Site icon شوتايم نيوز

مساعد رئيس حزب الأمة القومي صديق المهدي لـ(الإنتباهة) (2- 2) : حدوث إنقلاب عسكري جديد بالمنطق غير ممكن.. ولكن….. أي إنتخابات تقام في مثل هذه الأجواء لا قيمة لها

163681952575431200

*ماذا يدور داخل أروقة حزب الأمة؟ وما حقيقة التيارات داخله وهل تم هيكلة نجل المهدي عبد الرحمن المهدي بعد إعتذاره للشعب السوداني عن مشاركته لحكم الإنقاذ وما موقف حزب الأمة القومي من قيام الإنتخابات العامة وماهي الشروط التي يؤمن علها الحزب لقيامها وما حقيقة التقارب بين رئيس الحزب والمكون العسكري هذا ما سنعرفه خلال مقابلة التي أجرتها (الإنتباهة) مع مساعد رئيس حزب الأمة القومي والقيادي بالحرية والتغيير صديق الصادق المهدي. فإلى مضابط الجزء الثاني من الحوار :

*الإمام الصادق المهدي طيب الله ثراه كان يدعو ويرى أنه عند إنسداد الأفق السياسي في السودان عقب الثورة فلابد من الإعلان والدعوة لإنتخابات مبكرة هل ما زال الحزب مع هذا الأمر؟
=الرؤية التي طرحها الإمام عليه رحمة الله والرضوان كانت في ظروف ما قبل الإنقلاب العسكري في 25 أكتوبر في ظل الشرعية الدستورية التي كانت قائمة بأن يتفق طرفا الحكم العسكري والمدني على إنتخابات مبكرة تكون قبل الموعد المتفق عليه في الوثيقة الدستورية لإجراء الإنتخابات بالرغم من عدم إنجاز المهام المطلوبة لإكمال الفترة الإنتقالية وقيام الإنتخابات وبعد تقويض الإنقلاب للدستور وقيام حكم أحادي وما حدث من قتل وخطف للمتظاهرين وضحايا في جبل مون وجنوب كردفان وموجهات الشارع فهل هناك عاقل يعتقد أن هذه الظروف تناسب قيام إنتخابات. هناك إزدواجية في التعامل وتمييز بين المواطنين السودانيين والعمل الإنتقائي بينهم والشاهد ما حدث من استضافة ورعاية لمعتصمي القصر. وما قوبل به آخرون من الثورة السودانية من القمع والرصاص والبمبان في ذات المكان هل هذا يمكن أن يؤدي إلى إنتخابات حرة هذا معناه أن السلطة القائمة تريد أن تميز مواطنين بعينهم وتعطيهم صلاحيات ليساعدوها في إعادة إنتخاب قادة الإنقلاب وهذا لا يأتي بنتيجة تعكس رأي الشعب السوداني لذلك إذا قامت الإنتخابات في هذا الجو تصبح لا قيمة لها لأن الإنتخابات تتطلب استقراراً سياسياً وتراضياً وطنياً وأيضاً تتطلب مشاركة شعبية فالإنتخابات هي حكم الشعب فكيف نتكلم عن حكم الشعب بقمع الشعب، الذي نشهده الآن حزب الأمة مع الإنتخابات متى ما توفرت البيئة المناسبة لقيامها والخطوات المطلوبة لإجرائها مع ضمان المشاركة الشعبية (مش الملاحقة الشعبية الحالية).

*أين تقف خارطة طريق حزب الأمة التي دفع بها مؤخراً لحل الأزمة الماثلة؟
= خارجة الطريق تسير بشكل جيد، فحزب الأمة كلف لجنة للتواصل مع المجلس المركزي للحرية والتغيير وهذه نقطة البداية في خلق جبهة مدنية وتوحيد قوى الثورة بداية من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير لأن هذا التحالف حزب الأمة طرف فيه، والتواصل متقدم بشكل كبير فهناك توافق حول الرؤى بالنسبة لتوحيد الموقف بين حزب الأمة وقوى الحرية والتغيير. وكذلك كلف حزب الأمة لجنة للتواصل مع قوى الميثاق وفعل الحزب لجنة للتعامل مع شبكة لجان المقاومة بالإضافة لوجود آلية للتواصل مع قوى المجتمع المدني والمنظمات النسوية فكل هذا أتى لتقريب وجهات النظر بين المكونات المدنية وقوى الثورة المختلفة بهدف توحيد قوى الثورة وأنا أعتقد بأنه هدف تسعى له كل قوى الثورة وليس حزب الأمة وحدة.

