Site icon شوتايم نيوز

يغادر غدا إلى السعودية جولات البرهان .. خفايا الملفات وتنوع الأجندات

عبد الفتاح البرهان

يغادر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يومي الأربعاء والخميس المقبلين إلى المملكة العربية السعودية ومن ثم إلى يوغندا، في زيارة رسمية تمتد ليوم واحد، يلتقي خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشة القضايا الثنائية وأمن البحر الأحمر، ثم يعقد الخميس قمة رئاسية ثلاثية بالعاصمة اليوغندية لمناقشة القضايا العالقة وحل الأزمة بين الرئيس سلفاكير ميارديت و نائبه رياك مشار، وفيما تأتي الزيارات في إطار أجندة معلنة، يرى مراقبون أن ثمة خبايا أخرى تقف وراءها، تأتي في ظل التهاتف الأمريكي الروسي على السودان، سيما عقب تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو ترحيبه بإنشاء قاعدة عسكرية روسية بالبحر الأحمر..

المقابل

ظل الحديث عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية بالسودان يمثل هاجسا للولايات المتحدة الأمريكية، التي مارست ضغوطا وفق متابعين لعدم قيام القاعدة، رغم مصادقة الرئيس الروسي فلادمير بوتين على الاتفاقية في ١٦ من نوفمبر ٢٠٢٠ على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قادرة على استيعاب سفن تعمل بالطاقة النووية، قبل أن يعلن مسؤولون بالحكومة تجميد الاتفافية لحين قيام المجلس التشريعي، وتنص الاتفاقية بين روسيا والسودان على إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف “تعزيز السلام والأمن في المنطقة” دون ان تستهدف أطرافاً أخرى، على أن يحصل السودان مقابل ذلك على أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا، كما نصت الاتفاقية على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية، واستيعاب 300 عسكري ومدني، ويمكن لهذه القاعدة استقبال أربع سفن حربية في وقت واحد، وتُستخدم في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين لأفراد أطقم السفن الروسية.

جولات مختلفة

توقيتات جولة البرهان تضع الكثير من علامات الاستفهام، سيما عقب زيارته الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي يرى متابعون انها بإيعاز أمريكا لحلفائها الإقليميين في اثناء السودان عن إنشاء القاعدة الروسية، وعلى الرغم من ما رشح من معلومات عن مبادرة إماراتية سعودية مصرية لحل الأزمة بالبلاد وعقد ترتيبات محددة لإعادة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك، الا أن الأمر وفق كثيرين كان بمثابة تعتيم على السبب الرئيسي للزيارة وهو مخاوف إنشاء القاعدة وكذا بالونة اختبار لقياس مقبولية حمدوك لدى الشارع السوداني قبل أن تسارع أسرته وتنفي العودة، في مقابل ذلك نفى المجلس المركزي للحرية والتغيير، علمه بوجود مبادرة إماراتية لحلّ الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، وبحسب الناطق الرسمي للمجلس سلمى جعفر، فإنه لا توجد مبادرة إماراتية، وفي حال طرحت فمن باب أولى أن يكون المجلس المركزي للحرية والتغيير وتجمع المهنيين جزءا منها باعتبار أن هذه المكونات تمثل الشعب والقوى الثورية، كل هذا يأتي في اتجاه أن زيارة البرهان الى الإمارات أتت في إطار آخر مختلف.

شغل الرأي العام

ويرى خبراء في الشأن السياسي، تحدثوا لـ “الإنتباهة” أن الزيارة لم تكن من أجل إعادة حمدوك ولكنها بغية بحث المخاوف العربية والافريقية من إنشاء قاعدة روسية في السودان وماسينتج عنها من أضرار على المنطقة جراء تمدد موسكو بافريقيا، واعتبروا ان الحديث حول عودة حمدوك مجرد قضية الغرض من إشاعتها شغل الرأي العام عن الملف الأساسي. مصر أيضا ليست ببعيدة عن الهواجس الإماراتية السعودية كدول محور إقليمي، فقد استبق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي البرهان الى الإمارات، ما يؤكد مخاوفه.

مخاوف مصرية

وبالفعل نقلت وكالات أنباء عن مصادرها حالة من الاستياء والغضب داخل دوائر صناعة القرار المصرية المعنية بالملف السوداني، بسبب ما اعتبرته تضليلاً مارسه نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو، خلال زيارته الخاطفة للقاهرة نهاية الأسبوع الماضي، ولقائه رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وبحسب المصادر، فإن المسؤولين في مصر فوجئوا بحديث حميدتي عقب وصوله إلى الخرطوم قادماً من موسكو، وإعلانه الترحيب بإقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضي بلاده، وهو الأمر الذي كانت القاهرة قد أبدت اعتراضاً عليه في وقت سابق للمسؤولين في السودان، كونه يمثل تهديداً لأمن البحر الأحمر، وأوضحت أن حميدتي لم يتطرق خلال زيارته السريعة للقاهرة إلى هذا الملف، رغم أن هناك مستجدات طرأت عليه خلال زيارته إلى موسكو، وتوصله لاتفاق مع الجانب الروسي، بإحياء المشروع الذي كانت موسكو توصلت إليه في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.

رفض مسبق

ومعلوم ان مصر ترفض وجود قواعد أجنبية قرب حدودها، وتعارض هذا الأمر، رافضة إقامة أية قواعد أجنبية بالقرب من حدودها أو مناطق نفوذها ومصالحها، ويعتبر هذا الملف من ملفات الخلاف بين مصر والإمارات، بعد لعب الأخيرة دوراً وسيطاً لدى السودان للتمهيد لتلك الخطوة، وأشارت إلى الأدوار التي لعبتها القاهرة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لمنع إقامة قاعدة تركية في السودان، سعت أنقرة لإقامتها عبر اتفاق مع البشير.

الواقع الراهن

ويقول المحلل السياسي د. راشد المبارك ان التنافس الأمريكي الروسي أصبح الواقع الراهن، وازدادت مساحة التنافس ، حيث سعت واشنطن لمحاصرة روسيا في نطاقها الحيوي ، وأكد المبارك في حديثه لـ (الإنتباهة) ان روسيا في حالة تحد جديد لواشنطن في الشرق الأوسط وافريقيا، وأوضح ان زيارات البرهان المتتالية لعدد من الدول يرجح حالة الهلع التي تعيشه من إمكانية إنشاء القاعدة الروسية، لذلك فانها سارعت بلقاء البرهان لمناقشة هذا الأمر بل انها قد تحاول إثناءه عن الموافقة باعتباره الرجل الأول بالبلاد، كما أنها قد تدعم خط الولايات المتحدة الأمريكية لجهة المصالح المشتركة التي تربطها بها.
الانتباهة
مبادرة متكاملة

إلا ان المحلل السياسي الفاضل إبراهيم يرى بان الزيارات الهدف منها إيجاد حل للأزمة السودانية الراهنة، وقال في حديثه لـ (الإنتباهة) ربما تكون تقود تلك الدولة مبادرة واحدة متكاملة لوضع حد لما يحدث في السودان، واعتبر أن عودة حمدوك أمر متوقع ولكن في ظل تخوفات من رفض الفكرة بات النفي أمرا مهما في الوقت الحالي، وأشار الى أن تخوفات الدول من فرض سيطرة روسيا في المنطقة أمر مستبعد لجهة أن السودان مصالحه الأكبر مع واشنطن.

Exit mobile version