Site icon شوتايم نيوز

محمد عبد الماجد : جيب ولي أمرك!

image search 1596741031036

(1)

 أقسى ما يمكن ان يصل له (الطالب) او (التلميذ) الفاشل في العقاب والمحاسبة هو ان يصدر مدير المدرسة قراراً بإحضار (ولي امر) الطالب لقابلة المدير او من ينوب عنه. هذا القرار عادة يصدر من (مدير المدرسة) شخصياً وبعد ان تكون المدرسة كلها اضحت في حالة من اليأس من ذلك الطالب الذي لم تجد معه كل الوسائل التأديبية في اعادته للمسار الصحيح؟

 في الغالب فان هذا الطالب تمت معاقبته مراراً وتكراراً من دون فائدة وتم (نبش) حاله في طابور الصباح ،ايضاً من دون فائدة. لذلك قررت ادارة المدرسة ان تجتمع بالطالب وولي امره ليتم وضع (ولي الامر) في الصورة.

 بعد استدعاء (ولي امر) الطالب يمكن ان تكون الخطوة القادمة هي فصل الطالب من المدرسة.

 هذا الامر يبدو قريباً من ان ينتهى اليه القادة والمسؤولون بعد حالة (الهرولة) التي نشاهدهم فيها في حالة الاستدعاء والحضور الفوري الصادر من قادة دول الخليج وبعض الدول الاوروبية والعربية في القارة الافريقية.

 لا يكاد يمر اسبوع من دون حالة استدعاء لرئيس مجلس السيادة او نائبه، كأنهما في سباق خارجي.

 قد يقضي الامر في النهاية في ظل الفشل والضياع الذي يعيش فيه السودان الى استدعاء (ولي الامر) فقد وصل (الطالب) او (القائد) الى مرحلة ميئوس منها مثل الحالة التى تهتدي لها المدرسة بعد ان (تقنع) من خير من الطالب.

(2)

 ازمة السودان الحقيقية ليست في الاحزاب وليست في العسكر. ازمة السودان الحقيقية في دول المحور والمجتمع الدولي الذي يسيطر على الحكومة السودانية ويقودها كيفما يشاء.

 السودان اصبح (جزيرة معزولة) تدار من الخارج.

 المجتمع الدولي والمحاور الاقليمية هي التى تحدد متى يحدث (انقلاب عسكري) ومتى يتم التوافق ومتى يفض هذا التوافق؟

 هم الذين ابعدوا حمدوك وهم الذين يريدون ان يعيدوه.

 اين حمدوك من ذلك؟ وما هو موقفه من هذه اللعبة؟ وما هو دوره؟

 جربوا في السودان كل شيء وجعلوا من حكومته حكومة للتجارب.

 لا يستطيعون ان يفعلوا ذلك في دولهم وفي شعوبهم لذلك يفعلون ذلك في السودان وشعبه.

 لو ابتعد المجتمع الدولي بمحاوره عن السودان احسب ان السودانيين قادرون على ان يحلوا مشاكلهم وأزماتهم بأنفسهم.. قادرون على يصلوا الى حكومة (متفق عليها) وطريقة حكم (متفق عليها).

 السودانيون مجتمع (توافقي) و السلام الاجتماعي يغلب حتى على صراعاتنا السياسية.
الانتباهة
 قادرون على ان نغلّب مصالح الوطن على المطامع الشخصية لو ابعدنا المجتمع الدولي من السودان.

 انهم لا يقدمون لنا حلولاً – هم يقدمون مصالح دولهم، ولا يعنيهم السودان في شيء بقدر ما تعنيهم فيه (مصالحهم) و(مطامعهم) الخاصة.

 الولايات المتحدة الامريكية وروسيا تتصارعان حول السودان – هناك صراع حول السودان يجمع بين الانداد والخصوم والأعداء.

 الشرق والغرب والجنوب والشمال كلهم يتصارعون حول السودان.

 لقد حولوا السودان الى حلبة صراع.

(3)

 عودة حمدوك بهذا الشكل لن تكون غير (تحويل رصيد) لحكومة الجنرالين البرهان وحميدتي.

 حمدوك في وجود الجنرالين لن يضيف أي شيء – لقد فشل في ذلك وهو يمتلك حاضنة قوية كيف له ان ينجح والشارع الذي يدعمه اصبح بعيداً عنه.

 يريدون ان يحرقوا اخر مراكب عودة حمدوك للسلطة بصورة شرعية و (مدنية).. عودة دون ان يكون للايادي الملوثة بالدماء دور فيها.

(4)

 بغم /

 حمدوك اذا عاد بهذا الشكل لن يكون عنده فرق من التوم هجو.

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

Exit mobile version