*ماهي أبرز الجهات الرافضة لهذا الحوار؟
= لم يظهر إعتراض على خارطة الطريق من أية جهة حتى الآن. وعندما طرح الحزب خارطة الطريق لم يقل أن هذه الخارطة لمن يقبلها وإنما قال هذا جهدي لتقريب وجهات النظر وتوحيد المواقف لقوى الثورة المختلفة وهذا قابل للأخذ والرد والنقاش المستمر والمتواصل لذلك لن نتحدث عن جهة ترفض بل نتحدث عن جهات وأن كان هناك تباين في الرؤى والآراء هذا يكون موضوعاً للنقاش والتواصل المستمر للوصول للإتفاق وتقريب وجهات النظر.

*هل تعتقد أن ما يحدث الآن في الساحة قد يقود لإنقلاب جديد ؟
= بالمنطق لا ولكن هذا الأمر لا يتم التعامل معه بالمنطق فقط، فالمنطق وراء الإنقلاب القائم الآن غير موجود لأن إذا تم التفكير بالمنطق لا أتوقع إنقلاباً آخر يقوم بتاتاً. فليس معروف كيف تفكر كل الجهات وماهي أولوياتها وما هو تقييمها للأمور. فلا أعلم فكل شيء وارد.
*ما الذي يحدث داخل حزب الأمة الآن؟ هناك حديث عن الدفع بمذكرتين من الشباب لإقالة رئيس الحزب فهل الأوضاع داخل الحزب ذاهبة إلى هذا الإتجاه؟
= هناك حيوية في حزب الأمة وتعبير عن الرؤى والآراء بكل إحترام ومتاح للمجموعات الشبابية ولغيرها أن تعبر عن وجهة نظرها للمؤسسات القائمة والقيادات القائمة وللرئيس المكلف مع توفر كامل الإحترام ، فالجميع في وضع إنتقالي إلى قيام المؤتمر العام، فنحن لدينا مؤسسية هي المرجع بالنسبة لنا في القضايا الخلافية ولذلك مهما تباينت الرؤى والآراء من القيادات مع مجموعات مختلفة من مكونات الحزب هذا دليل حيوية ودليل على التعاطي بحرية مع القضايا ولكن في النهاية هناك مرجعية متفق عليها هو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي وهو المرجعية التشريعية التي تحسم كل الخلافات وتصب عندها كل المبادرات ولذلك ليس هناك اتجاه لإقالة أو إجراءات من هذا القبيل فالجميع يحتكم للمؤسسة القائمة الآن في ظل هذه الفترة الإنتقالية في ظل ود وإحترام للقيادات الموجودة.

*هناك حديث عن تيارات داخل الحزب شباب الحزب من جانب، ونائب رئيس الحزب ومجموعته من جانب آخر وكذلك رئيس الحزب هل هذا الوضع صحيح؟
= حدوث تباين بين مجموعات شبابية في الحزب وقيادات الحزب من رئيس ونائبه ممكن أن يكون مفهوماً لتفاوت التقديرات حسب الأجيال وحسب أشياء كثيرة ولكن في النهاية الفيصل في هذا الأمر هو المؤسسات والإحتكام للمؤسسة في الحزب مهما كان هناك تباينات بين مكونات الحزب المختلفة في الرؤى والآراء والمواقف فالجميع يحتكم لمؤسسة واحدة هي صاحبة الرأي والقول الفصل.

