Site icon شوتايم نيوز

قمة النقب..السودان الغائب الحاضر بالحلف الشرق اوسطي

السودان

أجمع وزراء خارجية الإمارات ومصر والمغرب والبحرين والولايات المتحدة وإسرائيل، في ختام قمة النقب على نبذ الإرهاب، وتعزيز السلام امس (الاثنين) ،وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في مؤتمر صحفي مشترك بين الوزراء الستة، إن اللقاء في النقب لن يكون الأخير، داعيا الجميع إلى المشاركة بمن فيهم الفلسطينيون، وأضاف لابيد: لقد قررنا تحويل قمة النقب إلى منتدى دائم، بالتعاون مع أقرب أصدقائنا -الولايات المتحدة- نفتح اليوم الباب أمام جميع شعوب المنطقة بما في ذلك الفلسطينين،ووصف الوزير الإسرائيلي الاجتماع بأنه صنع التاريخ، مشيرا إلى بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي،أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي كان ثاني المتحدثين، فقد أشار إلى أن مثل هكذا لقاء كان مستحيلا قبل عدة سنوات، مضيفا: نرى نمو العلاقات بين دول الإمارات والبحرين والمغرب مع إسرائيل،ونوه الوزير الأمريكي في هذا السياق إلى أن اتفاقيات إبراهيم تجعل حياة السكان أكثر استقرارا وازدهارا ونحن ندعم العملية التي تغير المنطقة.

بدوره أدان وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني ، في مستهل حديثه بالمؤتمر الصحفي، الاعتداء الإرهابي، الذي وقع مساء الأحد ، في الخضيرة بإسرائيل، مدينا الإرهاب بكل أشكاله،و أشار الزياني إلى أن الحوثيين يواصلون هجماتهم على المنشآت المدنية، فيما يواصل حزب الله هجماته الإرهابية أيضا، مذكرا بتهديد البرنامج النووي الإيراني.

بينما بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري حديثه في المؤتمر الصحفي بالتأكيد على أهمية العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من أجل تطبيق حل الدولتين لقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،وفي هذا السياق أشار إلى أن مصر تحاول التنسيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل الدولتين،والمتحدث الرابع كان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الذي أكد أيضا على إدانة الهجمات الإرهابية التي حدثت في الخضيرة يوم أمس، مؤكدا أن مشاركتنا في قمة النقب أفضل رد على الهجمات الإرهابية،من جانبه وصف وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في بداية كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك، قمة النقب، قائلا: نشهد لحظات تاريخية باجتماعنا في إسرائيل، مؤكدا أن الأخيرة جزء من المنطقة منذ فترة طويلة، وحان الوقت لبناء علاقات قوية معها،ونوه الشيخ عبدالله بن زايد آلن نهيان إلى أن دولة الإمارات تسعى لخلق مستقبل مختلف لأبناء وأحفاد شعوبنا،وذكر وزير الخارجية الإمارات بدور مصر، قائلا إنها أظهرت لنا دورا قياديا في إقامة علاقات السلام مع إسرائيل، وثمة فرص كبيرة تنتج عن التعاون مع إسرائيل، وسننتصر ولا شك في ذلك.

الغائب الحاضر

وتاتي قمة النقب بالإضافة إلى الظروف المحيطة بالمنطقة من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أو إمكانية موافقة واشنطن على توقيع اتفاق نووي مع إيران، تاتي القمة امتدادا لمعاهدات السلام التاريخية واتفاق إبراهيم، بين إسرائيل ودول الإمارات والبحرين والمغرب، لكن القمة غاب عنها السودان رغم انه انضمامه للاتفاقيات في اكتوبر 2020م بواسطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب انذاك وتبع تلك الخطوة

انضمام السودان الى برتوكلات الاتفاقية الابراهيمية في الحفل الذي جرى بالسفارة الامريكية بالخرطوم في يناير 2021م بحضور وزير الخزانة الامريكي (استيفن منوشين) والتى كللت باتفاق وزير الدفاع السوداني الفريق ابراهيم يس و وزير الاستخبارات الاسرائيلي بالخرطوم في فبراير من العام نفسه ، زادت بعدها زيارات الوفود بين السودان واسرائيل ، لكن ظروف السودان جراء عدم الاتفاق الداخلي حالت دون تواصل وزراء حكومتي البلدين بشكل لاحقا ،لكن ظل رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان حتى الاسبوع الماضي يؤكد انه تمكن من كسر الحاجز لمصلحة السودان وان العلاقات في طور التشكّل ،معربًا عن أمله خلال حوار نشرته (الشرق الاوسط اللندنية) أن تتوصل الحكومة السودانية المقبلة إلى ذلك ،وأن الزيارات التي يجري تبادلها في هذه المرحلة لا تتعدى كونها زيارات لأغراض تبادل المعلومات الاستخباراتية ، ولا تحتاج إلى إعلان أو إخفاء ، معتبرا أن مصلحة السودان في الفترة التي رفعت فيها لاءاتها الثلاث في وجه إسرائيل، تختلف عن مصلحة السودان اليوم.

