Site icon شوتايم نيوز

عمر الكردفاني يكتب…..بيت الشورة….حمدوك :يا فليلك وكثرة فلولك

IMG 20211120 WA0000

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

حمدوك ……يا فليلك وكترة فلولك

من العبارات العاطفية التي هزتني بشدة في الأيام الماضية تعبير رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ردا على سؤال ….إلى من كنت تشتاق خلال فترة الإقامة الجبرية ،أو من كنت تحتاج أن يكون معك فكان رده:كنت أرغب في لقاء ثلاثة وأربعين مليون سوداني،هذه العبارة على عاطفيتها  الا انها لخصت لي شخصيا شخصية الدكتور عبد الله حمدوك ،فهي تدل على رجل حكيم ومتسامح، رقيق ومتسامي ،وطني وفدائي من الدرجة الاولى،وهذا ليس (كسير تلج) فالرجل لا تجمعني به أي صلة وحقيقة كنت قبلا أنظر إليه كأي سوداني ،نظرة من ينتظر منك الكثير ولكنه لا يأبه اذا لم تفي.
هذه المقدمة من أجل أن ندلف إلى الكلمتين ….فليل وفلول،وكلمة يا فليلك هي عبارة أو جملة تختص بها قبائل حمر وهي عبارة مخففة تعني يا ويلك  ،وبالطبع كلكم تدرون معنى فلول ،هذه العبارة الفضفاضة التي حملت في الأشهر الماضية اوزارا  فوق طاقتها  فكل فعل سالب او منكر ينسب إلى الفلول وكأنما هؤلاء الفلول من شياطين الجن لا يستطيع انسان أن يمسهم بسوء،وهي شماعة مقيتة وفزاعة رديئة علق عليها مختطفي الثورة كل ادرانهم وخيباتهم ، إذ أن الثوار الحقيقيين  قد اختفوا تماما من المشهد ،لقد اختفى أصحاب الرصة والمنصة، الشفاتة والكنداكات ،سياد الصبة ،لقد تفرقوا ايدي سبأ وظهرت مخلوقات هي للمسوخ أقرب والمصيبة معظمهم عجائز ،لم يسفحوا دما أو عرق ولم يغادروا بيتا أو يثكلوا اما أو حبيبة ،فأنا كما صرحت كثيرا وفي الكثير من الوسائط لا اؤمن الا بالشارع العريض وشباب اعتصام القيادة الذين سقط أكثر من عشرة بالمئة منهم ما بين قتيل وجريح ومن بقي سقط عميقا في أزمة نفسية ،وكلكم تابعتم الفيديوهات التي توثق لمن فقد عقله من أهوال فض اعتصام القيادة،والامر كذلك هاهو الصامد الوحيد الاخ الدكتور عبد الله حمدوك الذي تجرع ما مضى من أحداث وحده ولكن ما أن بان نصره حتى ظهر الكثير من الابطال يدعون أنهم الأصل والبقية هم الفلول ،وبذا يكون حمدوك قد ورث فلولا من فوقها فلول من فوقها فلول …..فلول بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها .

ثم ماذا بعد ؟

إن تنظيم الصفوف من بعد المعركة من أصعب الطوابير العسكرية لان تصنيف الجرحى وعلاجهم وعلاج غير المصابين من العاهات النفسية ومن بعد ذلك كله تنظيم الصفوف للمعركة الأكبر….معركة البناء ،كل ذلك يحتاج إلى الكثير من الجهد والصبر وهو ما لا نملكه نحن السودانيين ،إن اي عدو مهزوم دائما ينزوي  ليلعق جراحه ويلملم اطرافه ،فالفلول الذين يتحدث عنهم الجميع الآن هم الذين فقدوا الحكم بعد ثلاثين عاما إثر هزيمة نكراء فلا يمكن أن يهزموا شعبا كاملا أو  أن يقوموا بتركيع قوى الثورة بهذه الطريقة الا اذا كانت تلك الثورة مجرد فقاعة علت سماء السودان صدفة وليس لها جذور ،والله اعلم

Exit mobile version