*هناك حديث عن تقارب بين رئيس الحزب والمكون العسكري وجلسات تشاور مستمرة فهل هذا توجيه من الحزب أم هذه تحركات فردية؟
= حزب الأمة موقفه واضح وقراراته واضحة والرئيس المكلف مؤكد له صلاحيات ومساحة لتقدير الموقف والمبادرة لما يريد أو يراه مناسباً للمبادرة به وفي النهاية يرجع للأجهزة وهو جزء من الأجهزة القائمة ولذلك المساعي نفسها هي لإيجاد حلول لمشاكل البلاد المعقدة، الاتصالات هذه وفق خارطة الطريق الموجودة الآن وقدم الحزب الخارطة بما فيها قادة الإنقلاب، فالهدف من هذا الأمر بعد توحيد الجبهة المدنية وتوحيد قوة الثورة إذا توفر مناخ مناسب لحوار يفضي لحل يحقق أهداف الثورة يصبح التوجه لهذا الحوار برقابة دولية فهذا هو رؤية حزب الأمة في خارطة الطريق وهذه مرجعيته التي تحكم كل المؤسسة وكل قادتها بمن فيهم الرئيس المكلف.

*متى سيعقد المؤتمر العام للحزب؟
= يفترض أن ينعقد منذ فترة ولكن الظروف لم تتح ذلك فآخر مؤتمر عام عقد في عام 2009م وهذه إثنا عشر عاماً وكان يجب أن تعقد فيها ثلاثة مؤتمرات فالظروف حالت دون ذلك وبعد إنتقال الحبيب رئيس الحزب عليه الرحمة والرضوان تم تكليف الرئيس المكلف للإجراء الإنتقالي الحالي وتم الإتفاق على أن ينعقد المؤتمر العام في ظرف عام، وبالنسبة للموعد تحديداً لابد أن تكوين اللجنة العليا للمؤتمر العام في البداية وهي التي تشرف على إجراءات المؤتمر وهي التي ستحدد الإمكانيات المطلوبة لإجراء المؤتمر والظروف المناسبة وستجدول المؤتمرات القاعدية وغيرها من مؤتمرات التصعيد وبالتالي بإمكانها تحديد الموعد لقيام المؤتمر العام ولذلك لن يكون من الممكن تحديد موعد قاطع للمؤتمر العام قبل تكوين اللجنة العليا للمؤتمر لأنها هي التي تقرر الموعد المناسب لإنعقاد المؤتمر العام.

*من هو أبرز المرشحين لرئاسة الحزب؟
= الإختيار يرجع للمؤتمر العام فكل إنسان بإمكانه أن يتطلع ويتخيل من يكون رئيساً للحزب ومن يكون مناسباً ليرشحه وهذه جميعها أفكار افراد فالرأي القاطع هو الحصري هو للمؤتمر العام لحزب الأمة القومي.

*السيد الصادق المهدي طيب الله ثراه قبل رحيله رحب بعودة السيد عبد الرحمن أثناء زيارته للنيل الأزرق كيف تعاملت مؤسسات الحزب مع هذا الترحيب من الإمام الراحل؟
= الحبيب عليه الرحمة والرضوان كان مهتماً بهندسة وتقويم الحياة السياسية في البلاد بشكل عام وكانت رؤيته للحكم الإنقلابي للإنقاذ الذي أبادته الثورة ومن شاركه لتسوية الحياة السياسية في البلاد كانت رؤيته أن يعتذر من شارك في حكم الإنقاذ للشعب السوداني لتجاوز تلك المرحلة ويطرح نفسه إن كان فرداً وتنظيمه إن كان تنظيماً للشعب السوداني ويبدي استعداده للمحاسبة والمساءلة لمن عليهم إتهامات، وإتخذ الحبيب عليه الرضوان من حالة عبد الرحمن أنموذجاً ومن جانب الحبيب عبد الرحمن قدم إعتذاره للشعب السوداني وأبدى استعداده للخضوع لأية محاسبة أو مساءلة إن كان هناك أية جهة تريد أن تحاسب وهذا الإعتذار لم يقدم لمؤسسات الحزب لتقول رأيها فيه لذلك ليس لديها موقف كمؤسسات من الإعتذار ولكن الأفراد في حزب الأمة عبروا عن رأيهم عن هذه الخطوة إتفاقاً وإختلافاً أي هناك من قبلها وهناك من رفضها.

