Site icon شوتايم نيوز

عمرالكردفاني يكتب….التنمر السياسي والنازيون الجدد بالسودان

IMG 20211120 WA0000

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

التنمر السياسي وظهور النازيين الجدد بالسودان

في بدايات العمل السياسي بعد استقلال السودان وبرغم خروج ساسة ذلك الزمن من معركة شرسة مع المستعمر  ،وقد دفعوا من أرواحهم وحريتهم الكثير من أجل استقلال ناصع البياض ،برغم ذلك الا ان ممارستهم للسياسة كانت تبنى على خدمة الوطن والمواطن في صمت ونكران ذات ،وتعرف أيها القارئ العزيز الكثير من قصص رفض أولئك الساسة للامتيازات والاموال الطائلة، بل حتى مرتباتهم ال(حلال) كانوا يترفعون عنها ،في ذلك الزمان كانت تدور معركة لطيفة بين ندين من الساسة وكانت معركتهم هي من الذي يصل إلى المناسبات الاجتماعية لمواطني منطقتهم قبل الآخر،وفي ذات يوم سمع أحدهم بوفاة مواطن من مواطني ام درمان منتصف الليل وتأكد تماما أنه سيكون وحده مع المشيعين وأنه في صباح اليوم التالي سيمازح زميله بأن (نومه ثقيل )خاصة وان الجثمان قد خرج من منزل الفقيد بعد منتصف الليل ،ولكن عندما وصلوا إلى المقابر كانت خيبة الرجل عظيمة وهو يرى غريمه داخل القبر وهو يستلم الجثمان من المشيعين،نعم كانا من حزبين مختلفين ولكن هدفهم كان واحدا فقط وهو خدمة المواطن.
اضطررت لهذه المقدمة الطويلة لاني لأول مرة أضع نفسي (بعد ثلاثين عاما في بلاط صاحبة الجلالة) أضع نفسي في موقع المفكر وليس الصحفي ….والبون بينهما شاسع ولا مجال للشرح،إذ لاحظت انه في الممارسة السياسية منذ الديموقراطية الثانية …84……1989م أن الساسة باتوا يفضلون اللعب الخشن وأنهم أصبحوا يستخدمون كافة الأسلحة المتاحة في عالم السياسة وخارج عالم السياسة وما نشر الفضائح ونشر الغسيل القذر على صفحات الصحف ببعيد ، كما أنهم باتوا يستخدمون طلاب الجامعات في معاركهم بل ويسلحونهم بالمولوتوف والسيخ  ،ما عجل بذهاب تلك التجربة قبل أن تنضج خاصة بعد أن صرح احد الساسة أن هذه الحكومة اذا(شالها كلب فلن نردعه).
ثم جاءت الإنقاذ بكل ما اقترفته من اقصاء بدأته  بدمغ الأخوة من جنوب السودان بالكفر وان من يجاهدهم يدخل  الجنة كأنهم ليسوا أبناء هذا الوطن وأنهم ليسوا بشرا  ،ثم مررنا بما يسمى بالصالح العام الذي اذل الرجال واضطر اسرا بكاملها إلى اكتناز الاسى ومرارة الحرمان ،وقد قابلت لواء في القوات المسلحة كان ملء السمع والبصر في مناطق العمليات ،قابلته وهو يحمل جواز سفر كتب مكان المهنة فيه ….سائق،لقد بكيت يومها لاني عملت مع الرجل وكنا نلقبه بالقاب الفروسية والرجولة.
بعد هذه السنوات العجاف سياسيا ها نحن نقع تحت براثن جيل تربى على التنمر السياسي وإقصاء الآخر والشذوذ في الخصومة إلى درجة لا تطاق،لقد ربينا وانشأنا ثلاثة أجيال…..مواليد الثمانينات ومواليد الألفية الثانية ومواليد العشر أعوام الأولى من الألفية، جيل لم يرى منا الا التنمر في بعض ولم يلمس بيننا الا البغضاء ولم يعش معنا الا التنمر والعنصرية البغيضة، وها نحن نعيش حقيقة مصطلح التنمر السياسي بكل ما تعني هذه الكلمة من بؤس وحقد وكراهية ،وهذا المصطلح الذي ادعي أنني اول من أطلقه اتمنى ان يضعه الساسة على طاولة التشريح ومعرفة طريقة علاجه أو الشفاء منه .

إن الكورونا التي ضربت مجتمعنا السوداني في مقتل بزعزعة التواصل الاسري والاجتماعي  قد تزامنت مع داء التنمر السياسي ليكتمل بؤسنا كمجتمع وتنتهي اواصرنا كبشر ننتمي إلى الإنسانية في هذاةالوطن الذي كان مفخرة الأمم  .

ثم ماذا بعد؟

لقد اجتهدت هذا الاجتهاد المتواضع واتمنى من الزملاء الصحفيين والاخوة المفكرين والباحثين وعلماء الاجتماع تصويبي اذا أخطأت أو تقويمي اذا رأوا في ما اوردت بعضا من حقيقة ،لان ما يحدث في مجتمعنا الآن هو ظهور مجموعات اقصائية نازية ترى أن كل ما تقوله وتفعله هو الصواب وان الآخرين هم الجحيم.

Exit mobile version