Site icon شوتايم نيوز

قال إنه لن يسلّم البلاد لأحزاب تصرف مرتباتها من السفارات حميدتي.. إشعال الموقف

image search 1588425084905

في وقت ينتظر فيه الجميع أن تؤتي المبادرة الأممية الإفريقية أكلها، بشأن العملية السياسية في السودان وغيرها من التسويات، خرج نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أمس الأول من ولاية البحر الأحمر، ليكيل الاتهامات نحو القوى السياسية والأحزاب، ما عده مراقبون مؤشراً سالباً في سير عملية التوافق السياسي بين المدنيين والعسكر من جهة وبين المدنيين انفسهم من جهة أخرى، مما يجعل الباب مفتوحاً على جميع الاحتمالات. وفيما يذهب خبراء تحدثوا لـ (الانتباهة) إلى أن عملية التصعيد في الوقت الحالي لن تزيد الوضع الا تعقيداً، تترى بدورها الاستفهامات حول توقيتات التصريحات والغرض منها، وهل تعمق الازمة وتعمل على وأد المبادرات؟

اتساع الهوة

حالة من الهوة وانسداد الافق بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري ظلت تتسع على مداها يوماً بعد الآخر، الامر الذي جعل انقلاب (٢٥) أكتوبر أمراً واقعاً فُضت به الشراكة وعادت الأحزاب الحاكمة إلى مربعها النضالي الأول، ولكنها هذه المرة تناضل من أجل استعادة الحكم الديمقراطي وابعاد العسكر عن السلطة، ولعل اكثر ما ساعد في تعميق الخلاف بين الشركاء، بجانب فقدان الثقة، لغة الخطاب (البغيض) التي ظل يستخدمها الكلُ ضد الآخر، واحداث انقلاب البكرواي الفاشلة، ليست ببعيد حين بدأ سيل الاتهامات الذي ظل مستمراً حتى وقوع الانقلاب والى الآن، لكن لكل وقت حساباته ولكل زمان هدنته، فوقائع الأحوال عقب تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية بالبلاد، اثبتت ضرورة استمرار الشراكة وضرورة البحث عن وسائل تهدئة تقود إلى تسوية، بحسب متابعين، وليس صب الزيت على النار، وتصريحات حميدتي بعدم تسليمهم البلاد للاحزاب التي تصرف رواتبها من السفارات، اتهام استنكرته كثير من القوى السياسية وعدته محاولة لوأد المبادرات والابقاء على الوضع كما هو عليه، فيما ذهب البعض الآخر إلى اتهام (دقلو) بمحاولات لدفع البلاد إلى الهاوية لقيادتها لاحقاً على اعتباره المنقذ. ووفق المحلل السياسي بروفيسور حسن الساعوري لـ (الانتباهة) فإن جميع الأطراف ليست حريصة على التسوية والعبور بالبلاد إلى بر الأمان.

وسائل تهدئة

ويزداد ثقل المهمة، وفق متابعين، أمام أصحاب المبادرات كل على حدة، سيما المبادرة الأممية الافريقية، في ظل تعقيدات المشهد، خاصة انها تدعو إلى الحوار والجلوس حول طاولة واحدة، في وقت ظلت تشدد فيه قوى التغيير على ضرورة ابعاد العسكريين من المشهد والعودة إلى ثكناتهم، وبدوره طالب عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير طارق عبد القادر حميدتي بتقديم ادلته التي تثبت تلقي أحزاب رواتب من السفارات، بدلاً من إطلاق الحديث على عواهنه. واعتبر خلال حديثه لـ (الانتباهة) أن حميدتي سعى للزج بالاحزاب واتهامها خلال فعالية لا تمت لهم بصلة، وقال إن الأحزاب تمارس الديمقراطية بشكل كبير، وأنهم داخل المجلس المركزي للحرية والتغيير ظلوا على مدار ثلاث سنوات يمارسون الديمقراطية بنسبة ١٠٠٪، واكد في ذات الوقت ان احد اسباب البطء في اتخاذ القرارات من قبل المجلس الالتزام بالديمقراطية، وتابع قائلاً: (الآن هناك كثير من التسويات تمضي).