*هل بعد أن أعتذر عبد الرحمن عن مشاركته لنظام الإنقاذ هل تم استيعابه داخل هياكل الحزب؟
= لم يتم استيعابه لأن الأمر لم يقدم لمؤسسات الحزب أصلاً.

*ماذا عن الأحزاب التي إنشقت من الأمة القومي متخذةً اسم الحزب وهل سيتم استيعابها مرةً أخرى داخل حزب الأمة القومي؟
= الأحزاب المنشقة لا يتم استيعابها كمؤسسة في الحزب والحزب كون لجنة للم الشمل عالية المستوى استمرت في الفترات الماضية وتواصلت مع كل الذين إنشقوا عن الحزب وكانت لهم خلافات تنظيمية، والذين تم الإتفاق على عودتهم يعودون كأفراد ولا يعودون كمؤسسة وكثيرون من الذين خرجوا من الحزب أو إنشقوا عليه بالفعل عادوا وآخرون لم يتم التوافق معهم لسبب أو آخر ولم يعودوا.

*هل فقد حزب الأمة بوصلته بعد رحيل الإمام طيب الله ثراه؟
= هذا السؤال يولد سؤالاً ما هو سبب طرح هذا السؤال مفروض هذا السؤال يطرح بعد أحداث أو مؤشرات حدثت وبعد ذلك يأتي السؤال هل فقد البوصلة أم لا ولا يطرح هكذا. ولكن بالرغم من هذه الجزئية فأنا أقول أن حزب الأمة لديه مرجعية مؤسسية وكان الكثيرون يعتقدون أن بعد إنتقال رئيسه سينفرط العقد ويختل الأمر ويدخل الجميع في تباينات وخلافات كبيرة ولكن الذي حدث كان هناك إجماع من القيادات والأجهزة في المؤسسات على الترتيبات الإنتقالية وكان هذا دليلاً على القدرة على عبور المطبات لأن هذا المطب كان كبيراً في داخل مؤسسات الحزب هناك بعض التباينات فالوضع السياسي في البلاد فيه تعقيدات كبيرة جداً تثير هذه التباينات في كل مؤسسة بها حيوية فحزب الأمة يتميز لأن به مرجعية مؤسسية تحسم الأمور التي يحدث فيها إختلاف وتباين وهذه المؤسسية والمرجعية حتى الآن حفظته في كل المطبات التي مر بها وأتوقع عبوره بسلام حتى المؤتمر العام التي تجدد الهياكل والأجهزة ووضع الحزب كله.
*قراءتك للأوضاع الماثلة إلى أين تتجه هل سيرجح خيار الفوضى أم الحرب الأهلية أم سيكون هناك إتفاق سياسي جديد؟
= هذا سؤال مهم والتفكير بهذا الجانب مهم مؤكد هناك مؤشرات موضوعية تشير إلى إمكانية حدوث فوضى وإضطراب لأن هناك كثيراً من السلاح المنتشر وهناك قوات كثيرة بينها تباينات وهناك وضع مضطرب هذا الوضع تدهور كثيراً بعد الإنقلاب لذلك في هذا الجانب أي شيء وارد حدوثه ولكن ما أتوقعه وباسترجاع الإرث السوداني رغم التباينات والمحن قد توجد فرصة لاسترجاع هذا الإرث وحدوث تفاهم ما يخرج البلاد من شتاتها وأزمتها الحالية والأمل معقود وروح التفاؤل متوفرة فهناك ظرف يدعو للتفاؤل فكل طرف بيده سلاح الآن عليه أن يفكر في مآلات الأمور في نهاياتها ويفكر في مصيره ولذلك ربما فكر كثيراً قبل أن يقدم على خطوة إثارة الفتن والبلبلة وإثارة الفوضى في البلاد. كذلك من الظروف الموضوعية التي تشجع التوجه لاستقرار وحل الدور الدولي المتدخل في أوضاع البلاد الآن لأجل التوسط وإيجاد حل بين أهلها والسعي لردم فجوة الثقة المنعدمة بين الأطراف، فأنا أرجح من ناحية موضوعية خيار حدوث إتفاق سياسي جديد بين الأطراف السودانية مهما بلغت درجة تناحرها حالياً

الانتباهة

Exit mobile version