Site icon شوتايم نيوز

يواجه ضغوطاً للإدانة.. السودان والغزو الروسي لأوكرانيا.. (رمادية) الموقف

السودان

وضع السودان نفسه في موقف لا يحسد عليه، ففي الوقت الذي حددت فيه دول موقفها من الحرب الروسية على أوكرانيا وإدانتها بشكل علني، يتشارك الرجل الثاني بالدولة محمد حمدان دقلو مباحثات رسمية مع مسؤولين روس، الأمر الذي يجعل الموقف ضبابياً خاصةً بعد تصريحات منسوبة لحميدتي بتأييده روسيا، مما دفع سفراء غربيين لاستفسار الحكومة السودانية عن موقفها الرسمي تجاه الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وطالبوها بإدانة علنية لتلك الهجمات، بجانب توضيحات أخرى بشأن زيارة حميدتي إلى موسكو.

إدانة جماعية

ومما لا شك فيه أن وجود نائب رئيس مجلس السيادة في موسكو بالتزامن مع الحرب على أوكرانيا أثار تساؤلات وجدلاً كثيفاً، الأمر الذي جعل سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم يقومون بتسليم ورقة إدانة جماعية تعبر عن موقفهم تجاه الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، بجانب إدانة بيلاروسيا لوقوفها إلى جانب روسيا في هذا الهجوم، لوزير الخارجية المكلف علي الصادق أمس الأول، إلا أن السفير لم يحدد موقفاً حاسماً تجاه الحرب، وأكد أن السودان يدعو إلى وقف التصعيد من الجانبين واللجوء إلى الحوار وتفضيل الطرق الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، وأوضح علي الصادق أن زيارة حميدتي إلى موسكو كان مقرراً لها قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية، وتهدف لبحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين.

اختلاف

وفي تعليقه على مطالبة السفراء السودان بموقف حاسم تجاه الغزو الروسي، أوضح السفير علي يوسف أن السودان من الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة، وهو إحدى الدول المهمة في منظمات إقليمية ودولية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وبموجب المواثيق فإن هذه الدول من المفترض أن يكون موقفها هو رفض اعتداء أية دولة على دولة أخرى واجتياح قواتها الحدود بين البلدين وكل ما قامت به روسيا، وهذا هو الموقف الطبيعي. وأشار السفير في حديثه لـ (الإنتباهة) الى أن العلاقات الثنائية بين السودان وروسيا لا غبار عليها ولكنها لا تعفي السودان من أن يكون له موقف واضح برفض الاعتداء والوجود الروسي داخل الأراضي الأوكرانية، والشيء المتعارف عليه أن أية مشكلة تحدث بين الدول يمكن أن تحل بالوسائل السلمية التي أوضحها ميثاق الأمم المتحدة، وهي المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى القانون الدولي من خلال محكمة العدل الدولية لأنها الجهة المختصة بوسائل الحل السلمي للنزاعات بين الدول، لذلك ينبغي أن تحل المشكلات بهذه الوسائل وليس باستخدام القوة والحل العسكري، وهذا ما يجب أن تقف ضده جميع الدول، أما في ما يختص بطلب الإدانة العلنية فإن الإدانة شيء والرفض شيء آخر، لجهة أن الإدانة موقف سياسي ورفض الاحتلال موقف قانوني، ففي كل الأحوال لا يمكن أن يتعرض السودان لأية عقوبات على خلفية موقفه من الغزو الروسي، والمناقشات التي بدأت أمس في الأمم المتحدة على مستوى الجمعية العامة لمناقشة الغزو الروسي سوف تحدد فيها الدول موقفها، وبالتأكيد ستكون هناك دول معارضة لروسيا، كما ستقف دول في الحياد وهذا لا يعني تأييدها للحرب، وأضاف أنه لا توجد في القانون الدولي عقوبات تفرض على الدول التي لا تتخذ مواقف سياسية تدين الاعتداء على دولة أخرى.

خطوات تنظيم

ومن جانبه دعا السفير السابق الرشيد أبو شامة وزارة الخارجية إلى التريث وعدم الاستعجال في اتخاذ المواقف، وقال: (صحيح أن التصريح المنسوب إلى نائب رئيس مجلس السيادة قد (شوش) الموقف بالرغم من نفي وزارة الخارجية والسفارة السودانية بموسكو، إلا أن آخرين أكدوا العكس وصحة التصريح)، وأشار إلى أن الموقف السوداني يجب أن يكون بناءً على موقف الجامعة العربية والمنظمة الإفريقية، لأنه حتى الآن جميع الدول التي أدانت دول غربية وليست عربية، وأضاف السفير أبو شامة في حديثه لـ (الإنتباهة) قائلاً: (يجب أن يعمل السودان خطوات تنظيم، بمعنى أن يدرس الموقف جيداً قبل الرد على المطالبة بالإيجاب، وأن يستصحب توقف الإعانات والمنح من الجانب الأمريكي، وأن ينتظر إنهاء حميدتي لزيارته ليتعرف على رأيه ومخرجات الزيارة، بمعنى أن يغلب المصلحة)، ونوه السفير بأن حكومة حمدوك السابقة كانت سوف تدين الموقف باعتبار العلاقات التي كانت تربطها بأمريكا والفائدة التي جنتها برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والحصول على منح وإعانات توقفت حالياً، وقال: (لكن الآن الحكومة اختلفت ولم تعد هناك مساعدات، لذلك يجب التريث ودراسة الموقف جيداً).
الانتباهة
دعم

وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان روبرت فان دول، إن المسؤولين الغربيين أدانوا الغزو على أوكرانيا واستفزازات القوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي، وتابع قائلاً: (كما عبرنا عن اعتمادنا على دعم السودان لإدانة الهجوم العسكري الروسي ضد أوكرانيا في جميع المحافل ذات الصلة، والتعبير في هذه المنتديات عن دعم السودان المبادئ التأسيسية للقانون الدولي القائم على القواعد التي انتهكها الاتحاد الروسي).

Exit mobile version