رغم غياب السودان عن قمة النقب لكن تظل التهديدات الحوثية للسودان ماثلة بعد سلسلة من التصريحات التى توعد فيها الحوثيين السودان ، وكانت الخرطوم أدان بشكل متكرر استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية الى كل من دولتي الامارات والمملكة العربية السعودية.

قضايا المنطقة العالقة

قمة النقب التى جاءت ،بحضور وزراء خارجية 4 دول عربية، هي دولة الإمارات ، والبحرين، ومصر والمغرب، بالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، تعد اهم لقاء دبلوماسي رفيع وهام، كما إنها تُعد مؤشراً هاماً على المرحلة الجديدة التي تشهدها المنطقة،والتقارب بين دولها، في مواجهة التهديدات والتحديات المشتركة،ويقول الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن هدفها توضيح موقف امريكا بعد اقتراب الغرب من الوصول لاتفاق نووي مع إيران،بجانب بحث وعود إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن بشان قطار التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، رغم أنه تم بشكل واسع في عهد ترامب، لكنه شهد بعض التباطؤ مؤخراً، ولم يحدث تطور آخر في إدارة بايدن، بعد ما يقارب من عام ونصف من توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الوزير بلينكن يريد أن يطمئن إسرائيل بأن أمريكا ملتزمة بدعم هذا المسار، وهو تطبيع العلاقات انطلاقاً من توطيد الأوضاع وهندسة التحالفات الأمنية في المنطقة بما يواجه التدخلات الإيرانية في المنطقة.

ولفت د.احمد، أن الدول الخليجية كانت تنتظر أن يكون هناك تعهدات من قبل إدارة بايدن، لتعزيز ودعم أمن دول الخليج، وأن تبادر إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة التهديدات التي تهدد أمن المنطقة، ومنها تهديدات الحوثي الإرهابية التي استهدفت مؤخراً منشآت أرامكو في جدة، خاصة وأن تراجع الإدارة الأمريكية عن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أدى إلى نتائج عكسية، في دفع الحوثي للمضي قدماً في مزيد من العمليات الإرهابية لمهاجمة السعودية والإمارات، لذا يحاول بايدن من خلال عدة طرق، منها جولة بلينكن، إعادة ترميم هذه التباعدات في العلاقة بين أمريكا، ودول المنطقة، خاصة الدول الخليجية، وهذا لن يتحقق فقط بمجرد الأقوال والطمأنة، وإنما يحتاج إلى أفعال حقيقية من جانب إدارة بايدن، لتعزيز الأمن الإقليمي وأمن منطقة الخليج.

اما المحلل السياسي السعودي، عبدالله العساف، فلقد قال إنه لأول مرة يجتمع 4 وزراء عرب في إسرائيل في منطقة معينة لها دلالتها لدى الإسرائيليين، وهي المنطقة التي دفن فيها ديفيد بن غوريون، ولها دلالتها البعيدة، حيث التقي بلينكن بالمسئولين الإسرائيليين، ويطمئنهم عن أمنهم، ومن حيث إضافة بنود تحميهم، وتحمي أمن إسرائيل، في الاتفاق النووي الإيراني، ومن أجل أن يضمن ألا تتخذ إسرائيل قرارات أحادية من جانبها دون الرجوع لـ”واشنطن” في التعامل مع الملف النووي الإيراني، أو مع التعامل مع المفاعلات النووية الإيرانية بالأصح.
الانتباهة
بدوره قال قال أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، أن جزء من جولة وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط، مرتبطة بقرب انعقاد وإبرام الاتفاق النووي، وجزء منه مرتبط بالبحث عن مصادر بديلة لموضوع الغاز في الجزائر والمغرب، وجزء منها مرتبط بالترتيبات الأمنية والاستراتيجية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإقرارها في الشرق الأوسط في هذا التوقيت. وتابع قائلاً: “جولة بلينكن لا تحمل ضمانات أمريكية لعدد من الدول، حيث هناك مخاوف حقيقية من أن يمتد تأثير الاتفاق النووي الإيراني بصورة أو بأُخرى على أمن منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً دول الخليج العربي، وبالتالي تأتي هذه الزيارة لبث رسائل تطمينات، وضمانات للجانب العربي في هذا الإطار، ولفت فهمي لتشككه في أن يلقى هذا قبولاً من إسرائيل أو دول الخليج العربي، في ظل التخوف بطبيعة الحال من الموقف الأمريكي، لأنه سيكون منحازاً بصورة أو بأخرى، مضيفاً أن حال التوصل لهذا الاتفاق، فسنكون بصدد إشكاليات كبرى في المنطقة، تريد الإدارة الأمريكية التيقن منها، وجزء منها مرتبط بالتحولات الجديدة في الإقليم وتداعياتها الدولية، فنحن أمام مرحلة انتقالية سيكون لها تداعيات كبيرة ومؤثرة”.

Exit mobile version