بيت الشورة
عمر الكردفاني
افطارات السيادي كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
قال الشاعر:
مما يزهدني في أرض اندلس
اسماءمعتمد فيها ومعتضد
اسماء مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
إن الخطوة التي خطاها الجنرال البرهان في الظلام والتي اسلفت في هذه المساحة من قبل أنها انقلاب كامل الأركان وحتى أن الرجل كون مجلس ثورة من أصدقائه وماسحي جوخه من العسكريين الذين اعادهم إلى الخدمة وبعضا ممن لم يكونوا يحلمون بالوصول إلى رتبة عقيد فقام بترقيتهم إلى رتبة فريق وفريق اول وهم لا يستطيعون قيادة فصيلة ناهيك عن قيادة هذا البلد المنكوب،كما أضاف إليهم بعضا من أصحاب الحلاقيم من المدنيين بل أن البعض لا حلاقيم لهم ،نعم لقد كون مجلس ثورته القعيدة من هؤلاء ثم وبكل قوة عين جمعهم كلهم في مجلس السيادة الحالي الذي يدير البلاد كمجلس وزراء ،ولكن كل هؤلاء النخبة لا يقدمون للمواطن المسكين اي خدمة بل عمدوا إلى صحف الغفلة ومواقع (الشحدة) الإلكترونية بل والعجب أن هنالك بعضا من عجائز الصحافة ممن صاروا يسبحون بحمد البرهان وحميدتي ورهطهم دون الالتفات الى تاريخهم في بلاط صاحبة الجلالة.
إن ما دفعني إلى كتابة هذا العمود ما قام به نخبة مجلس السيادة من عسكريين ومدنيين بتنظيم افطارات رمضانية لمحسوبيهم وماسحي احذيتهم وبعضا من أقلام السوء وسواقط صحف الإنقاذ، وهم لا يدرون ان هنالك المئات من الآلاف من الأسر السودانية افطارهم في رمضان الاسودان….الماء والتمر ولربما افطروا باسود واحد وهو الماء الذي لا يجده سكان مدينة الصفوة من الصحافيين القابضين على جمر القضية ،والله ان هذا البلد لمنكوب،منكوب لان صفوته ونخبه من الحكام وأصحاب الأموال كلهم نخب سوء واغنياء غفلة ليس لهم ذرة من الإنسانية ولا حتى الحياء ليقدموا للمواطن المسكين بعضا مما سرقوه من عرق جبينه.
انا لا اؤمن بأي اتجاه سياسي الآن بالسودان لان معظم الساسة المحترمين اما هاجروا أو انزووا أو اختارهم الله إلى جواره ليبتلينا بالبعض ممن لا يخافه ولا يرحمنا، إن الثورة التي قام بها نفر من الشباب منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ما زالت في طور التكوين ،فأنت ترى هنا وهناك بعضا من الشعث الغبر وهم يهتفون ملء حلوقهم أن حي إلى ثورتكم يرحمكم الله ،هؤلاء اذا جمعوا صفهم من جديد فلن يبقي زحفهم ولن يذر
ثم ماذا بعد؟
إن ما دفعني إلى كتابة هذا العمود أن يتمتع نفر من ابناء السودان بخيراته بل ويتفضلون بها على بعض تابعيهم دون أن يفكروا كيف يعيش بقية أبناء السودان ،إن مقاطعة هذه الافطارات البذخية والتي أطلق عليها اسماء افطارات فلان وعلان واجب وطني وأخلاقي إذ لا يعقل أن يصوم المسلم ويفطر على دماء وعرق بني جلدته ،لان هذه الافطارات لو كانت لله لدعي إليها الفقراء والمساكين ولكنها افطارات يريد بها اصحابها الادعاء بأنهم من أصحاب الفضل على الناس ولكن أولئك مضى عهدهم ولن يعود