Site icon شوتايم نيوز

محمدهاشم ابشر يكتب:-عندما يتململ الشريف زين العابدين الهندي في قبره

IMG 20211023 WA0000

 

 

 

*محمدهاشم ابشر يكتب:-*

*عندما يتململ الشريف زين العابدين الهندي في قبره*

لم يدرك الكثير من القيادات السياسية السودانية حتي الآن أن ثمة فرق مابين معارضة الاوطان ومعارضة الحكومات فإن تعارض وطن فهذا أمر مرفوض وأن تعارض حكومة فهذا حق مشروع
لذالك تجد البعض يسعي دوما للانتصار علي وطنه بطرق أبواب المجتمع الدولي ظنا منه انه يستطيع أن يبلغ غايته باقصر السبل حتي ولو كلف ذالك تضييق الخناق علي شعبه بحرمانه من المساعدات والمنح والهبات الخارجية التي تقدمها بعض الدول الخارجية لذالك تجد البعض يسعي للبحث عن حل الأزمات في مقار السفارات دون أن يدرك أن العلاقات الخارجية محكومة بضوابط وتجاوزها من شانه أن يعرض البلاد مستقبلا الي ما لا يحمد عقباه
ولعل مادفعني للتطرق لهذا الأمر سببين
الاول:- الحديث الذي يدور في الفضاء عن تحركات بعض الدول بشأن الازمة السودانية وهجرة بعض القوي السياسية لحشد الدعم والتاييد الخارجي وقطعا هذا يتم بعد أن يتم سرد كافة التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بالازمة حتي اصبحنا نر أن بعض السفراء يتحركون متجاوزين كل الاعراف الدبلوماسية المنصوص عليها في القانون الدولي واضحت مسالة طرق ابواب السفراء مسالة تباهي وتفاخر من بعض الذين يتصدرون المشهد الآن بل ويصرحون بها ويظنون انها ورقة ضغط تمكنهم من تحقيق احلامهم التي ينشدونها
ثانيا:- التصريح الذي تصدر عدد من مواقع التواصل بأن منظمة دوليه تقوم الآن باعداد ثلاثة دساتير((دستور للسودان….دستور دارفور….دستور المنطقتين)) وهذه المنظمة تعكف علي هذا الأمر منذ سبع سنوات فبربكم ماذا يعني هذا

إن الانفتاح الخارجي أمر مطلوب ولكن وجود ضوابط تحفظ هيبة الدولة اهم فهنالك قضايا ليس من حق أي شخص مهما كان هذا الشخص أن يتناولها أو يقوم بمناقستها مع أي جهة خارجية لانها تتعلق بالسيادة الوطنية ولكن المنهج الذي يتخذه البعض الان قد يجعلنا في خانة بعض الدول التي تدخل في إطار ((نظرية التبعية الدولية )) وهذا يجعلنا في وضعية يصعب التخلص منها مستقبلا
لذالك مسألة التمسك بالثوابت الوطنية وضرورة إيجاد حل للازمات عبر الحوار السوداني السوداني هو الضامن الوحيد للمحافظة علي تماسك الجبهة الداخلية ولعل هذا ما دفع الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي عندما أدرك أن البلاد تمضي نحو الهاوية قائلا((إن البلاد تؤكل من اطرافها وأخشى أن تؤكل من احشائها )) لذالك قدم مبادرة الحوار الشعبي الشامل مخاطبا بها كل المكونات السياسية والمجتمعية في أواخر القرن الماضي وقد ساهمت بشكل مباشر في الانفتاح السياسي الذي أتاح قدر من الحرية عبر مشروع وطني متكامل ولكن الكيد السياسي جعل البعض ينظر إليها بمنظور آخر
وقد تشابهت اليوم المعطيات ولكن اتجهت الأمور نحو الاسوء فالبلاد تؤكل من احشائها واطرافها الآن والكل يسعي لتحقيق مطامعه ومطالبه دون النظر في امهات القضايا ولم يحج شريفنا زين العابدين رحمه الله يومها الي فضاءات العالم الخارجي ليستجدي ويستقوي بهم تجاه أبناء وطنه وقد كانت كل الابواب مفتوحة علي مصرعيها تتمني أن تتشرف بدخوله لكنه إرث ادبا جديدا في الممارسة السياسية أن السودانيين احرارا في ادارةشؤون بلادهم وهو يقرأ ما سوف تصل اليه بلادنا
هكذا كان ينظر للعالم الخارجي أن العلاقات الخارجية تدخل في إطار بناء علاقات تقوم علي المصالح المشتركة بين الدول بما يحقق مصلحة الشعوب ومن هنا يمكننا أن ننطلق لتحقيق ما نصبو اليه ولكن ما يحدث في الفضاء الخارجي يتطلب من الجميع أن يعيدوا حساباتهم حتي تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار عبر مصالحة وطنية شاملة اساسها مبدأ المحاسبة خيار لا تنازل عنه ..
(حتي نرفع به بلادنا من حفر النيران الي اعالي الجنان ..مما جاء في خطاب المبادره )ولكاني بشريفنا زين العابدين يتململ في قبره لما صار اليه حال البلاد والعباد
الرحمة والمغفرة لجيل الاباء المؤسسين الذين علمونا معاني النضال وأن الحرية نور ونار من اراد نورها فليصطلي بنارها ومادام ارادة الشعب هي دستورنا فسوف نمضي للامام

Exit mobile version