Site icon شوتايم نيوز

عمرالكردفاني يكتب…بيت الشورة….ويل للمطففين

IMG 20220228 WA0004

 

 

 

 

 

 

عندما بدأ استاذنا الجليل قراءة هذه السورة كأول سورة بهذا الطول تمر بنا في المرحلة الابتدائية ،عندما قرأها استاذنا ورفع رأسه وجدنا في حالة من الذهول، ويل ،المطففين، اكتالوا،كالوهم،كانت افواهنا الصغيرة البريئة ما تزال فاغرة وهو يشرح معاني الكلمات ،ثم رويدا رويدا بدأنا في الفهم وقد ذهبت عقولنا الصغيرة توا إلى بائع الذرة المسكين الذي يجلس قبالة الطاحونة ليكيل لنا الذرة فندلف بها إلى الطاحونة، أنه اول من بدأنا اسقاطه على شرح السورة العظيمة.

ولم ندر وقتها اننا سنلتقي بالعشرات بل الآلاف بل دول كاملة تطفف وتخسر والكل ينسى اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين.

منذ ذلك اليوم من منتصف السبعينات من القرن الماضي وانا اظن ان الكون ليس فيه مطفف واحد ،نعم والله ما ظننت قط بعد :الا يظن أولئك أنهم مبعوثون  ليوم عظيم ،يوم يقوم الناس لرب العالمين ….لم اظن ان مسلما يمكن أن يطفف  إلى أن كدت أبلغ الستين من عمري فلاقيت الوانا من التطفيف ما انزل الله بها من سلطان  ،ليس التطفيف المجازي أو غير المرئي أو حتى تطفيف غير المسلم بل نقص الوزن عمدا (على عينك يا تاجر).

المجال ليس للوعظ أو ادعاء العلم ،بل انا في حيرة من أمري….أرادت زوجتي ان تستبدل خاتما صغيرا لا يساوي الآلاف العشرون تقريبا فذهبنا بكل براءة لذات التاجر الذي ابتعناه منه فوزنه وقرأ علينا الوزن ناقصا (حبة) فلما واجهته بالفاتورة التي أعطانا اياها ضحك في براءة وقال :والله بس يكون من الميزان ،منذ تلك اللحظة وانا مكتئب وقد ضاعت مني براءة خمسون عاما وانا اظن ان المطففين انقرضوا منذ صدر الإسلام.

حكومتنا الرشيدة التي تتصرف في اموالنا يمنة ويسرى وقد اشترت قبل أقل من ستة أشهر مئة سيارة لاندكروزر قيمة الواحدة خمسة وستون مليارا من الجنيهات ما زالت تتعنت في رفع سقف الرواتب للمساكين أصحاب الحق ،وهي تصرف صرف من لا يخشى الفقر على برامج ليست في الحسبان ويكنز منسوبيها الأموال الطائلة، بل هنالك حمى شراء للعقارات الفارهة من منسوبي الحكومة بصورة مخيفة فهنالك عضو بمجلس شهير  اشترى عقارين أحدهما في المهندسين والآخر في جبرة،إلا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ،يوم يقوم الناس لرب العالمين!

ثم ماذا بعد؟

لست واعظا ولا فقيها إنما احاول قدر الإمكان ان اوصل بمعاني القرآن العظيم بعض أفكاري لاني أرى الجميع يدعي التفقه ويتمشدق بالآيات الكريمة ومن ثم يسرق في وضح النهار دون أن يرف له جفن وانا الذي لا أفقه تمر بي بعض الآيات فاخشى على نفسي من الهلاك،إن ادعاء الفقه والفهم أسوأ من الجهل نفسه لان الجاهل ربما يتعلم يوما أو يذهب إلى الله بجهله دون أن يضر أحدا أو يستدرجه إلى الحرام الا ان الادعياء فاولئك الذين ينالون اثمهم واثم من عمل عملهم لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا

Exit mobile version