واتهم حميدتي خلال افتتاحه أكاديمية السودان البحرية، مساء أمس الأول، الأحزاب بممارسة الكذب وخداع الشباب من خلال ادعائهم ممارسة الديمقراطية، وقال انهم لن يسلموا البلاد لاحزاب تصرف رواتبها من السفارات.

ويرى كثيرون أن تصريحات حميدتي كان ينبغي ألا تصب فيما ذهب اليه، لاعتبارات كثيرة في أولها أن تسليم قيادة البلاد سيكون لحكومة منتخبة يختارها الشعب وليس المكون العسكري، في وقت يرى فيه البعض الآخر رغبة الرجل في حكم البلاد، وذلك من خلال ما تفوه به وعدم السماح بقيام انتخابات من خلال تفاقم الأوضاع، وتكلس المواقف عبر التصريحات المستفزة.

إفشاء الأسرار

واعتاد حميدتي خلال جميع مخاطباته السياسية والاجتماعية او حتى مخاطباته لقواته وايضاً خلال مقابلاته التلفزيونية، أن يكيل الاتهامات للأحزاب السياسية سيما قوى الحرية والتغيير، منتقداً نهجها في إدارة الفترة الانتقالية، دون التواني عن إفشاء الأسرار وما كان يدور خلف كواليس الاجتماعات، وهو بحسب كثيرين رد فعل ومحاولة تشفٍ لاتهام هذه الأحزاب له بفض الاعتصام وقتل المتظاهرين.

وفي سياق ذلك استنكر المحلل السياسي بروفيسور حسن الساعوري تصريحات النائب الأول، مؤكداً أنه كان يتوجب عليه دعوة الشعب السوداني إلى عدم التصويت لاحزاب تتعامل مع سفارات، بدلاً من قوله لن نسلمها لاحزاب تتعامل مع سفارات، وقال في حديثه لـ (الانتباهة) إن الاوضاع الآن تمضي إلى استقرار وليس الى إشعال، وان تصريحات حميدتي تحمل استفزازاً لبعض الأحزاب وفي الغالب هي أحزاب تابعة للحرية والتغيير، غير أنه عاد وأكد أنها اي ــ التصريحات ــ لن تساعد في إشعال الموقف لأن أحزاب السفارات تتعامل دون أدنى خجل ولن يؤثر ذلك فيها.

حالة تخبط

ومن جانبه استبعد المحلل السياسي د. صلاح الدومة أن تكون تصريحات حميدتي أمس الأول بغرض وأد التسويات وتأزيم الموقف، مؤكداً في حديثه لـ (الانتباهة) عدم قدرته على التخطيط، وارجع التصريحات إلى كونها حالة تخبط، على حد تعبيره.

ويرى الدومة أن حميدتي بدأ يفقد الدعم الخليجي بعد أن تأكد من كراهية الشعب السوداني له، الأمر الذي ادخله في حالة فقدان التوازن التي جعلته يصرح باي شيء، وقال: (ما يفعله حميدتي الآن هو ذات النهج الذي سار عليه نظام الإنقاذ سابقاً، وهو محاولة كسب الوقت والمراهنة عليه، لكنه في النهاية سوف يسقط).
الانتباهة
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بريتس قد قال ان ليس لديهم وقت كثير لانتظار الحل، لأن التدهور الاقتصادي في السودان صار صعباً، واكد في مؤتمر صحفي للآلية المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الإفريقي خلال الأسبوعين الماضيين، أن ليس بمقدورهم معالجة كل المشكلات والقضايا السودانية العالقة التي حدثت قبل (25) أكتوبر، لكن تركيزهم في هذه الفترة سيكون على المواضيع التي من شأنها أن تساعد في حل الأزمة الذي لا بد أن يكون عبر حوار سوداني وصياغة الدستور وحل مسألة توزيع الموارد.

Exit mobile version