبر.
واكد بان القوات النظامية ليست جناحاً عسكرياً للفول، بقدر ما هي “وتد” من اوتاد بناء وطن جديد .
وقبل ايام من المحادثات بين المجلس المركزي للحرية والتغيير والالية الثلاثية، أكد القيادي بائتلاف الحرية والتغيير شهاب الدين الطيب رفضهم الانخراط في أي عملية سياسية مع السلطات الانقلابية حال لم تنفذ شروط تهيئة المناخ للحوار.
مواجهة التحديات
ووضع المجلس المركزي للحرية والتغيير، ثلاثة شروط لتهيئة المناخ تشمل، إلغاء حالة الطوارئ في البلاد وإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف العنف ضد المتظاهرين المدنيين، مشدداً على أن أي عملية سياسية يجب أن تفضي إلى إنهاء انقلاب 25 أكتوبر المنصرم.
ولفت الطيب وفقاً لـ(القدس العربي)، إلى أن المجلس المركزي للحرية والتغيير بصدد إعداد رؤية لعملية سياسية لإنهاء الانقلاب، غير التي عرضتها الآلية الثلاثية، وقام بتكوين لجنة للعمل عليها، ينتظر أن تكمل أعمالها خلال 3 أيام.
وأكد أن الحل السلمي، رهين بتهيئة الأجواء عبر خطوات عملية ملموسة، بينما لا زالت البلاد تحت نير حالة الطوارئ، والمعتقلات مكتظة بأعضاء لجان المقاومة والناشطين السياسيين.
وطالب قوى الثورة وقطاعات المجتمع الحية بتحمل مسؤوليتهم تجاه وضع “اللادولة” الحالي والذي أدى لتفاقم الضائقة المعيشية والانفلات الأمني المريع، والسعي لمواجهة تلك التحديات.
الجلوس للحوار
بينما وضع المجلس المركزي للحرية والتغيير شروطاً للعملية السياسية، أكدت لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين تمسكهم برفض الحوار مع قادة الانقلاب، واستمرار التصعيد الشعبي الرافض للانقلاب.
والخميس، التأمت بالخرطوم محادثات غير مباشرة بين الالية الثلاثية والمجلس المركزي لائتلاف الحرية والتغيير في اطار المشاورات لحل الازمة السياسية في البلاد.
وفي وقت سابق، اعلنت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم تلقيها الدعوة من “يونيتامس” لاجراء محادثات معها.
وقال المتحدث باسم لجان المقاومة فضيل عمر، انه ستتم دراسة الدعوة والاعلان عن موقف اللجان عبر صفحاتنا الرسمية، علماً بأن موقفنا واضح ومعلن بأن لا تفاوض أو شراكة أو شرعية .
تسوية سياسية
الاكاديمي والمحلل السياسي د. بدرالدين رحمة، عدّ تراجع موقف ائتلاف الحرية والتغيير بشأن الجلوس للحوار لحل الازمة بانه تسوية سياسية تمت مع المكون العسكري وبعلم من الالية الثلاثية.
وسخر بدرالدين في حديثه لـ(الانتباهة)، من مطالبات ائتلاف الحرية والتغيير بابعاد المكون العسكري من العملية السياسية، واكد ان العسكر جزء اصيل في اطراف الحوار الذي تقوده الالية الثلاثية لحل الازمة السودانية.
خطورة الموقف
ومضى قائلاً: “الجيوش في بلدان العالم الثالث لديها دور اساسي في الديمقراطية، والبلاد اذا اراد لها الاستقرار لا بد ان يكون الجيش حاضراً في كل عملية يتم اتخاذها”.
ولفت الى ان ائتلاف الحرية والتغيير استدرك حالياً خطورة الموقف عقب ان وجدوا أنفسهم خارج المشهد السياسي، واردف “لذلك لا خيار امامهم غير التفاوض مع المكون العسكري”.
وذكر انه حال رجوع الحرية والتغيير بالتمسك باللاءات الثلاث (لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة) سيتم تجاوزهم، لجهة فشل كروت الضغط التي كان يستخدمها المجلس المركزي للائتلاف.
رسائل مبطنة

الانتباهة
ووفق المحلل السياسي يوسف حمدالنيل، انه يجب على ائتلاف الحرية والتغيير التحول مع التطورات التي حدثت في الساحة السياسية عقب اجراءات 25 اكتوبر الماضي، وان لا “تتمرتس” في مواقف غير مجدية في حل الازمة السودانية، لا سيما رفض المبادرات المحلية والاممية.
واعتبر حمدالنيل في حديثه لـ(الانتباهة)، ان ذلك الائتلاف يمارس الان مناورات سياسية لضمان وجوده في الحوار الاممي رغم خشيته الشارع، – حسب حديثه-.
وذكر ان تراجع الموقف لابتعاث رسائل مبطنة للمجتمع الدولي والمكون العسكري، بان الائتلاف ما زال مسيطراً على الشارع وانه لا يمكن تجاوز الحرية والتغيير في اي عملية سياسية، باعتبار انهم طرف اصيل في الفترة الانتقالية.

Exit mobile version